هآرتس / المحرض الوطني يضرب مرة اخرى
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 6/8/2018
بعد بضع ساعات من تفجير الجلسة مع كبار رجالات الطائفة الدرزية، وقبل نحو 24 ساعة من المهرجان الجماهيري في ميدان رابين في تل أبيب، أشرك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في صفحته على الفيسبوك تقريرا من موقع “ميدا”، زعم فيه أن الصندوق الجديد مشارك في الاحتجاج وفي تنظيم المظاهرة. ولم يغب التحريض ضد الصندوق الجديد ايضا عن رد فعل الليكود على اللقاء الفاشل: “مؤسف ان محافل اليسار وعلى رأسها الصندوق الجديد لاسرائيل تستخدم بانتهازية المواضيع المتعلقة بالطائفة الدرزية لغرض المناكفة السياسية فقط”.
ان هدف التحريض من نتنياهو مكشوف: التشكيك بشرعية واصالة احتجاج الدروز ضد قانون القومية. فرئيس الوزراء يعرض الدروز كقطيع من الاغبياء، يقودهم “اليسار” والصندوق الجديد – على اعتباره الاسم الرديف لـ “العدو الداخلي” الذي يتآمر على دولة اسرائيل بشكل عام وعليه بشكل خاص. لهذه الدرجة يستخف نتنياهو بالاهانة والالم اللذين يشعر بهما عشرات الاف الاشخاص ممن ملأوا الميدان أول أمس.
وحسب المقال الذي اشرك نتنياهو الناس به، فان الجهة التي وقعت على البيانات تسمى “قيادة الكفاح ضد قانون القومية”، ولكن عمليا من يقف خلف تنظيم الاحتجاج هو “نحن – نحدث التغيير”، المنظمة التي تدعمها جهات مختلفة بما فيها الصندوق الجديد. هكذا بالضبط يعمل اليمين: يأخذ طرف خيط من الحقائق (منظمة “نحن” شاركت في طلب المنظمين بمساعدة المظاهرة)، ويستخلص منه شبكة متفرعة من الاكاذيب.
رئيس الوزراء معني بنزع الشرعية عن احتجاج الدروز، وهو يستخدم ذات الصيغة التي يستخدمها بنجاح منذ التحريض ضد اسحق رابين و “مجرمي اوسلو”. غير أنه منذئذ نمت التكنولوجيا وتطور التحريض. ففي الساعات ما قبل المهرجان، نشر نشطاء اليمين في الشبكات الاجتماعية مراسلة زائفة بين نشطاء في حزب العمل بشأن صفقة مع الطائفة الدرزية على خلفية الاحتجاج ضد قانون القومية. فقد نشرت المراسلة الزائفة، وانتشرت الكذبة في كل صوب. وعرض امنون ابرموفتش في “استديو الجمعة” اقتباسا عن “محيط رئيس الوزراء”، امورا قيلت غداة اللقاء مع الدروز: “بعد أن انطلقنا على الدرب، محظور تغيير أي كلمة في قانون القومية. من لا يناسبه هذا، هناك طائفة درزية كبيرة في سوريا وهو مدعو لان يقيم دولة دروزيا”. صحيح أن مكتب رئيس الوزراء تنكر لهذه الاقوال، ولكن اسلوب نتنياهو معروف حتى التعب، وعلى أي حال روح الامور صدحت في الشبكات الاجتماعية.
ان اكاذيب وتحريضات نتنياهو تمزق بمنهاجية النسيج الاسرائيلي. على الناس الشرفاء في الكنيست وفي الجمهور ان يتعاونوا ضد هذا الخطر قبل أن يفوت الاوان.