هآرتس: الولايات المتحدة بدأت تقلص تواجدها العسكري في القيادة في كريات غات

هآرتس 23/11/2025، ليزا روزوفسكي: الولايات المتحدة بدأت تقلص تواجدها العسكري في القيادة في كريات غات
الولايات المتحدة تعمل على تقليص حضورها العسكري في مركز التنسيق الذي اقامته في كريات غات (سي.ام.سي.سي)، هكذا قالت للصحيفة مصادر امريكية رسمية. وحسب هذه المصادر فان هدف الولايات المتحدة هو ان يكون هذا المركز خاضع لمجلس السلام الدولي الذي سيقام في المستقبل القريب. في اطار الخطوة الامريكية فان جزء من الـ 200 رجل عسكري الذين كانوا في اسرائيل لغرض اقامة المركز في كريات غات بدأوا في المغادرة.
مصدر أكد على ان مجلس السلام الذي سيتراسه الرئيس الامريكي دونالد ترامب يشكل عامل اساسي في الخطة الامريكية. “مثلما كتب في قرار مجلس الامن الذي اتخذ هذا الاسبوع فان المجلس سينسق توفير المساعدات الانسانية وسيدفع قدما بتطوير غزة. المجلس ايضا سيدعم لجنة التكنوقراط الفلسطينية التي ستكون مسؤولة عن التنفيذ اليومي للخدمات المدنية في غزة وعن ادارتها، في حين ان السلطة الفلسطينية ستطبق خطة اصلاحاتها”، قال المصدر.
مصادر دبلوماسية مطلعة على ما يحدث في مركز التنسيق في كريات غات ومصدر اخر في نفس المركز قالت ان تطوير القطاع، أو للدقة بناء “الهيئات المؤقتة البديلة” تحت سيطرة الجيش الاسرائيلي شرق الخط الاخضر توجد في اعلى سلم الاولويات الامريكية. “يوجد للامريكيين هدفان، فتح المزيد من المعابر لادخال المساعدات الانسانية وبناء الهيئات المؤقتة”، قال في هذا الاسبوع مصدر دبلوماسي. وقد قدر انه ربما الحديث يدور ايضا عن مصلحة اسرائيلية، حيث ان بناء هذه الهيئات سيقسم القطاع الى قسمين.
في مركز التنسيق تمثل الان اكثر من 20 دولة من بينها دول اوروبية ودول عربية مثل مصر واتحاد الامارات. كجزء من مشاركتها في المركز هذه الدول تطرح على الامريكيين اسئلة قانونية واخلاقية تتعلق بالخطة التي بحسبها ستبى احياء جديدة في القطاع، من بين هذه الاسئلة من سيتم اختياره للسكن فيها وبأي معايير، هل من سيتم استيعابه يمكنه الخروج، وماذا سيكون مصير اصحاب الاراضي الاصليين. مصدر دبلوماسي تحدث مع “هآرتس” قال ان الفكرة الامريكية الان هي مصادرة الاراضي من اصحابها وتعويضهم. وحتى انه اشار الى ان اعمال تخطيط في مركز التنسيق المرتبطة باخلاء الانقاض من اجل بناء التجمعات المؤقتة تتقدم بوتيرة سريعة.
حسب مصادر اخرى فان الدول التي تشارك في مركز التنسيق لا تعارض بصورة شديدة الخطة الامريكية الان. بعضها يحاول اقناع الولايات المتحدة باستغلال اقامة الاحياء من اجل منح السلطة الفلسطينية دور عملي في القطاع. “سيتعين على احد ما ان يدير المدارس والمستشفيات في غزة”، قال هذا الاسبوع دبلوماسي اوروبي.
رغم الضغط الذي تستخدمه الدول على الولايات المتحدة الا ان بعض المصادر اكدت على ان من يقرر بالفعل بشان سياسة بناء الاحياء لا يوجد في مركز التنسيق. وحسب اقوال المصادر فان المركز مسؤول فقط عن توفير حلول هندسية وتقنية للبناء. القرارات تتخذ في البيت الابيض او في اطار المشاروات في البيت الابيض أو في اطار المشاورات بين البيت الابيض والمستوى السياسي في القدس.
ادخال المساعدات الانسانية
في الاسبوع الماضي نقلت صلاحيات منسق شؤون الحكومة في المناطق في كل ما يتعلق بتنسيق ادخال المساعدات الانسانية الى مركز التنسيق. هذا حسب مصدر امريكي رسمي وحسب مصدر في المركز. مصادر مختلفة تحدثت مع “هآرتس” وصفت وجود توتر ثار بين الاسرائيليين والامريكيين في المركز على خلفية قرارات تتعلق بالمساعدات. مع ذلك، دبلوماسي مطلع على ما يحدث قال ان الطرفين نجحا في التوصل الى تسوية فيما يتعلق بعدد الشاحنات وانواع البضائع التي ستدخل الى القطاع (في اسرائيل يخشون من ادخال بضائع “ثنائية الاستخدام”). دبلوماسي اخر قال انه “لا يوجد تغيير كبير على الارض في مواقف الاسرائيليين في كل ما يتعلق بادخال المساعدات الانسانية”.
حسب مصدر امريك، رغم انه حسب اتفاق وقف اطلاق النار فان اسرائيل ملزمة بادخال 600 شاحنة مساعدات كل يوم الا ان العدد ارتفع مؤخرا الى 800 شاحنة في المتوسط، الامر الذي ينسبه لعمل مركز التنسيق. منسق اعمال الحكومة في المناطق، قال المصدر، هو “جزء لا يتجزأ من مركز التنسيق الذي يعمل بموازاة مطلقة من اجل ضخ اكبر قدر من المساعدات لسكان غزة المحتاجين اليها”. ولكن بيانات الامم المتحدة تظهر ان جزء صغير جدا من الشاحنات التي دخلت الى القطاع منذ وقف اطلاق النار ينتمي الى التجمع الانساني (الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى) التي تعمل بتعاون مع المركز.
منذ دخول وقف اطلاق النار الى حيز التنفيذ تم ادخال 4335 شاحنة تعود لهذا التجمع الانساني. أي انه في الستة اسابيع التي مرت فان مساعدات الامم المتحدة التي تم ضخها هي كمية تكفي لاسبوع واحد، أي ان نصيب الاسد من الطعام والبضائع التي تدخل تاتي الى السوق الخاصة او يتم ادخالها من قبل دول تمنح مساعدات ليس بواسطة اجهزة الامم المتحدة.
“معظم البضائع التي يتم استيرادها لاغراض تجارية هي المعلبات، الشوكولاتة ومنتجات مشابهة”، قال مصدر في الامم المتحدة. “بالنسبة الينا لا يهمنا اذا احضروها أو لا، كنا نريد رؤية أنه عبر القطاع الخاص يتم ايضا ادخال مواد غذائية”. المصدر اكد انه ايضا بعد شهر ونصف على بداية وقف اطلاق النار ما زال في القطاع من الصعب الحصول على منتجات اللحوم والحليب والخضراوات. وحسب قوله فان معظم السكان يتغذون على الكربوهيدرات. مصدر امريكي رسمي قال للصحيفة بان “مركز التنسيق وكل الشركاء فيه يعملون بنشاط لزيادة نسبة المساعدات الانسانية مقارنة بنسبة البضائع الداخلية عبر القطاع الخاص”.
من منسق اعمال الحكومة في المناطق جاء ردا على ذلك بانه “بدات عملية دمج الامريكيين في اجهزة التنسيق لادخال المساعدات الى قطاع غزة، الذي يشمل تعاون معلوماتي الى جانب نقل غرفة التنسيق المشتركة من غرفة عمليات غزة الى سي.ام.سي.سي”. ايضا المصادر قالت بانه “تقرر ان يكون الامريكيين في جبهة المحادثات مع المجتمع الدولي في السياقات الانسانية، وفي التنسيق وفي تخطيط مشترك مع الوحدة”.
في قسم منسق اعمال الحكومة في المناطق اكدوا على ان “الحديث لا يدور عن عملية نقل صلاحيات او مسؤولية من منسق اعمال المناطق للامريكيين، بل عن دمج الامريكيين في بلورة وتطبيق آلية التنسيق، الرقابة والاشراف، في مجال المساعدات الانسانية، بالتعاون مع الجهات الامنية الاسرائيلية”. حسب قسم منسق اعمال الحكومة في المناطق فانه “لا يوجد أي تغيير في سياسة فحص المساعدات ومحتوياتها. شاحنات المساعدات سيتم فحصها في المعابر من قبل اجهزة الامن والسلطات الاسرائيلية. هذا الى جانب اتخاذ النشاطات المطلوبة لصالح تقليص تدخل منظمة الارهاب حماس في المساعدات الانسانية”.



