ترجمات عبرية

هآرتس – المواجهات بعد الاعتداء على الحاخام ، تذكر بأن الانفجار التالي في يافا دوما خلف الزاوية

هآرتس – بقلم  بار بيلغ – 20/4/2021

وعاء الضغط في يافا انفجر مرة اخرى في بداية هذا الاسبوع. الشعور المتدني بالامن الشخصي والنقص في اماكن العمل لشباب المدينة وضائقة السكن فيها تصعب على حل هذه الازمة “.

مدينة يافا ضجت ثلاث مرات في السنة الاخيرة. في شهر نيسان الماضي انفاذ للقانون من قبل الشرطة في حي العجمي اشعل شجار، وبعد ذلك اضطرابات استمرت بضعة ايام. وفي شهر حزيران اعمال البلدية في مدفن الاسعاف اثارت احتجاج استمر مدة شهرين، وأول أمس كان هناك هجوم لرئيس مدرسة دينية من مدارس الاتفاق اسمها “شيرات موشيه”، الياهو مالي، الذي استند الى ما يسميه السكان العرب في المدينة “يهود يافا” وهدد باعادة الاضطرابات الى الشوارع.

الاسباب الرئيسية لوعاء الضغط في يافا الذي انفجر مرة اخرى في يافا أمس هي الشعور بالامن الشخصي المتردي في اعقاب حالات موت كثيرة لأبرياء في المدينة، وهم شباب عاطلون عن العمل، كانوا قبل فترة قصيرة لا ينتمون لأي اطار تعليمي. وبالاساس ضائقة السكن في المدينة التي تواصل اسعار الشقق فيها الارتفاع في كل سنة.

خلفية المهاجمة أول أمس هي محاولة بيع قطعة ارض في حي العجمي للمدرسة الدينية. هذه الارض حاول بيعها يهودي اشتراها بصورة قانونية قبل عشرات السنين. الاخوان احمد ومحمد جربوع، اللذان يعيشان قرب العقار لاحظا رئيس المدرسة الدينية ومديرها وهما يدخلان الى قطعة الارض الخاصة وأرادا طردهما. رئيس المدرسة الدينية والمدير قالا إنهما حددا في المكان لقاء مع صاحب قطعة الارض. ولكن جربوع قاما بطردهما من المكان بالركل واللكمات. وقد اعترفا بما نسب اليهما، لكنهما قالا إنهما وجدا انفسهما في شجار في اعقاب تحد وبدون ونفيا الدافع العنصري. وبعد الهجوم جرت أول أمس مظاهرة لليهود ومظاهرة للعرب، انتهتا بعدد من المصابين.

“لا شك أنهم عندما يقولون لك بأن تغادر المنطقة ولا يريدونك كجار فان هذا يعتبر موقف”، قال للصحيفة مدير المدرسة الدينية ومؤسسات مئيريم في يافا، موشيه شندوفتس، الذي تمت مهاجمته أول أمس. “أنا لا اعرف لماذا قاموا بمهاجمتي. ولكنهم قالوا لي بأنهم لا يريدونني هناك. نحن بالكاد كنا هناك دقيقة أو دقيقتين عندما بدأوا يصرخون علينا وطالبونا بمغادرة المكان وهم يشتموننا. نحن ابتعدنا. هؤلاء اشخاص لم نكن نعرفهم. أنا افترض أنهم هم ايضا لا يعرفون أنهم هاجموا رئيس مدرسة دينية، حاخام عمره 65 سنة. يوجد هنا شيء ما متطرف والهجوم غير مفهوم”. رجال المدرسة الدينية اكدوا دائما أن الارض كانوا سيشترونها من شخص يهودي.

مدرسة “شيرات موشيه” الدينية في يافا تم تأسيسها في العام 2008. واليوم يتعلم فيها 350 طالب ومقرها الدائم موجود في شارع تولوز. الطلاب يسكنون في شقق مجاورة في الحي. الحادثة أول أمس اعادت سكان يافا الى العام 2015. ففي حينه دخل رجال المدرسة الدينية الى بيت في شارع تسيونا تيجر، الذي اصحابه العرب تركوه في 1948 وتم نقله بقوة قانون “املاك الغائبين” الى ملكية الدولة وشركة الاسكان العام “عميدار” التي بدورها أسكنت فيه عائلات يهودية. من قامت بشراء هذا العقار، وهي يهودية من الارجنتين، نقلت ملكيته كتبرع، لكن ليس بطابو، لرجال المدرسة الدينية. في العجمي خافوا أول أمس من أن سنة 2015 تكرر نفسها.

في المقابل، رجال المدرسة الدينية قالوا إنه في الفترة الاخيرة تزداد اعمال العنف بينهم وبين سكان يافا. “كنا في حفلة عيد ميلاد في متنزه مدرون، اولاد في الصف الثاني”، قالت للصحيفة مديرة من مديرات الجمعية التي تدير المدرسة الدينية. “لقد جاء أولاد عرب، ابناء 13 – 14 سنة وقاموا باختطاف قبعة احد الاولاد المنسوجة، وصرخوا عليهم توقفوا، توقفوا، وعودوا من حيث جئتم. واشاروا اليهم بالاصبع الوسطى وهربوا”.

اعتراف بالفشل

في بلدية تل ابيب بلوروا في الشهر الماضي برنامج طواريء اجتماعي لمدينة يافا. وقد شملت  بنود البرنامج معالجة الشباب والحفاظ على النظام العام والتخليد وقيادة محلية. في البرنامج تم اقتراح بناء مركز تجسير بلدي يتم فيه تأهيل عشرة مدربين للتعامل مع مشكلات محلية وتعزيز العاملين الاجتماعيين والنفسيين في المدارس واطالة اليوم الدراسي حتى الساعة الثامنة مساء، وادخال مرشدين الى الشبكات الاجتماعية للشبيبة في حي العجمي ووسط يافا، واضافة 600 شاب وولد الى أطر تعليمية غير رسمية (في 2019، للمقارنة، كان هناك 2000 يهودي وعربي في اطر كهذه في المدينة)، برنامج لمعالجة الشباب الذين يعيشون في احياء تسود فيها الجريمة. وايضا انشاء اكاديمية بلدية لكرة القدم لـ 120 شاب من شباب يافا. ومؤخرا افتتحت البلدية برنامج تشغيل للشباب بعد الخدمة العسكرية، وبمبادرة من نائب رئيس البلدية الاسبق، آساف هرئيل، اطلقت البلدية برنامج “العمل في بلدي” من اجل دمج الشباب الذين بقوا بدون اطار بعد المرحلة الثانوية، وذلك للعمل في اطار البلدية.

مع ذلك، من اعترف بفشل البلدية في زيادة الشعور بالامن الشخصي في اوساط سكان يافا هو رئيس البلدية رون خولدائي. ففي جلسة لمجلس البلدية في الشهر الماضي، وبعد أن تحدث عضو المجلس عبد أبو شحادة عن الشعور القاسي لسكان المدينة منذ قتل محمد أبو نجم، قال خولدائي: “هذه دعوة للاستيقاظ لنا جميعا. هذا الموضوع يشغلني وأنا اعترف بأنني فشلت، وأننا فشلنا. رغم الاستثمارات الضخمة لم ننجح في الوصول الى وضع يكون فيه في يافا أمن شخصي”.

أبو نجم، شخصية رفيعة في الجناح الشمالي للحركة الاسلامية، وهو محاسب في مهنته وأحد الاشخاص المحببين على سكان المدينة، قتل في المدينة في وضح النهار قبل شهرين. مجهولون قاموا باطلاق النار عليه عندما كان يقف على مدخل بيته في المدينة وهربوا. وقد اطلقوا النار ايضا على شاب (20 سنة) كان يوجد في المكان واصابوه اصابة بالغة. الشرطة بدأت في التحقيق ولكن حتى الآن لم يتم اعتقال أي شخص في اعقاب اطلاق النار. وقد تمت اضافة هذه الحادثة الى حالات القتل العشرة الاخرى خلالسنتين، والتي لم يتم حل لغزها بعد (في الاسبوع الماضي اعتقلت الشرطة عدد من المشبوهين في احدى حالات القتل، لكن لم يتم بعد تقديم لائحة اتهام). في الجنازة قال أبو شحادة إن “العرب في يافا يشعرون بأنهم يعيشون بدون أي جهة تعنى بأمرهم بخصوص أمنهم الشخصي. وقتل أبو نجم فقط يؤكد هذه الاقوال”.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى