ترجمات عبرية

هآرتس: المستوى السياسي الإسرائيلي متردد بشأن العملية البرية

هآرتس 2023-10-23، بقلم: عاموس هرئيلالمستوى السياسي الإسرائيلي متردد بشأن العملية البرية

يبدو إطلاق سراح المخطوفتين الأميركيتين خطوة طلبتها الولايات المتحدة “رسوماً جدية” من “حماس”.

تحاول واشنطن فحص إذا كانت توجد احتمالية لترتيب قناة لإطلاق سراح جزء من المخطوفين مقابل تسهيلات إنسانية أكثر أهمية للسكان الفلسطينيين الذين تم زجهم إلى جنوب قطاع غزة، وإعطاء إمكانية للمواطنين الأجانب للخروج عبر معبر رفح إلى مصر. تريد الولايات المتحدة وقطر إطلاق سراح المزيد من المخطوفين الذين لديهم جنسيات أجنبية، وفي هذه الأثناء تأجيل غزو إسرائيل البري للقطاع.

يبدو أن من يحملون الجنسيات الأجنبية، بعضهم إسرائيليون يحملون أيضاً جوازات سفر أجنبية، وبعضهم من العمال الأجانب، يقفون في هذه الأثناء في بؤرة النقاشات.

الفظائع التي نفذتها “حماس” في الهجوم “الإرهابي” في 7 تشرين الأول خلقت للمنظمة مشكلة في الساحة الدولية، وأدت إلى دعم غربي كبير لإسرائيل (ينوي المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي أن يبث للمراسلين الأجانب، ليس من أجل البث، فيلماً مدته 40 دقيقة يقوم على مقاطع تم جمعها من الكاميرات التي توجد في خوذات “مخربي” “حماس” في الغلاف، وهذه الخطوة استهدفت التوضيح أي منظمة “إرهابية” قاتلة تواجه الآن إسرائيل). بالنسبة لـ “حماس” فإن مقارنتها بـ “داعش” تدفعها إلى الزاوية، وهي تحاول تقليص بعض الأضرار من خلال التنازلات. بعد إعادة المخطوفتين تم إدخال 20 شاحنة تحمل المساعدات الإنسانية من مصر.

ديفيد ميدان، الذي عمل منسقاً للأسرى والمخطوفين الإسرائيليين في صفقة شاليت في 2011، قدر في نهاية الأسبوع في مقابلة مع “هآرتس” أنه إزاء الوضع الحالي فإنه من المرجح أنه توجد لـ “حماس” مصلحة في إطلاق سراح النساء والأطفال والمسنين الذين تم اختطافهم. وأضاف إن نافذة الفرص التي بقيت للصفقة “ضيقة جداً. يجب إنهاء ذلك خلال أُسبوع”.

قطر أيضاً، الوسيط الرئيس في هذه الاتصالات، توجد زبدة على رأسها، حيث إن مساعداتها المالية للقطاع تم تحويلها للأغراض “الإرهابية”، ولكونها ما زالت تستضيف كبار قادة “حماس” لديها.

ما زال جهاز الأمن لديه قنوات وساطة فعالة أمام القطريين الذين تمكنوا من التوصل إلى الصفقة الأولى بمساعدة واسعة من أميركا.

هذا لم يزعج غال هيرش، المنسق الذي عيّنه رئيس الحكومة نتنياهو، في أن يندفع إلى جبهة التصوير مع المخطوفتين، فقد كان لديه من تعلموا منه.

هنا تطرح مع ذلك أيضاً مسائل أخلاقية: إطلاق سراح من تحملان جنسيات أخرى يعني أن إسرائيل تقبل دون خيار إملاءات دول أجنبية.

في جهاز الأمن يواصلون بذل الجهود الكبيرة من أجل العثور على كل بصيص من المعلومات عن المخطوفين والمفقودين بهدف معرفة وضع كل واحد منهم.

تثور هناك صعوبة أخرى، لأنه يبدو أن جزءا من المخطوفين محتجزون لدى تنظيمات ومجموعات هامشية، و”حماس”، التي يتم قصفها، لا توجد لها قدرة كبيرة على السيطرة على الوضع.

خطر التورط

يستمر الجيش الإسرائيلي في استعداده للدخول البري مع قصف جوي كثيف في شمال القطاع، حيث غادر أكثر من نصف السكان في أعقاب طلب من إسرائيل.

يمكن الافتراض أن دخول فرق عسكرية إلى المنطقة سيكون عملية بطيئة وعنيفة، سيضطر خلالها المزيد من السكان إلى المغادرة نحو جنوب غزة.

التصريحات العلنية للحكومة والجيش تخلق نسبة عالية من التوقعات في أوساط الجمهور بتدمير “حماس” والبنى التحتية السياسية والعسكرية لها. في الوقت ذاته قيل للمواطنين إن هذه مهمة يمكن أن تكون طويلة جداً.

من الخطاب في إسرائيل يظهر أنه سيكون هناك احتلال لمنطقة واسعة من القطاع وتمشيطها بحثاً عن “المخربين” والوسائل القتالية لمدة أشهر.

عملياً، يبدو أنهم في المستوى السياسي يترددون بين عدة خيارات للعملية، بأحجام مختلفة. التقى نتنياهو مرتين في أسبوع مع الجنرال احتياط إسحق بريك، أشد المنتقدين لأداء الجيش الإسرائيلي في العقد الأخير.

التقى بريك بشكل منفصل مع وزير الدفاع، يوآف غالانت، وأوصى في مقابلات مع قنوات التلفاز بالامتناع في هذه المرحلة عن الدخول البري. وقد اقترح “أخذ وقت وعدم التصرف كما يريدون. لو عملنا في الحروب السابقة من خلال الغضب والانتقام لما وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم”.

في القناة 14 التي تعمل في خدمة نتنياهو، اقتبست مصادر مجهولة، أول من أمس، أن الوضع على الحدود مع لبنان يتعقد، لذلك هناك حاجة إلى عدم الدخول إلى غزة الآن.

أعلن الرئيس الأميركي، بايدن، أثناء زيارته إسرائيل أنه يؤيد تصفية حكم “حماس”، لكنه أضاف قيداً علنياً على إسرائيل وهو أن تتصرف حسب القانون الدولي، وألا تقوم باحتلال القطاع.

يجري بايدن ونتنياهو محادثات هاتفية تقريباً كل يوم، ويبدو أنه إلى جانب الدعم فإن الرئيس يريد ضبط رد إسرائيل.

توماس فريدمان، المحلل في “نيويورك تايمز” والمقرب من بايدن، نشر، مؤخراً، مقالاً استثنائياً.

وحسب قوله فإنه “إذا قامت إسرائيل باقتحام داخل غزة لتدمير حماس ولم تدمج في هذا التزاماً واضحاً بحل الدولتين فإن هذا سيكون خطأ كبيراً جداً ستكون له تأثيرات فظيعة على مصالح إسرائيل والولايات المتحدة. هذا الغزو يمكن أن يفجر التحالف المؤيد لأميركا، الذي بناه هنري كيسنجر في المنطقة بعد حرب يوم الغفران”.

حول قرار العمل البري تثور أسئلة بشأن احتمالات النجاح في فضاء مكتظ جداً، وحول طول نفس المجتمع والاقتصاد في إسرائيل إزاء الحاجة إلى إبقاء جيش الاحتياط فترة طويلة بالزي العسكري.

يطرح للنقاش أيضاً خطر تعقد الأمور بسبب الخسائر في طرفنا أو بسبب ضرر كبير للمدنيين الفلسطينيين يمكن أن يؤدي إلى محاولة أميركية وأوروبية لوقف الهجوم الإسرائيلي.

ظهرت هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي مصممة على الذهاب إلى الخطوة البرية. تقول روح الحديث في الأروقة إنه إزاء أبعاد الكارثة والضرر الذي أصاب الشعور بالأمان لكل مواطني إسرائيل، أعطيت للجيش مصادقة لمرة واحدة بأن يقتل ويُقتل في محاولة لإعادة شيء ما من الأمور إلى عهدها السابق.

اعتُبر هذا قضية قومية، لكن أيضاً رسالة إقليمية حاسمة – أن إسرائيل ما زالت قوية، وهناك سبب لدول مثل مصر والسعودية للتمسك بتحالفات استراتيجية معها، قديمة وحديثة.

ينشر المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي في وسائل الإعلام كل بضع ساعات تصريحات لرئيس الأركان، جنرالات وقادة فرق، يوضحون فيها أن الجيش مستعد للمهمة، وأنه سيستكمل كل خطة عملياتية سيتم تكليفه بها، مع إلحاق الضرر الكبير بالعدو.

إضافة إلى ذلك فإن إدراك أبعاد الشر الذي وصلت إليه سلطة “حماس” في غزة أدى إلى الاستنتاج بأنه يجب استئصالها تماماً.

كل ذلك تبريرات ثقيلة الوزن. لكن يجب عدم تجاهل دافع الثأر السائد في أوساط الجمهور، ويتسرب ليصل إلى القمة، ومن حقيقة أن كبار الضباط في جهاز الأمن يجرون معهم مشاعر قاسية حول دورهم في الفشل في 7 تشرين الأول، الذي جبى حياة عدد كبير جداً.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى