هآرتس: المعارضة هي التي تخرج العرب من اللعبة، باستمرار وبعنصرية وبغباء

هآرتس 23/11/2025، ايريس ليعال: المعارضة هي التي تخرج العرب من اللعبة، باستمرار وبعنصرية وبغباء
مؤخرا اطلقت مبادرة مدنية تهدف الى تغيير الصورة النمطية لتقسيم الكتل في الاستطلاعات، بحيث تعتبر الاحزاب العربية جزء من كتلة المعارضة. ووفقا للمبادرين فان طريقة العرض الحالية تشوه صورة الواقع بطريقة قد تؤثر، بشكل متعمد كما يبدو، على قرارات الناخبين. والحجة التي لا ينبغي الاستخفاف بها، تقديم الاحزاب العربية ككتلة منفصلة وليس كمعارضة او ائتلاف، تخدم بنيامين نتنياهو الذي يسعى منذ عدد من الحملات الانتخابية الى عزلها بدافع الاشمئزاز وقمع اصوات العرب.
انشغال الاسرائيليين بالمظاهر اصبح يشكل اضطراب قهري في السنتين الاخيرتين. فعندما تنشر صور الاطفال الجائعين في غزة أو المستشفيات التي تعرضت للقصف، فان المعارضة لهذه الاعمال التي تنتجها هي بصرية. حتى عندما يقوم الارهابيون اليهود بالاحراق والقتل في الضفة الغربية فان الاغلبية تشعر بالقلق من مسالة كيف يمكن الشرح للعالم مذابح اليهود. الجمهور في اسرائيل ما زال يستثمر معظم قوته في رفض الواقع. وينطبق نفس الشيء على الرسم البياني. خلافا لادعاء معارضي السلطة هذا لا يمثل سرقة للرأي، وهندسة وعي أو تدخل متعمد لصالح نتنياهو. هذه هي الحقيقة. الاستطلاعات التي تعرض الاحزاب العربية في كتلة منفصلة تصف الواقع: ليس وكالات الانباء هي التي تخرجها من اللعبة السياسية، المعارضة هي التي تفعل ذلك بثبات وعنصرية وظلم وغباء سياسي لا مثيل له.
افيغدور ليبرمان وبني غانتس ويئير لبيد تجندوا لازاحة ايمن عودة من الكنيست. ليبرمان ولبيد اللذان يناضلان ضد التشريع غير الديمقراطي، وعدا بتمرير قانون يلغي حق اساسي مدني ويضر بالـ 20 في المئة من مواطني الدولة العرب، حرمان من لا يخدم في الجيش من حقه في التصويت. احزاب المعارضة لم تقم باستدعاء الشريك السابق منصور عباس الى الاحتفال بالذكرى السنوية لقتل رابين. في الاسبوع الماضي طلب عودة تشكيل لجنة تحقيق رسمية تفحص مسالة الجريمة المتفشية في الوسط العربي. اثنان من اعضاء الكنيست في المعارضة صوتا مع، ناؤور شيري وجلعاد كريب، الذي لا توجد كلمات كافية لمدح نشاطاته ضد عنف المستوطنين ومن اجل تاييد الفلسطينيين والمواطنين العرب. وفي المظاهرة الكبيرة من اجل تشكيل لجنة تحقيق رسمية يجلس رؤساء المعارضة في الاحتفالات في الصف الاول – غانتس، لبيد، ليبرمان، غادي ايزنكوت، نفتالي بينيت ويئير غولان – بدون ايمن عودة واحمد الطيبي ومنصور عباس.
“نحن يجب علينا التقرير، المساواة أو التفوق اليهودي”، قال لي عودة، الذي هو واصدقاءه لم تتم دعوتهم ايضا للقاءات الشهرية لرؤساء المعارضة. غولان يطلعه على المستجدات. بادرة احترام لطيفة، لكنها في الاساس دافع لفهم الواقع. غولان يعتقد ان “المستقبل هو فقط الشراكة مع المواطنين العرب”، لكنه لا يستطيع معارضة شركاءه في المعارضة. لكن الامر ليس هكذا. ولذلك فقد غاب عن صف الشرف في المظاهرة، التي طرحت طلب واسع هم شركاء فيه، والذي يمكن ان يؤكد على حقيقة انه خلافا لاقوال رئيس الحكومة هو يعبر عن ارادة اغلبية الشعب، تشكيل لجنة التحقيق. ولكن هذا الشعب هو الشعب اليهودي، ولا يتم حساب خمس هذا المجتمع.
كيف يمكن لشخص (ليس من مؤيدي افيغدور ليبرمان، العنصري المتغطرس) يفكر في ان يصوت لحزب من احزاب المعارضة ويامل في استبدال نتنياهو، ان يتسامح مع اقصاء ممثلي الجمهور العربي من الحياة المشتركة في البلاد. كيف يمكن لمعسكر التغيير النظر الى نفسه في المرآة، ويشتكي من الكهانيين، بينما هو يفكر مثلهم؟ يوجد شيء واحد مؤكد وهو اذا لم نغير مسارنا بشكل جذري فسنضطر الى تعلم هذا الدرس بقسوة. كيف سيستيقظ من يستخف بقادة الاحزاب العربية على حكومة يمينية مرة اخرى. وعندها يمكن تابين، بصدق، ونصلي على قبر الدولة.



