ترجمات عبرية

هآرتس- المصادقة على الميزانية في الطريق الى نهايةعهد نتنياهو

هآرتس – بقلم  رفيت هيخت – 5/11/2021

” الحكومة الحالية تقدم الدليل كل يوم على أن عهد نتنياهو قد انقضى، حيث أنها في كل يوم تهزم نتنياهو الذي لا ينجح في ترجمة الاستطلاعات الجيدة الى عمل مهم، وتأتي المصادقة على الميزانية كخطوة مهمة في هذه الطريق “.

حتى لحظة المصادقة على الميزانية في ليلة الاربعاء – الخميس، كان هناك في الائتلاف من تم اغراءهم لتصديق شائعة تم تداولها في القاعة والتي تقول إنه في القراءة الثالثة فان بنيامين نتنياهو سيسحب من كمه ارنب ما. هذه الشائعة من بقايا، ليس فقط سياسة التآمر والجنون لنتنياهو، بل ايضا من الخوف من قوته التاريخية، مثلما يخزن الجسم في داخله ذاكرة لمشاهد واحداث لم تحدث في الواقع الحقيقي. في نهاية المطاف التجربة العملية الوحيدة لوقف المصادقة على الميزانية، باستثناء الضغط على عضو كنيست مجهول أو عضوين، تركزت في تشويه “راعم” وعرضها كعميلة لحماس. اجل، نفس “راعم” التي غازلها نتنياهو بصورة كبيرة عندما كان لا يزال لديه احتمال نظري لتشكيل حكومة. 

“ذات يوم، عندما كان يصعد الى منصة الكنيست بكامل هيئتها كان يسود الصمت. كان يحدث سحر معين. الآن هو يصعد للتحدث ولكن لا يحدث أي شيء”، تحدث عضو كنيست عما يحدث في قاعة الكنيست. “في وقت ما عندما كان يتحدث كنا نصغي لكل كلمة، ننفجر ونصرخ. الآن نحن لا نهتم به على الاطلاق”، قال عضو من الائتلاف.

عندما يتم التحدث مع اعضاء من مركز الليكود فانهم يبالغون في وصف الدعم لنتنياهو. “الآن هو اكثر شعبية من أي وقت مضى، بالتحديد بسبب ما فعلوه به”، يؤكدون. ايضا هذه الاقوال هي بشكل متناقض، الدليل على تآكل مكانته. حب نتنياهو مبرر برفض ما يعتبر محاولة لفرض أمر معين على اعضاء الليكود. المظاهرة هذا الاسبوع في ميدان “هبيماه” في تل ابيب، التي استهدفت التعبير عن دعم شعبي لنتنياهو، هي محاكاة ساخرة لاحتجاج جماهيري. أين هذا الحدث الصارخ من مظاهرات اليمين الكبيرة اثناء اتفاقات اوسلو على سبيل المثال. 

المصادقة على الميزانية وتشكيل حكومة قادرة على العمل، حتى لو كان ذلك لا يرضي بصورة كاملة مصوتي الاحزاب الاعضاء فيها، هما الرد الموضوعي والاكثر فعالية لضجة نتنياهو، الذي يمر بعملية تصيد واظهاره كرجل سيرك، الى درجة الانزلاق الى لكمات موحلة، (“بينيت هو قميص رمادي”، “هذه الحكومة السيئة هي نقطة التقاء بين البقاء والزواج من النظرة الاولى”). ايضا المتعصبون من بين مؤيديه لا يوجد لديهم أي رد موضوعي ومقنع على سؤال ماذا تفعل هذه الحكومة اسوأ من حكومات نتنياهو، التي طوال ثلاث سنوات من الفوضى في الحكم منعت القيام بخطوة اساسية جدا مثل اجازة ميزانية لادارة الدولة. ايضا هم لم يعودوا يصدقون الدراما المبالغ فيها لمؤيديه، ليس عندما اجتازت اسرائيل موجة صعبة من الكورونا واتهم نفتالي بينيت بموت الناس، وليس الآن في الحملة الهستيرية ضد “راعم”. 

ايضا هم يعرفون، في مكان معين في وعيهم، بأنه اذا كان هناك شيء، فان “الساحر” هو الذي حفر بسحره والاعيبه البئر المعارضة التي سقط فيها والتي يبدو أنه لن يخرج منها في الفترة القريبة القادمة. هو الذي ركل بالسهولة التي يتحدث فيها بني غانتس وحل الحكومة الاخيرة التي ترأسها. هو الذي كره به افيغدور ليبرمان وجدعون ساعر وبينيت وحولهم، جميعهم من رجال اليمين وشركاء طبيعيين في حكوماته، الى اعداء مستعدين للتوحد مع أي شخص آخر من اجل اسقاطه. هو الذي قام بشرعنة الجناح الجنوبي للحركة الاسلامية كشريك في الائتلاف عندما وعد منصور عباس بأمور كثيرة كي يشكل حكومة ستقوم بسن قوانين شخصية لصالحه. بالمناسبة، هو الذي ايضا صمم على ميزانية لسنتين، في 2016 اراد بشكل عام ميزانية لثلاث سنوات، من اجل الحفاظ على استقراره، الامر الذي سيضمن الآن الهدوء للحكومة الحالية حتى 2023.

نحن نعيش في فترة مشوشة وصاخبة، ومن الصعب الايمان بالموضوعية كمخرج ناجع لحل المشكلات. ولكن الحكومة الحالية هي الدليل على ذلك. فهذه الحكومة التي تقلق بطبيعتها، تهزم كل يوم نتنياهو الذي لا ينجح في ترجمة الاستطلاعات الجيدة الى عمل مهم. المصادقة على الميزانية هي محطة كبيرة وهامة في الطريق الى نهاية عهد نتنياهو.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى