ترجمات عبرية

هآرتس: المستوطنون هدموا القرية ومحظور على سكانها الان إعادة اقامتها

هآرتس 6/9/2024، جدعون ليفي: المستوطنون هدموا القرية ومحظور على سكانها الان إعادة اقامتها

هكذا ظهرت مدارس وكالة الغوث في غزة بعد هجمات سلاح الجو الاسرائيلي، وهكذا ظهرت المباني في بئيري ونير عوز بعد الهجوم في 7 اكتوبر: تدمير كامل. في مدرسة قرية زنوتا الموجودة في جنوب جبل الخليل لم يختبيء المخربون، ايضا لم يتم اخفاء السلاح، والدمار لم يتم على يد الجيش الاسرائيلي أو حماس، بل على يد المستوطنين العنيفين، كما يبدو سكان البؤرة الاستيطانية القريبة حفات متاريم. هذا حدث في بداية الحرب على غزة، في الوقت الذي هرب فيه الاولاد الذين يتعلمون في المدرسة من اجل النجاة بأنفسهم من القرية مع الوالدين بسبب عنف المستوطنين الذين لم يتوقعوا عن مهاجمة سكان القرية وازعاجهم. في ظل المغادرة جاء المستوطنون الى المكان ودمروا كل شيء، المدرسة وكل بيوت القرية تقريبا.

المشهد يفطر القلب. مدرسة جديدة جدا تم استكمال بناءها في العام 2014، وحتى من بين الانقضاض تظهر الجهود التي بذلت لتطويرها مثل بلاط السيراميك والجدران المزينة. الآن هي مدمرة وكأنه تم القاء قنبلة عليها. 

الجدران تم هدمها، حنفيات المياه تم خلعها، المغاسل محطمة. مدرسة صغيرة، خمسة صفوف فقط، تم تدميرها على يد اشخاص خبيثين وانذال، ومسلحين بجرافة. هم دمروا فقط من اجل التدمير. على بقايا لوح في احد الصفوف ما زالت توجد كتابة بأحرف عربية، وقطار مع عربات معلق على حائط في صف، نصف مدمر، وكل قاطرة فيه ترمز الى يوم من ايام الاسبوع. هناك قاطرة ناقصة، “سرقوا يوم الثلاثاء” قال الباحث في بتسيلم نصر نواجعة.

ايضا اشجار الزينة التي تنمو في الساحة، في التربة الصخرية والصحراوية، قام المشاغبون باقتلاعها. الآن هي ذابلة وتحتضر. الجهود الكبيرة التي بذلها السكان لاقامة مدرسة صغيرة في الصحراء اصبحت فجأة انقاض. ملابس الطلاب وادوات القرطاسية والكتب مبعثرة، واثنان من الرعاة ينامان تحت الانقاض ويجدان قطعة من الظل في القرية المدمرة. 

أنت بحاجة بدرجة كبيرة الى قلب فظ كي تهدم مدرسة بنيت بجهود كبيرة على يد السكان. أنت بحاجة بدرجة كبيرة من الفوضى كي تسمح بوضع يقوم فيه مدنيون مسلحون بتدمير قرية ولا أحد يقوم بوقفهم أو معاقبتهم بعد ذلك على الاقل. هذا يمكن أن يحدث هنا فقط، في جنوب جبل الخليل، منطقة الفصل العنصري ومنطقة الحرام التي فيها كل شخص عنيف يسيطر، وفيها الادارة المدنية والشرطة ليست اكثر من مساعدين حقيرين للمستوطنين العنيفين.

عشرة اشهر من المنفى

البؤرة الاستيطانية حفات متاريم التي توجد على الجبل المقابل، المنطقة الصناعية متاريم ومبنى المجلس الاقليمي جنوب جبل الخليل، هو مجلس المستوطنين. في الطرف الثاني مدينة الظاهرية. زنوتا هي الآن مجموعة من الاكواخ المدمرة، لم يبق أي سقف هنا في مكانه. بقايا لبيوت حجرية قديمة عمرها مئات السنين وبيوت حديثة وحظائر نصف مدمرة وعشرات الاطارات تتدحرج. بعد أن تم اسقاطها من فوق الاسطح التي استهدفت تقويتها. كلاب الرعاة تتجمع في البيوت المدمرة وهي تبحث لنفسها ايضا عن مكان فيه ظل تحت اشعة شمس الصحراء. والسكان الذين يقومون بالرعي في ظل شجيرات لم يتم اقتلاعها. في يوم الاحد الماضي جاء مرة اخرى رجال الادارة المدنية، هم من المستوطنين بشكل عام، وقاموا بمصادرة سور الحظيرة. القطيع الذي يتكون من 500 رأس لمحمد الطل (50 سنة) بقي بدون سور. 

فايز خضيرات، هو رئيس مجلس القرية (45 سنة) واب لستة اولاد، الذي هو نفسه ولد في مغارة في المكان ويقوم برعي الاغنام مثل كل السكان، هو ايضا يستلقي في ظل شجرة حيث لا يوجد أي مكان آخر يجلس فيه لتجنب اشعة الشمس الحارة في القرية. في نهاية الاسبوع الماضي فقد خضيرات احد الاغنام، دهس من قبل مستوطن كان يمتطي حصان. رئيس المجلس استخدم الفعل “قتل” من اجل وصف موت الخروف.

الدولة ارادت تأخير عودة السكان، وفي الاسابيع المعدودة التي تباطأت فيها تم استكمال التدمير تقريبا بشكل كامل. رئيس المجلس يقدر بأن حوالي 90 في المئة من المباني في القرية تم تدميرها. في هذه الاسابيع ايضا تم تدمير اعمدة الانارة بالطاقة الشمسية في القرية وأصبح لا يوجد فيها كهرباء. والاربعين شجرة زيتون الاخيرة تم اقتلاعها. تدمير المدرسة تم استكماله ايضا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى