ترجمات عبرية

هآرتس: المشكلة هي انه لا توجد قوة مهمة تسمي الولد باسمه.. حرب ابادة

هآرتس – ايريس ليعال – 7/9/2025 المشكلة هي انه لا توجد قوة مهمة تسمي الولد باسمه: حرب ابادة

الجملة تفطر القلب، الجملة التي قالها حاجي، والد نتان انغريست، المخطوف في غزة، في مظاهرة يوم الاربعاء، تلخص الوضع السائد في اسرائيل بعد مرور 600 يوم على الحرب. انغريست توسل لرئيس الدولة كي يعرض على بنيامين نتنياهو العفو مقابل اطلاق سراح ابنه. لانه يدرك من الذي وبحق يحتجزه في الاسر. عاموس هرئيل كتب حول الامر بانهم في المستوى المهني على قناعة بان نتنياهو قد فقد كل المشاعر تجاه المخطوفين وابناء عائلاتهم (“هآرتس”، 5/9). من هنا يمكن الفهم بانه فقد ايضا كل المشاعر تجاه موت الجنود في الحرب التي يرفض انهاءها.

هذا بالضبط هو نوع العنف الذي يستخدمه الزعماء الشموليون، بصيغة القرن العشرين، على ابناء شعبهم. نتنياهو يتظاهر بانه يعمل على تغيير الوضع الجيوسياسي لاسرائيل من اجل تعزيز امنها، مثلما يريد تغيير طابع المجتمع الاسرائيلي، واجراء عملية جراحية دقيقة لها بمشرط يخترق كل مجالات الحياة: التعليم، الثقافة ومكانة الدين في البلاد. هكذا ايضا يجب فهم قرار تعيين دافيد زيني، الذي كان في السابق مسيحاني جدا في نظره، في منصب رئيس الشباك. زيني هو جزء مهم في خطته لتغيير جذر مؤسسات الدولة وتدمير كل التقاليد الاجتماعية، بالضبط مثلما يفعل صديقه ترامب في الولايات المتحدة.

نتنياهو ليس شخص مسيحاني أو كهاني، وهو لا يتفق مع بتسلئيل سموتريتش، أو اوريت ستروك ودافيد زيني، في موقفه، هو ديكتاتور. هو الذي وقف من وراء الانقلاب النظامي وهو الذي يقف وراء خطة فرض الحكم العسكري في غزة، حتى لو كان متردد حتى الآن. بهذا المعنى هو لا يشارك نفس هذا المرض الشخصي مع ديكتاتوريين آخرين. عملية تحوله الى واحد منهم تحدث امام انظارنا، لكنه متردد. هو يجد صعوبة في التخلي عن صورته الذاتية والتكيف مع الشخص الذي اصبحه. هو ما زال يخاف ان يكون خارق للقانون ويتم تقديمه للمحاكمة الدولية. ولكن في كل يوم هو يقوم بخطوة اخرى في هذا الاتجاه. ومن اعطاه القوة شبه المطلقة وساعده في ذلك هي القوى المعتدلة، الرسمية والليبرالية، بدءا بوزراء الحكومة والقيادة الامنية العليا وجنود الاحتياط، الذين تظاهروا قبل لحظة ضده، وبالاساس بني غانتس، غادي ايزنكوت واسحق هرتسوغ وعدد من السياسيين، جميعهم تحولوا بدون معرفة الى شركاء في الجريمة. هذه بالطبع ليست الحالة الاولى في التاريخ التي فيها نظام يؤسس في زمن الحرب “جماعة جريمة”، كما سمى ذلك المؤرخ آدم راز، ويوسعها كي تشمل معظم الشعب: “جرائم الحرب، تدمير منظومات تدعم الحياة، قتل 20 ألف طفل. كل من شارك في ذلك أو امتنع عن الابلاغ، من قام بالقاء القنابل من الجو أو اطلق قذيفة نحو كاميرا أو قام بتصفية طاقم طبي، هو شريك في جماعة الجريمة، ولا يوجد امامه أي خيار عدا عن مواصلة القتال.

قبل اسبوع سالت هنا كيف ما زال لديه جنود لهذه الحرب، التي لا احد يؤمن بها. هكذا كان الجواب: لا توجد قوة لها شأن تسمي هذه الحرب باسمها الحقيقي: حرب ابادة. في افضل الحالات يتحدثون عن “ثمن وقف الحرب”، ويصممون على ان اسرائيل يمكنها العودة لتصفية ما بقي من غزة بعد اعادة المخطوفين. لكن الدائرة مغلقة: في الوقت الذي فيه يهدم الجيش الابراج في غزة، وممثلو الجيش قالوا لعائلات المخطوفين ان العملية تعرض حياة ابناءهم للخطر. اذا قامت حماس بقتلهم فان نتنياهو سيزيد وتيرة تدمير السكان في غزة، والجنود الذين سينفذون المهمة سيصدقون ان هذا هو انتقام جدير لاخوتهم، الذين قبل سنتين تجندوا لانقاذهم. هذه هي طبيعة الشرك الاجرامي الذي دفنه نتنياهو لكل المجتمع: يجب المحاربة حتى النهاية المريرة التي هي النصر الكبير، الذي لن يأتي في أي يوم، أو الى حين يصبح مصيره مثل مصير الديكتاتوريين الآخرين.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى