ترجمات عبرية

هآرتس : المسيح لم يأت

هآرتس ٢٥-٦-٢٠١٨

بتوصية قاضي المركزية كوبي فاردي، الغت بلدية تل أبيب اعتراضها على الفصل في مناسبة “مسيح في الميدان”، والتي ستعقد اليوم. ولم يوفر القاضي سوطه على البلدية. فقد قال لمندوب البلدية “يريدون ان يكونوا منفصلين. هذا هو فقههم، ويجب احترامه”، بل وسار شوطا ابعد واتهم البلدية نفسها باقصاء النساء إذ قال “اذا كان هذا من حيث الفقه ضروريا لهم، فليس لهم امكانية اخرى. (في الحظر على الحاجز) فانك تتسبب بالغاء المناسبة، أنت تقصي نساءهم”.

يتبنى القرار الاقوال الاصولية المعروفة: الفصل هو فريضة فقهية والنساء أنفسهن يردن ذلك. وقضى فاردي انه مع كل الاحترام، هذا دينهم وهذه ارادتهم”. غير أن هذا النقد غير ذا صلة. فأحد لا يعتزم التدخل في انماط الحياة، وان كانت احيانا بالفصل، للجمهور الديني في اثناء عبادة او مناسبات خاصة. لقد كان ينبغي للسؤال المطروح في مركز المداولات هو فقط ما هو مسموح وما هو محظور في المجال العام.

لقد وجد القاضي فاردي صعوبة في فهم الاعتراض المبدئي على الحاجز. يخيل أن من ناحيته “الفصل الطوعي” لا يمس بالمساواة. ويمكن فقط تخيل رد الفعل على تقسيم آخر برعاية المحكمة، الى منطقة بلا عرب، شرقيين وما شابه، في ظل ابقاء قسم من الميدان لمن مع ذلك يسعى الى جمهور مختلط.

ان منح التسويغ القانوني للتأشير الى جماعة اجتماعية في المجال العام مرفوض. فتقرير الفريق الوزاري لفحص ظاهرة اقصاء النساء قضى بانه محظور على سلطة عامة “انتهاج أي فصل بين النساء والرجال، حتى لو تم الامر ظاهرا بناء على طلب قسم من الجمهور ذي الشأن”. وقد جرى تبني استنتاجات التقرير في قرار حكومي في 2014.

للحظر على الفصل في التقريري يوجد استثناء واحد: مناسبة ذات طابع ديني صرف. رغم التصريحات المتساذجة للمنظمين، فان مناسبة “مسيح في الميدان” ليست مناسبة دينية، وان كانت تضمنت صلاة مشتركة. من هذه الناحية، فان قرار المحكمة المركزية يسوغ الفصل بين الرجال والنساء في المجال العام. ويبث القرار رسالة تفيد بان الفصل مسموح به، ومن يسعى الى حظره يجب أن يعلل ذلك بشكل خاص.

لقد انهى القاضي فاردي قراره بأمل أن “تتمكن كل الاطراف من أن ترى زاوية نظر الطرف الاخر، وان تبني جسرا يربط بين الثقافات”. ولكن حاجزا في قلب المجال العام في الميدان الشهير في تل أبيب ليس جسرا لاي شيء. خير فعلت البلدية إذ اعلنت بانها ستحافظ على موقفها المبدئي لن تسمح في المستقبل بمناسبات منفصلة في المجال العام. هذا المجال يعود لعموم الجمهور وبالتالي يجب الحفاظ على المساواة فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى