ترجمات عبرية

هآرتس – الوف بن يكتب – كأن وباء الكورونا لم يكن : الاعتبار الوحيد في الانتخابات كان “نعم بيبي، لا بيبي”

هآرتس – بقلم  الوف بن – 24/3/2021

الناخبون لم يقوموا بمحاسبة نتنياهو على ادارته الفاشلة للازمة، لكنهم ايضا لم يقوموا بمكافأته على التطعيمات. والتغييرات في الخارطة السياسية تأثرت فقط بالعلاقات بين نتنياهو ورؤساء الاحزاب “.

نتائج العينات في التلفزيون تشير الى أن الحدث المركزي في السنة الاخيرة، وباء الكورونا، لم يؤثر أبدا على الناخبين في اسرائيل. ما الذي لم يكن لدينا منذ الانتخابات السابقة؟ الاغلاق والحجر، اكثر من 6 آلاف حالة وفاة، كمامات على الوجوه وتعقب الشباك، عجز في الميزانية ونسبة بطالة عالية، مظاهرات في ايام السبت ومطار مغلق، وكل ذلك الى جانب ازمة سياسية ازدادت حدة. مع ذلك، في صناديق الاقتراع بقينا مع “نعم بيبي، لا بيبي”، مع تغييرات في التركيبة الداخلية للمعسكرين السياسيين.

الناخبون لم يقوموا بتصفية حسابهم مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على الادارة الفاشلة التي اتبعها خلال ازمة الكورونا. ولم يقوموا بمكافأته بدعم متحمس بفضل اهتمامه بالتطعيمات ورفع الاغلاقات. التغييرات في الخارطة السياسية تأثرت فقط بالعلاقات بين رؤساء الاحزاب ونتنياهو. هذا كان سبب الانقسام في الليكود والعمل واليمين المتدين والقائمة المشتركة وازرق ابيض. الكورونا لم تلعب تقريبا أي دور في صعود وسقوط السياسيين في هذه الانتخابات.

ما الامر؟ مثلما هي الحال دائما، في هذه المرة ايضا تم دفع الناخبين الى صناديق الاقتراع بسبب قوة الولاء القبلي ووضعهم الاقتصادي – الاجتماعي الذي تمت ترجمته الى تصويت “فقط بيبي مقابل فقط ليس بيبي”، مع نفتالي بينيت مثل كفة ميزان تميل ايديولوجيا نحو نتنياهو وشخصيا نحو استبداله. والنشطاء الحزبيون في جميع الاحزاب لاحظوا المزاج العام لدى الجمهور، ومنذ مرحلة مبكرة وضعوا الكورونا جانبا وركزوا على التخويف مما سيحدث لمعسكرهم اذا فاز الطرف الآخر. هذه كانت رسالة مفاجآت العينات، ميرتس وازرق ابيض، اللذان توجها الى مخاوف ناخبيهم. بينيت ايضا، الذي بنى عودته الى قلب الساحة السياسية على حملة “لا يهمه عدم وجود مصدر للرزق” وعلى ثناء ذاتي كمدير مؤهل يعرف كيفية مواجهة الوباء عاد قبل الانتخابات الى صفحات الرسائل السابقة.

نتنياهو حاول استغلال فتح الاقتصاد والهبوط في عدد الاصابات لصالحه مع حملة “نعود الى الحياة”. وتطعيم معظم السكان واستئناف التعليم والتجارة، اضافة الى اجواء الربيع، ربما انقذت الليكود من الهزيمة، لكن نتنياهو لم يحصل على الفوز الذي أمله، واذا نجح في تشكيل الائتلاف فهذا سيكون مرهون بشكل كامل بخصمه بينيت الذي سيتمكن من اسقاطه في أي لحظة.

في المقابل، ايضا خصوم نتنياهو لم ينجحوا في استغلال اخفاقاته في سنة الكورونا من اجل اسقاطه من الحكم. للوهلة الاولى كان يبدو أن التمرد الذي اعلنه المجتمع الاصولي على تطبيق الاغلاق، بدعم من رئيس الحكومة المعتمد على دعم الاصوليين، سيبعد عن نتنياهو ناخبين محتجين على التمييز الصارخ وسيفضلون “يمين رسمي” على الليكود الذي يؤيد الاصوليين. هذا كان أمل جدعون ساعر وافيغدور ليبرمان، لكن هذا الأمل خاب لأن فتح الاقتصاد ازاح المشكلة من جدول الاعمال ولأن مصوتي الليكود يعرفون أن حزبهم شريك مخلص لشاس ويهدوت هتوراة، اللذان الناخبون لهما لا يخدمون في الجيش ولا يتعلمون المواضيع الاساسية ويقللون من العمل.

هكذا تم تحييد الكورونا باعتبارات التصويت لمواطني اسرائيل، الذين جاءوا الى صناديق الاقتراع من اجل التعبير عن اخلاصهم القبلي. اذا كان للكورونا تأثير غير مباشر فقد ظهر هذا التأثير في الربط غير المسبوق للمجتمع العربي بالتيار العام في اسرائيل، على خلفية الوباء الذي اصاب الجميع، وظهور الطواقم الطبية العربية في المستشفيات واضمحلال النزاع العنيف مع الفلسطينيين. نتنياهو الذي فهم ذلك ادار للمرة الاولى حملة في القرى العربية، وتطرق على الاقل بالشعارات، الى المشكلات التي تشغل السكان فيها. هكذا نجح في تفكيك القائمة المشتركة، وهي العامل الاقوى الذي عارضه، واستفاد من انخفاض معدلات تصويت العرب مقارنة مع الحملات الانتخابية السابقة. جولات “أبو يئير” في الناصرة وأم الفحم وخيام البدو، كانت العملية الاكثر مفاجأة وحداثة في انتخابات الكنيست الـ 24. ربما هي التي رجحت الكفة لصالح بقائه في الحكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى