هآرتس: المحاضر تثبت: تصريح نتنياهو زور وعرض صورة مغرضة

هآرتس 29/4/2025، ميخائيل هاوزر طوف: المحاضر تثبت: تصريح نتنياهو زور وعرض صورة مغرضة
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قدم أول أمس تصريح مشفوع بالقسم للمحكمة العليا في اطار الالتماسات ضد اقالة رئيس الشباك رونين بار، عرض فيه ادعاءات كثيرة ضد رئيس الشباك استنادا الى بروتوكولات سرية لمحادثات جرت بينهما.
المحاضر استغلها نتنياهو لنفي الادعاءات التي عرضها بار في تصريحه العلني حول توجيهات غير قانونية وغير اخلاقية لرئيس الحكومة. ولكن المحاضر الكاملة وتوثيق المحادثات التي وصلت الى “هآرتس”، والغير مشمولة في تصريح رئيس الحكومة العلني، تظهر أن نتنياهو اقتبس المحاضر بشكل مشوه وعرض على القضاة صورة مغرضة.
معظم مقاطع المحاضر في تصريح نتنياهو تعزز الادعاء بأن بار كذب عندما صرح بشأن تحذيره من تقوي حماس في الاشهر التي سبقت الحرب. في أحد مقاطع النقاشات التي اقتبسها نتنياهو في تصريحه، من جلسة في كانون الثاني 2023، يظهر أن نتنياهو اراد اغتيال قائد كبير في حماس، صالح العاروري، ولكن بار عارض ذلك. نتنياهو نشر مقطع صغير من النقاش الذي قال فيه “كنت اضع مع ذلك صليب على هذا الشاب، العاروري (كما جاء في المصدر)، الذي هو العقل المدبر ومن يدفع والمنظم”. بار حسب التصريح اجاب: “يبدو لي أن هذا يعني أخذ الشباك الى مكان معقد. لا أعتقد أن ذلك أمر صحيح”.
المحضر الكامل للجلسة يظهر صورة معقدة اكثر. ففي الجلسة عرض على رئيس الحكومة استعراض، وبار قال خلالها بأن هناك فرق بين مقاربة العاروري للعمليات الارهابية وبين مقاربة يحيى السنوار، الذي كان في حينه رئيس حماس في القطاع. بار أكد على أن العاروري يفضل التركيز على الضفة الغربية وليس غزة، لذلك فقد قدر أن اغتياله سيكون اقل نجاعة لاجتثاث الارهاب. اضافة الى ذلك اغتيال العاروري الذي لم يكن يعيش في غزة، بل في قطر، تمت مناقشته في سياق التوتر الامني في الضفة وليس في سياق الوضع الامني في قطاع غزة.
بعد اسبوعين تقريبا على ذلك، في 19 كانون الثاني 2023، عرض بار على نتنياهو صورة الوضع لعملية اغتيال للسنوار ومحمد ضيف، قائد الذراع العسكري في حماس. في تلك الفترة دفع بار تنفيذ العملية المشتركة لقتل القائدين، التي بدأ العمل عليها في حكومة بينيت. في المقابل، نتنياهو لم يدفع قدما بالعملية، لذلك هي لم تخرج الى حيز التنفيذ. الاثنان قتلا بشكل منفصل اثناء الحرب بعد سنة تقريبا. نتنياهو لم يقتبس أي شيء من هذه النقاشات في تصريحه الذي قدمه أول أمس.
في نهاية الوثيقة نشر نتنياهو اقتباس قصير آخر من محضر جلسة الكابنت السياسي – الامني في 28 كانون الثاني 2023، التي قال فيها بار إن “قطاع غزة مقيد ومنضبط. الى جانب ذلك هناك ازدياد في محاور الردع في مناطق مختلفة… نحن مستعدون امامهم”. من هذا الاقتباس يتبين أن بار قاد هذا التقدير الامني، لكن عمليا كانت كل اجهزة الامن مشاركة فيه. في نفس النقاش قال رئيس قسم الاستخبارات في الجيش في حينه، الجنرال اهارون حليفه “قطاع غزة منضبط ومقيد في هذه الاثناء”. رئيس قسم الابحاث في الجيش، عميت ساعر، انضم الى هذا التقدير وقال إن سياسة وزير الامن القومي، ايتمار بن غفير، فيما يتعلق بالحرم هي التي تشجع على العمليات في الضفة. نتنياهو ايضا تجاهل هذه الاقتباسات في تصريحه.
اقتباس آخر من 2 تموز 2023، في جلسة الكابنت حول حكم حماس في غزة. في الاقتباس الذي يظهر اكثر ضبابية من سابقه في التصريح، تم توثيق بار وهو يقول “يجب النظر الى منطقة يهودا والسامرة بدون احباط مشروع غزة”. كما يبدو يتبين من تصريح نتنياهو أن بار ينظر بشكل ايجابي لقيادة حماس. ولكن هذا الاقتباس غاب منه السياق الاوسع الذي اعطي في النقاش، وهو يعرض اقوال رئيس الشباك في ضوء جديد.
في الجلسة اوضح كبار قادة جهاز الامن بأن حماس لا تحارب ضد اسرائيل رغم عملية “الدرع والسهم” قبل شهرين، وعمليات اخرى للجيش في القطاع. رئيس قسم العمليات، عوديد باسيوك، قال إن “حماس لا ترد رغم مهاجمتنا مرتين للجهاد الاسلامي. لماذا؟ من اجل الهدوء الامني والاستقرار لصالح الجمهور”. اليعيزر توليدانو، الذي كان في حينه رئيس القسم الاستراتيجي في الجيش قال إن “جوهر نظام الامن امام قطاع غزة يعمل. توجد فرصة لتمديد الاستقرار”. هذه الاقتباسات التي لم يشملها نتنياهو في تصريحه تدل على أن بار لم يكن ينوي الثناء على قيادة حماس، بل اراد الحفاظ على الوضع الذي فيه هذه المنظمة الارهابية لا تشارك في القتال ضد اسرائيل.
باستثناء قرار نتنياهو اقتباس مقاطع قصيرة من محاضر جلسات مطولة، واخراج الامور عن سياقها، فان قراءة الوثائق تظهر أن رئيس الحكومة كشف فقط المحاضر التي تخدم ادعاءاته. مع ذلك، محاضر اخرى، التي تم نشرها، تثبت أن نتنياهو يعرض صورة مغرضة على القضاة. وضمن امور اخرى، كتب نتنياهو في تصريحه: “بار يريد خلق عرض لا اساس له، بحسبه أنه حذر في تقديرات استخبارية قبل اشهر من اندلاع الحرب، بما في ذلك اثناء فترة الاحتجاج، أن نوايا حماس في غزة هي شن حرب ضد دولة اسرائيل. الدلائل تثبت العكس”.
في الشهر الماضي كشفت “هآرتس” محضر من جلسة للحكومة في 21 أيار 2023، التي فيها حذر نتنياهو من معركة مستقبلية في قطاع غزة، قبل هجوم 7 اكتوبر بخمسة اشهر. في لقاء بين الاثنين بعد عملية “الدرع والسهم” التي هاجم فيها الجيش الاسرائيلي اهداف للجهاد الاسلامي في قطاع غزة، قال بار “هذه جولة اولية امام المحور الشيعي. الردع سيتم فحصه مع الوقت. يجب الاستعداد لضربة استباقية وجولة احباط. حماس هي التحدي القادم الذي نواجهه. لن يكون مناص من معركة في غزة”. في المقابل، نتنياهو اعتقد أن حماس مردوعة. وقد رد على بار وقال: “يوجد في هذه الاثناء ميزان رعب قوي امام حماس”.
من مكتب نتنياهو لم يأت أي رد.