هآرتس: “المعارضة” اكثر بيبية من بيبي. دولة فلسطينية؟ ليذهب ماكرون الى الجحيم

هآرتس – روغل الفر – 28/7/2025 “المعارضة” اكثر بيبية من بيبي. دولة فلسطينية؟ ليذهب ماكرون الى الجحيم
لا يمكن ان يكون بديل حقيقي لحكم نتنياهو بدون الاعتراف بالدولة الفلسطينية. “تدهور اخلاقي”، هكذا سمى المرشح الاقوى لاسقاط بنيامين نتنياهو، نفتالي بينيت، قرار الرئيس الفرنسي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، “هدية للقتل الجماعي ورسالة الى المنظمات الارهابية الاسلامية”، اقتلوا اليهود وستحصلون على الدولة. هذا القرار المخجل سيتم رميه في سلة قمامة التاريخ. هذا غير مفاجيء. ففي كل ما قيل بالنسبة للفلسطينيين، بينيت هو بيبي متعصب وليس ليبرالي.
“خطأ قيمي”، هكذا سمى رئيس المعارضة يئير لبيد القرار، وقال: “الحكومة السليمة كان يمكنها منع هذا الاعلان الضار”. لذلك، من حسن الحظ ان لبيد ليس رئيس الحكومة. الحكومة التي تعارض الاعتراف بالدولة الفلسطينية تطبق سياسة نتنياهو. بني غانتس صرح بان اعلان ماكرون هو “اعلان مزيف ومتخيل، ويخدم المتطرفين بدل المعتدلين”. هو يعتقد انه معتدل، لكن هو ليس كذلك. هو معارض متطرف للاعتراف بالدولة الفلسطينية. هو نتنياهو بكل معنى الكلمة. وصف قرار ماكرون بـ “هدية للارهاب” أنت لست بحاجة الى “معارضين مزيفين”، نتنياهو يجيد ذلك اكثر منه.
يئير غولان قال “الاعتراف الفرنسي احادي الجانب بالدولة الفلسطينية هو فشل معروف مسبقا لنتنياهو… هذه ليست الطريقة الصحيحة للدفع قدما بالعملية السياسية في المنطقة”، نصح ماكرون وقال “الخطوة احادية الجانب فقط ستؤدي الى التمترس والتخندق”. أي أن حكومة تحت تاثير غولان كانت ستحبط اعتراف ماكرون بالدولة الفلسطينية. هذا ليس البديل الليبرالي المناسب لنتنياهو. الاحتلال والابرتهايد في الضفة هما جذر كل شر، والبديل هو عالم غربي يعترف بالدولة الفلسطينية ويستخدم على اسرائيل الضغط السياسي والاقتصادي الناجع من اجل وقف الضم.
ماذا بشأن الامل الليبرالي الكبير، غادي ايزنكوت؟. في مقابلة مع دانا فايس، التي تم بثها في منتهى السبت في القناة 12، تفاخر وقال: “لن تجدي أي مكان قلت فيه “دولتان لشعبين”. هذا هو تفاخره. هذا هو “البديل الحكومي – الصهيوني – الرسمي – القومي” الذي يعد باقامته. هذا هو “الاصلاح العميق للمجتمع الاسرائيلي” الذي يراه بروحه، دولة واحدة لليهود.
ماذا عن الفلسطينيين؟ هو يعارض ضمهم ويعلن: “انا اؤيد الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة، شريطة ان يكون ذلك حسب المصالح الوطنية وبحسب القانون”. وماذا يعرض على الفلسطينيين؟ “وضع دائم” مجرد، “يمكن ان يستغرق جيل او جيلين او ثلاثة اجيال من اجل التوصل اليه”. من الواضح ان “الوضع الدائم” ليس دولة (“تصريح سيء جدا كان من الافضل أن يمتنع عنه”، قال عن قرار ماكرون)، وليس ضم الفلسطينيين. ما الذي بقي؟ هجرة طوعية؟ ايضا ايزنكوت لا يعتبر بديل حقيقي لنتنياهو وسموتريتش. هو يشعر بانه اصبح ناضج ليكون رئيس حكومة يعلن ان الفلسطينيين غير ناضجين للحصول على الدولة.
لا يوجد أي زعيم “معارضة” في اسرائيل يعلن بوضوح انه قريب من ماكرون اكثر مما هو قريب من نتنياهو في القضية الفلسطينية، العكس هو الصحيح. بدلا من التنافس بينهم على طرح بديل افضل لنتنياهو فانهم يتنافسون على من سينجح في ان يشبهه اكثر في الموضوع الاكثر اهمية لمستقبل المجتمع الاسرائيلي. لا يوجد لاي واحد منهم، حتى غولان، الشجاعة والرؤية للاعتراف مع ماكرون بالدولة الفلسطينية. حلمهم هو اقامة حكومة تمنع الاعتراف الغربي الجارف بالدولة الفلسطينية. كما يبدو “الدولة الفلسطينية هي هدية للارهاب”، بدلا من هدية لحقوق الانسان الاساسية والاخلاق العالمية والحكمة السياسية.
قرار ماكرون هو ورقة عباد الشمس التي تكشف غياب البديل لنتنياهو وحلم الاحتلال البيبي.