هآرتس: الهجوم على ايران الذي استخدمه نتنياهو لتمرير الميزانية تم تأجيله بسبب ترامب

هآرتس 9/4/2025، حاييم لفنسون: الهجوم على ايران الذي استخدمه نتنياهو لتمرير الميزانية تم تأجيله بسبب ترامب
قبل شهرين قام نتنياهو باستدعاء أحد كبار الائتلاف. عندما يكون نتنياهو بحاجة الى شيء فانه لا يوجد مثله لاعطاء سر أمني. رئيس الحكومة قال له سر كبير، وهو أن اسرائيل ذاهبة لمهاجمة ايران الآن. أنا لم أكن لانشر هذه الامور لو أن المتحدث بلسان نتنياهو يعقوب بردوغو، لم يقل هذه الامور بنفسه. في اللقاء تطرق رئيس الحكومة الى تفاصيل عملياتية تقشعر لها الابدان وشرح الالحاحية. هو قدم استعراض جيوسياسي حول الحالة الجوية والولايات المتحدة. وفي نهاية المطاف همس في أذن ضيفه السر المهم – موعد الهجوم. عمل شيطاني حدث، أن هذا الموعد سيأتي بعد المصادقة على الميزانية. محدثه لم يستوعب الخدعة. وقد خرج من اللقاء وهو منفعل واعلن بأن هذه ساعة مصيرية في تاريخ الأمة، لذلك يجب المصادقة على الميزانية، التي كما هو معروف تمت المصادقة عليها. منذ ذلك الحين حتلن نتنياهو بأن الهجوم تم تأجيله قليلا، بعد ذلك جاء ترامب. هجوم آخر “تم التخطيط له”، تم تأجيله الآن الى اشعار آخر في بث حي في التلفزيون.
ترامب هو مثل شخص يأتي لتناول وجبة في مساء يوم الجمعة وفجأة ينقض على الخبز والسلطة، حتى لو كان ذلك غير مهذب، تناول الطعام في الوقت الذي يكون شخص آخر يتحدث فيه. لدى الرئيس الامريكي لا يوجد ما هو غير مهذب أو معتاد. بالعكس، كلما كان الامر غير معتاد فانه يكون مسرور بأكل الارغفة أكثر، يأخذ جزء منها ويعيد ما تبقى الى الصحن الرئيسي. لقد سئم من الآداب على شاكلة “اذا كنا نجري مفاوضات مباشرة مع ايران فان هذا يعني الاعتراف بالنظام”. في السابق ذهب ترامب الى كوريا الشمالية، من ناحيته يمكن الذهاب في رحلة ايضا الى طهران. هو يتطلع الى التفاوض مع ايران حتى لو أن ذلك لم يعجب اسرائيل. نتنياهو ظهر أمس في المؤتمر الصحفي لترامب كعروس في حفل الزفاف الذي حدث من النظرة الاولى، الذي تشاهد فيه للمرة الاولى الرجل مثل فيل. كل ما بقي هو ابتسامها بشكل قسري.
بعد مرور ثلاثة اشهر تقريبا على القطار الجبلي لترامب اصبح يمكن رؤية موقف رئيس الدولة العظمى: اقتصاد، اقتصاد، اقتصاد. كل شيء اموال. حتى لو كان في المعسكر الجمهوري اصوات صقورية في موضوع ايران، فان الحرب مع ايران يمكن أن تشعل حرب في الخليج، التي سترفع اسعار النفط الى مستوى عال يشبه مستوى صوت تالي غوتلب. نائب الرئيس الشاب جي دي فانس ظهر في الادارة كشخص له صلاحيات واهمية اكثر من نواب رؤساء سابقين. هو يشارك في جميع اللقاءات السياسية، وحتى أنه قاد الخط المتشدد في اللقاء مع زيلينسكي. فانس يتبنى خط شعبوي انفصالي، سواء كان يؤمن به أو يعتقد أن هذا ما يرغب فيه الجمهور. خطابه يتناول الاقتصاد واسعار النفط، وهو لا يقوم باعداد الشعب الامريكي لحرب مع ايران.
هذا الموضوع ايضا سيودي بالمبعوث الخاص، القادر على كل شيء، ستيف ويتكوف. كما هو معروف هو مقرب من قطر التي توجد لها مصالح معقدة مع ايران، اسرائيل وامريكا، ويمكن الافتراض بأنهم سيلمحون له عن كيفية تربيع الدائرة. في المفاوضات بين اسرائيل وحماس ويتكوف لم يكثر من التطرق للتفاصيل. بالعكس، هو اعتقد أن التفاصيل تفشل الصورة الكبيرة. ولكن في الموضوع النووي يوجد عدد كبير من التفاصيل المعقدة. ومن اجل اجراء مفاوضات جدية فان ويتكوف بحاجة الى طاقم كبير، وبالاساس الاهتمام والتركيز، سوية مع القضية الروسية. هذه بشرى سيئة للمخطوفين، أن الاهتمام الامريكي سرق منهم.
تصريح ترامب المفاجيء في موضوع ايران كان درة التاج للقاء الفاشل ولكنه ليس الوحيد. فمن تحت الرادار مر الموضوع التركي بدون أن يلاحظه أي أحد. عندما سقط نظام الاسد قال نتنياهو بشجاعة إن عبقريته الاستراتيجية تم التعبير عنها. هو قام بتصفية حزب الله واسقط النظام في سوريا. للحظة لم يتوقف أحد للتساؤل حول البديل للنظام. مثل النكتة عن شخص يعاني من ألم في ركبته، وبعد ذلك يضرب بمطرقة الركبة الثانية كي تؤلمه أكثر وتنسيه الاولى. هكذا، بعد نشوة نتنياهو اكتشف أنه بدلا من نظام الدمى لايران – الدولة المشاكسة للغرب والتي لا يهم أي أحد اذا تلقت صفعة أو صفعتين – حصل على تركيا،التي هي دولة عضوة في الناتو والرئيس الامريكي يحبها كثيرا. وبدلا من أذن صاغية في واشنطن حول ما يقلقه حصل من ترامب على الشعارات، أنه سيقوم بعلاج كل شيء.
في موضوع الجمارك ايضا خضع نتنياهو على الفور لطلبات ترامب، ووعد بتقليص العجز التجاري الذي يبلغ 7 مليارات، بدون الحصول على مقابل. مصدر في وزارة المالية قال للصحيفة صباح أمس بأن الامر يتعلق بـ “وعد لا يستند الى العمل المشترك. حتى لو تم بذل جهد كبير فربما نستطيع زيادة المشتريات من الولايات المتحدة بمبلغ مليار – مليار ونصف دولار”. ولكن بماذا يهم ذلك، هذا ما يريد ترامب أن يسمعه، ونتنياهو لا توجد له أي مشكلة في أن يكذب. ففي اقصى الحالات سيتهم المستشارة القانونية للحكومة.