ترجمات عبرية

هآرتس: المدعية العسكرية يفعات تومر يروشالمي دافعت عن جرائم الجيش طوال حياتها

هآرتس 2/11/2025، جدعون ليفي: المدعية العسكرية يفعات تومر يروشالمي دافعت عن جرائم الجيش طوال حياتها

 عندما يصبح الليل نهار، ايضا المدعية العسكرية يمكنها أن تصبح قديسة معذبة، تناضل من اجل حماية القانون وحقوق الانسان، الى ان وضعت على المحك واصبحت ضحية لليمين المجرم. عندما يصبح الليل نهار، فقط عندما لا تخون المدعية العسكرية وظيفتها وتتخذ خطوة شجاعة للمرة الاولى (والاخيرة) في حياتها العسكرية، يتم عزلها من منصبها.

 الوحش الذي لا يعرف الشبع لا يمكن اشباعه: دافعي، أيتها الجنرال، عن الابادة الجماعية، تستري على كل الجرائم، اطمسي وغطي كل التحقيقات، شرعني جرائم جنود الجيش الاسرائيلي، تملقي قادتك – عند اول عثرة سيحاسبك هذا الوحش. هل كان الامر يستحق، أيتها الجنرال، أن تخدمي بهذا الخضوع جيش الاجرام، حيث يكون مصيرك بائس جدا؟ ألم يكن من الجدير أن تقومي بدورك، وأن تسمعي صوتك بشجاعة وصدق، على الاقل كنت ستطردين بكرامة. أنت اكلت السمك النتن وتم نفيك من المدينة ايضا. هل كان الامر يستحق.

 أنت جلست لسنوات في المحاكم العسكرية، التي ليس لها صلة بما تعلمته في الجامعة. أنت كنت مدعية وقاضية، وارسلت آلاف الاشخاص الى السجن بدون محاكمة حقيقية، ومنعت كل تحقيق مع آلاف المجرمين من الجنود ضد الفلسطينيين في الضفة وفي قطاع غزة. كل حادثة طفل تم اطلاق النار فيها عليه وقتله بدون فعل أي شيء، أو جندي يقوم بالتنكيل، حصلت على دعمك القانوني، ودعم المنظومة التي تترأسينها. في هذه المنظومة لم يكن يوجد في أي يوم جنود يرتكبون جرائم، ولا حتى بعد فظائع غزة.

أنت شاركت في هذا العرض القذر جدا، منظومة القضاء العسكري التي فيها يكفي أن تكون فلسطيني من اجل ان تتم ادانتك؛ محكمة للابرتهايد التي فيها لا يوجد للمتهم حقوق، ولا يوجد فيها تبرئة، فقط هي زينة رخيصة للمنظومة الحقوقية. هكذا صعدت على سلم المناصب، واصبحت مدعية عسكرية عامة، وكل ذلك من اجل شرعنة جرائم الجيش الذي خدمت فيه. لا توجد أي مؤسسة قانونية جدية في العالم يمكن أن تشرعن جرائم الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة وفي الضفة، ولكن أنت فعلت ذلك بسرور. أنت كنت المدعية العامة للابادة الجماعية، في يوم الامر سيذكرون ذلك لك، والآن المنظومة تقوم بمكافأتك كما تستحقين. لقد تم طردك من منصبك لاكثر الاسباب خطأ في العالم.

تصعب معرفة ما الذي جعل يفعات تومر يروشالمي تخرج فجأة من الدور الذي خصص لها، وأن تصاب بالصدمة من الفيلم الذي يظهر فيه سجانون عسكريون ساديون – ليسوا “جنود” مثلما من المعتاد تسميتهم – وهم ينكلون بمعتقل فلسطيني عاجز بهذه الصورة الوحشية. حسب لائحة الاتهام فان هؤلاء الخمسة اشخاص القادرين قاموا بطعن الضحية في شرجه ومزقوه، وكسروا اضلاعه وثقبوا رئته.

كان من المهم اظهار للاسرائيليين ما يقوم بفعله جنودنا، لا سيما في المناخ الذي يسمح بكل شيء للجيش الاسرائيلي ان يفعله، الذي ساد منذ 7 اكتوبر. فجأة ساهمت الجنرال يفعات بلحظة حقيقة في هذا الخطاب. فقد ادركت ان احتمالية ادانة متهمي القوة 100 بهذا المناخ الجماهيري الحالي هي ضعيفة جدا. لذلك فقد عملت على نشر الفيلم، وهو العمل الوحيد الذي تستحق وسام عليه. هذا يحدث كروتين في السجون العسكرية، لكن في هذه المرة هي اصيبت بالصدمة. هل هي لم تسمع عن الثمانين معتقل الذين ماتوا في السجن، بعضهم على يد جنود الجيش. ما الذي قمت بفعله من اجلهم؟ ماذا فعلت بشان الجندي الذي اطلق النار قبل اسبوعين تقريبا على طفل ابن 9 سنوات في قرية الريحية وقتله؟. المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي قال ان الملف تم نقله الى النيابة العسكرية من اجل “فحصه”. الفحص سينتهي بعد سنين، وما الذي سيتم فعله له. حقيقة انه ما زال يتجول بحرية هي الجواب.

عندما يصبح الليل نهار، فان الخمسة متهمين بالتنكيل في سديه تيمان يصبحون ضحايا. العفو عنهم في الطريق، ومن قام بادخال السكين في المؤخرة هو المدعية العسكرية. يسرائيل كاتس ما زال لعابه للانتقام يسيل – بقدر ما يعشق اقالة كبار الضباط، وبقدر ما يسكره الشعور بالقوة – والجميع، بمن فيهم المعتدل نداف ايال، يقولون ان عملية التسريب كانت “خطيرة جدا”. هذه هي الجريمة وهذا هو الجاني. فقط لا تجعلوها شهيدة.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى