ترجمات عبرية

هآرتس: الهجوم على غزة يقترب ونتنياهو يحدد الجيش منذ الان كمسؤول عن الفشل المحتمل

هآرتس – عاموس هرئيل – 31/8/2025 الهجوم على غزة يقترب ونتنياهو يحدد الجيش منذ الان كمسؤول عن الفشل المحتمل

هذا الاسبوع يبدو انه سيكون الاسبوع الذي ستزيد فيه اسرائيل شدة القتال في مدينة غزة، قبل سيطرة الجيش الاسرائيلي على المدينة، التي تقررت في الكابنت. في منتصف الاسبوع سيبدأ تجنيد الاحتياط الذي في هذه الاثناء يمكن ان يشمل 60 ألف أمر تجنيد، بما في ذلك الوحدات التي في الفترة الاخيرة فقط انهت الخدمة في القطاع. ولكن معظم رجال الاحتياط لن يتم ارسالهم في هذه المرة الى القطاع، ربما لان القيادة العليا تعرف الى أي درجة العملية المخطط لها هي مختلف عليها في اوساط الجمهور الاسرائيلي.

حوالي نصف رجال الاحتياط سيتم ارسالهم الى مقرات القيادة. وحوالي نصف اوامر التجنيد ارسلت للوحدات التي يمكن ان تستبدل الوحدات في الضفة الغربية وعلى حدود البلاد. في المقابل، هيئة الاركان تخطط لارسال في هذه الاثناء الجيش النظامي المقاتل الى القطاع، لا سيما العملية في مدينة غزة. لواء المظليين سيبقى في هذه المرحلة كاحتياط، في حالة تفاقم الوضع في ساحات اخرى.

في الاسبوع الاخير بدأ الجيش في وضع القوات على مداخل مدينة غزة. اساس المواجهة العسكرية يحدث الآن في حي الزيتون في جنوب شرق المدينة. يبدو ان حماس تحاول تحويل هذا الحي الى معقل مقاومة كما فعلت في بداية 2024 في حي الشجاعية القريب. الفرق هو فيما حدث منذ ذلك الحين. التدمير والقتل هي اعمال واسعة في المدينة. اليوم ايضا تجد حماس صعوبة في تهديد حدود الخط الاخضر. ما تقدر عليه حماس هو تنظيم الدفاع امام دخول القوات، وبالاساس قضم الذيل بعد السيطرة على احياء في المدينة. اضافة الى قيادة لواء خضع لعملية تعافي وما زال يتبع لقائد الذراع العسكري الحالي عز الدين الحداد.

في ليلة الجمعة اصيب 7 جنود من لواء جفعاتي، احدهم باصابة بالغة، نتيجة عبوة ناسفة تم تشغيلها ضد ناقلة جنود مدرعة من نوع “النمر”. في الشبكات الاجتماعية نشرت على الفور تقارير مضللة من الطرف الفلسطيني حول مخطوفين في الحادثة. النشر الكاذب انزلق ايضا الى الطرف الاسرائيلي واثار القلق، الى ان اوضح الجيش الاسرائيلي أمس في الظهيرة، بتأخير ما، الابعاد الحقيقية للحادثة. النشر يشير الى ما يشغل حماس وهو محاولة مراكمة النجاحات المحلية، لا سيما الاختطاف، التي ستضر بمعنويات الاسرائيليين، المصدومين أصلا، على خلفية الخلافات السياسية والخوف على حياة المخطوفين. 

مع اخذ الاخطار في الحسبان فان توجيه رئيس الاركان ايال زمير للقوات يتوقع ان يبقى على حاله: حركة بطيئة، حذرة، مرفقة بعمليات قصف كثيفة، لتقليص الاخطار على الجنود. في قرار الجيش تسمية العملية “عربات جدعون 2” توجد حكمة. زمير لا يعتقد انه توجد بشرى جديدة، بل المزيد من نفس الشيء. هذه حقا ليست الرسالة التي يريد تسويقها رئيس الحكومة للجمهور الاسرائيلي. 

لكن التقدم يمكن أن يتعقد بسبب الفلسطينيين الذين سيجدون انفسهم على خط النار. حتى الآن فقط بضعة آلاف غادروا غزة. من المرجح ان الضغط سيزداد وستبدأ حركة جماعية نحو الجنوب، لكن يبدو أن الكثير من السكان سيخاطرون في هذه المرة ولن يهربوا، خوفا من ان ظروف العيش في جنوب القطاع، في مناطق اللجوء المقلصة، ستكون غير محتملة. عندما ستبدأ الحركة فمن المرجح ان الجيش الاسرائيلي لن يحاول السيطرة على الجموع المتدفقة أو نقاط العبور ولن يحتجز اعضاء حماس هناك، بل سيسمح للجمهور بالمغادرة. خلافا لما يقال الآن في محيط نتنياهو فانهم في الجيش لا يلاحظون أي علامات انكسار لحماس أو عدم الرغبة في القتال. الصعوبة لدى حماس تتعلق بالقدرة وليس بالنوايا: مشكوك فيه اذا كان يمكنها الحاق بالجيش الاسرائيلي خسائر بحجم الخسائر في العملية البرية قبل سنتين. 

في حين ان الصعوبة التي يواجهها نتنياهو تتعلق بالجدول الزمني: لا يوجد تناسب بين ما يعد به، وبالاساس ما يسوقه لاذن الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وبين وتيرة التقدم المخطط لها في جيش البر. نتنياهو نجح مرة اخرى في الحصول على دعم ترامب، كما فعل بخصوص استئناف القتال في غزة في آذار الماضي، والحرب ضد ايران في شهر حزيران. الآن اقنع الرئيس بان العملية المخطط لها ستضر بمركز ثقل حماس الاخير، وستفتح الطريق لمناقشة “اليوم التالي” في القطاع كما ارادت الادارة الامريكية. عندما لا تتقدم الامور بالوتيرة التي يتوقعها الامريكيون فربما ستكون ازمة. الادعاءات المتواترة لرجال نتنياهو بدعم جهات سياسية حول رئيس الاركان المتباطيء، يبدو أنها تمهيد قبل القاء التهمة على الجيش.

في الفترة الاخيرة انتشرت في الشبكة شائعات عن موت ترامب كانت مبالغ فيها، وتم التقاط صورة له وهو يلعب الغولف أمس بعد الظهر بتوقيت اسرائيل. ولكن الادارة الامريكية عرفت ايام افضل. موقع “بوليتيكو” نشر في نهاية الاسبوع مقال موسع فيه انتقاد شديد لسياسيين اوروبيين حول اداء ستيف ويتكوف، المبعوث الامريكي للشؤون الدولية، في قضية الحرب في اوكرانيا. القمة في الاسكا مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين لم تثمر أي شيء، وموسكو تستمر في خداع واشنطن وتخريب تحقيق وعودها بانهاء الحرب. 

رغم الالتزام الكبير لويتكوف باطلاق سراح المخطوفين الاسرائيليين الا ان الوضع عندنا مشابه بدرجة كبيرة. وقف اطلاق النار، سواء من خلال صفقة أو من خلال هجوم جديد للجيش الاسرائيلي، ما زال غير قريب، على الاقل طالما ان ترامب لا يضع انذار نهائي للطرفين.

في هذه الاثناء بقيت لنتنياهو اليمن. أمس اعلن الحوثيون بانه في هجوم اسرائيل الجوي في صنعاء في يوم الخميس الماضي قتل رئيس الحكومة وعدد من الوزراء. من غير الواضح ما هو وضع وزير الدفاع ورئيس الاركان. ايضا الزعيم الاعلى للحوثيين، عبد المالك الحوثي، لم يصب. السرعة التي تعلمت فيها الاستخبارات الاسرائيلية جمع وتحليل المعلومات عن ساحة جديدة وبعيدة مدهشة جدا. ولكن هذا ليس نهاية الحرب ضد الحوثيين، ربما العكس. الآن اضافة الى رغبتهم في مساعدة حماس في غزة، اصبح يوجد لهم حساب جديد يجب عليهم اغلاقه مع اسرائيل.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى