هآرتس: المستوطنون قالوا: “اذا عدنا سيقتلوننا”

هآرتس 1/6/2025، هاجر شيزاف: المستوطنون قالوا: “اذا عدنا سيقتلوننا”
البيت الذي اضطرت عائلة مليحات الى الانتقال اليه على مدخل قرية الطيبة، ما زال قيد البناء. في الليل ابناء العائلة السبعة يضعون الفرشات على الارض وينامون عليها، معظم الاثاث الموجود هنا ليس لهم. هم اضطروا الى الانتقال بعد ان اقام المستوطنون بؤرة استيطانية على اراضي قرية مغير الدير التي كانوا يعيشون فيها وقاموا بالتنكيل بهم. في يوم السبت الماضي، عندما كان السكان ينشغلون في حزم اغراضهم بعد ان قرروا المغادرة في اعقاب اعمال التنكيل، هاجمهم المستوطنون. “اعتقد انهم فعلوا ذلك كي لا نفكر في العودة الى القرية”، قال عمر مليحات (14 سنة)، الذي اصيب في الحادث في رأسه. “عندما يريد المستوطنون فعل ايشيء فهم لا يخافون، سواء من الجيش أو الشرطة أو النشطاء الاسرائيليين أو الفلسطينيين. هم خارج على القانون”. حسب باحث في “بتسيلم” فان الفلسطينيين تم نقلهم للعلاج في المستشفيات والعيادات بعد الاعتداء. اضافة اليهم اصيب في الحادث مستوطن وناشط يساري. لقد مر اسبوع على هذا الاعتداء وحتى الآن لم يتم اعتقال أي مشبوه.
الاعتداء في يوم السبت سبقه اسبوع من المضايقة والتهديد من قبل المستوطنين الذين اقاموا البؤرة الاستيطانية القريبة من بيوت القرية. المستوطنون حرصوا على المرور في اراضي القرية مشيا على الاقدام وفي التراكتورات الصغيرة والسيارات طوال الوقت واسماع التهديدات للسكان، الذين قرروا ترك المكان بعد خمسة ايام. حتى بالنسبة لنشاطات رجال البؤر الاستيطانية الاكثر عنفا هذا كان طرد سريع بشكل خاص. سكان التجمع قالوا انهم يعيشون في القرية منذ اربعين سنة، والصور الجوية تدل على انه كان يوجد هنا توطن في المكان منذ الثمانينيات.
في يوم السبت الماضي تجول المستوطنون بين بيوت القرية في الوقت الذي كان فيه السكان يقومون بتفكيك بيوتهم. بعد الظهر عندما كان احد السكان يقوم بتفكيك سطح حظيرة حاول المستوطنون منع مواصلة التفكيك. المصور والناشط الاسرائيلي افيشاي موهر الذي وثق الحادث، قال بعد ذلك بأنه بعد ان قام احد المستوطنين بدفع احد الفلسطينيين الذي كان على السطح بدات مواجهة بين الطرفين شملت رشق الحجارة، واثناء ذلك اصيب احد المستوطنين وعدد من الفلسطينيين. المستوطن الذي اصيب سقط على الارض وبعد ذلك نقل الى المستشفى. في ذلك الحين استل مستوطن مسدسه وبدا يطلق النار على الفلسطينيين. في هذه المرحلة سكان القرية وموهير بدأوا يهربون باتجاه الوادي.
قاموا برمي صخور كبيرة علينا من الجرف الموجود في الاعلى. هذا خطير بشكل جنوني”، قال موهير مساء يوم السبت بعد أن تسرح من المستشفى. في الطرف الثاني للوادي تنتصب البؤرة الاستيطانية المعروفة بسمعتها السيئة في الضفة الغربية وهي “مزرعة المكوك” للمستوطن نيريا بن بازي. في تشرين الاول 2023 كان اعضاء البؤرة الاستيطانية هم السبب في هرب سكان قرية السيك الى قرية اخرى. وفي اليوم الذي غادروا فيه القرية عدد من الفلسطينيين ونشطاء اليسار الذين كانوا معهم تم الاعتداء عليهم. الاحداث في الوادي الذي يفصل بين وادي السيك الذي تم اخلاءه وبين قرية مغير الدير تردد صداها في اوساط الكثيرين. مليحات اضاف وقال “مستوطن اسمه امير اطلق النار بين اقدامنا. نحن كنا محاطين من كل الجهات، رشقوا الحجارة علينا. بعد ذلك قال امير لنا: تعالوا، انا لن اؤذيكم. عندها اقتربنا منه”. وحسب قوله عندما وصلوا اليهم قاموا بتركيعهم وبدأوا يضربونهم. “طلبوا منا الركوع على الارض وبدأوا يضربوننا على رؤوسنا. ولم يسمحوا لنا برفع رؤوسنا”، قال مليحات. “ضربوني على راسي، سرقوا الهاتف والاموال، قاموا بصفعي ولكمي وضربوني بالعصي”. اثنان اخران قالا ان المهاجمين اخذوا هواتفهم وقاموا بتحطيمها.
قاموا بركلي وضربوني في كل جسمي. كانت ضربة وبعد ذلك لم اتمكن من رفع راسي وفقدت الوعي”، قال موهير. احد المستوطنين قال: لا تقوموا بقتله، انزلوا له بيضه. بعد ذلك حاولوا فتح رجلي وضربوني. في النهاية المهاجمين اطلقوا سراحي وسمحوا لي بالذهاب نحو الشارع. هناك شاهد عدد من المستوطنين، بينهم زوهر صباح ومركز الامن. الجنود الذين وصلوا الى المكان قاموا بتقديم العلاج له وتم نقله الى المستشفى.
في نفس الوقت الفلسطينيون بقوا مع المستوطنين الذين قاموا بحجزهم في الوادي. “ضربوني بالعصي، لم يبق مكان في جسمي لم يضربوني فيه”، قال مليحات. وقال انه في النقطة التي احتجزوا فيها لم يكن التقاط للهاتف، وانه لا يمكن رؤيتها من الشارع. في مرحلة ما حسب قوله اخذهم المستوطنون الى قاع الوادي وهناك شاهدوا سكان اخرين من القرية ينزفون على الارض. مليحات قال انه هو ايضا فقد وعيه لبضع دقائق. “قالوا لنا اذا رجعتم الى هنا سنقتلكم”، قال. وقد خاف من انه لن يخرج حي من هناك.
في الحادث تمت سرقة كاميرا موهير وحاسوبه وبطاقة هويته. السيارة التي بقيت في القرية اثناء الحادث تم اقتحامها. مليحات قال انه سرق منه كاميرا واموال. موهير قدم في هذا الاسبوع شكوى في الشرطة. وحسب قوله فان المحقق لم يصور الكدمات على جسمه. وقد جاء من شرطة اسرائيل بان الشرطة لا تعرف انه اصيب في الحادث فلسطينيون وانه لم تكن في المكان أي ادلة على اطلاق النار. منذ الحادث، يقول سكان القرية بانهم لم يعودوا اليها.