ترجمات عبرية

هآرتس: المحادثات في القاهرة حول المرحلة الثانية بعيدة جدا عن التوصل الى اتفاق

هآرتس 27/10/2025، حاييم لفنسون: المحادثات في القاهرة حول المرحلة الثانية بعيدة جدا عن التوصل الى اتفاق

 لقد مر شهر منذ ان عرض الرئيس الامريكي دونالد ترامب خطته المكونة من عشرين نقطة في قطاع غزة. الضباط المسؤولون عن برنامج التعليم في الجيش الامريكي طبعوا هذه التوصيات على ورق مقوى جميل ووضعوها في القاعدة الامريكية قيد التطوير في كريات غات. الرهائن الاحياء عادوا الى بيوتهم، بينما الباقون بقوا عالقين. عند اطلاق البرنامج اعتقدت الولايات المتحدة انه في غضون شهر سيتم انشاء “مجلس السلام” لتولي ادارة قطاع غزة. بعد اسبوع مليء بالاتصالات المدنية – بمشاركة المبعوث الامريكي ويتكوف وصهر الرئيس كوشنر ونائب الرئيس فانس ووزير الخارجية روبيو – فانه من الواضح ان اقامة المجلس ما زالت بعيدة. ونتيجة لذلك فان انشاء “قوة الاستقرار” لمحاربة حماس تم تاجيله لموعد غير معروف، وبدأت تظهر الشكوك حول تشكيلها أصلا.

 جذر هذه المعضلة هو في طرح خطة ترامب، التي لم تكن ناضجة بما فيه الكفاية، ودفعت الى حلق حماس واسرائيل. المشكلة الثانية هي حماس. “مجلس السلام” لم يتم تشكيله لانه لا يوجد لأي دولة مصلحة في الالتزام بارسال الاموال بدون معرفة ماذا سيكون وضع القطاع في المستقبل، ولا يمكن معرفة ماذا سيكون الامر مع القطاع الى ان تقرر حماس ما تريد ان تكونه في غزة في المستقبل، وماذا سيفعلون في مسألة السلاح.

 التفكير الامريكي بان قوة عربية – اسلامية ستحارب، حرفيا، حماس، لا يوجد حتى الآن أي صلة له بالواقع. الدول الاجنبية مستعدة لارسال قوات “لحفظ السلام” – نوع من شرطة زائد، التي ستظهر التواجد وستوزع الزهور والحلوى وربما ايضا ستوزع بعض مخالفات السير. لا يوجد لديهم أي نية للانتقال من بيت الى بيت ومن نفق الى نفق، والدخول في معارك واسعة مع حماس. المنظمة بقيت حركة شعبية في الشارع العربي وحتى لا أحد يريد ان يعتبر مبعوث للامبريالية الغربية التي تقمع ابطال الامة الاسلامية.

 اندونيسيا، التي وعدت بارسال آلاف الجنود، تبين أنها قصبة ضعيفة لا يمكن الاعتماد عليها. رئيسها برافو سوفيانتو يعتبر شخص غير مستقر، الذي في نفس اليوم يمكنه الاعلان عن حرب نووية في اسرائيل وفي نفس الوقت الاعلان عن اتفاق سلام. مصر غير متحمسة للدخول بشكل عميق الى قطاع غزة، الاماراتيون يوافقون، ولكن مواردهم البشرية محدودة. في زيارة تعبئة الوقود في الدوحة أمس تحدث ترامب عن ارسال قوات قطرية – مثال كلاسيكي لعدم معرفته للتفاصيل. لا يوجد لقطر اشخاص وقوات. فعليا شرطتها هي نموذج للشرطة في غزة: قطر تستورد رجال شرطة من كينيا وتضع عليهم مراقبين محليين كبار، ازاء نقص السكان القطريين الاصليين في شبه الجزيرة.

 الاتصالات لحل الازمة تجري في القاهرة. هناك وراء الكواليس تجري نقاشات بين مصر وحماس والسلطة الفلسطينية ودول عربية، التي هدفها التوصل الى خطة متفق عليها بشان المرحلة الثانية. من الواضح ان حماس ستضطر الى “نزع سلاحها”. السؤال هو بالطبع ما هو هذا السلاح، وما الذي ستحصل عليه حماس في المقابل. حماس لا تنوي فتح نوادي تزلج في الريفييرا الغزية لترامب، بل تريد ادارة غزة من وراء الكواليس. المصريون ياملون ان تتخذ حماس خطوة كبيرة الى الوراء، وتسلم سلاحها بصورة ذاتية، وتتصالح مع السلطة الفلسطينية، وتدعو “الاخوة العرب” لاعادة اعمار غزة من اجل الجميع.

 يبدو ان المفاوضات في القاهرة بعيدة جدا عن خطة متفق عليها. ولا يهم ماذا سيتم الاتفاق عليه بشان السلوك في المرحلة الثانية، من الواضح ان ذلك لن يكون مقبول على اسرائيل. الحد الاعلى الذي حماس مستعدة لاعطائه غير قريب من الحد الادنى الذي بنيامين نتنياهو مستعد لاخذه، وبالتاكيد عندما يكون سموتريتش واوريت ستروك يمسكان بعنقه ويذكرانه بان حماس ما زالت حية وقائمة في المناطق التي يحتلها في غزة.

 في غضون ذلك الامريكيون يدركون ان اسرائيل متحمسة لتفجير اتفاق وقف اطلاق النار. ومثلما وعدوا في اللقاء الشخصي مع احد قادة حماس الكبار، خليل الحية، بانهم يضمنون عدم حدوث ذلك. زيارة الوقود الغريبة في الدوحة وفرت لترامب فرصة اخرى لاظهار حبه الكبير لامير قطر ومحفظته المنتفخة، باستضافة استثنائية ونادرة لزعيم اجنبي على متن “اير فرانس 1”. مصالح قطر واضحة: مقابل كل تصفيق حصل عليه ترامب في الكنيست في اسرائيل، يحصل ترامب على حقيبة ذهبية (مجازية). نائب الرئيس فانس نقل لاسرائيل رسالة تفيد بان أي تحرك عسكري طفيف من قبل اسرائيل في غزة يحتاج الى اخطار امريكي مسبق – أي حق نقض امريكي. الولايات المتحدة تدعم حماس في مسألة تسليم جثث المخطوفين، وتعطي الحركة مهلة لاعادتهم جميعا. اليوم تحت الضغط الامريكي، تم ارسال قوات هندسية مصرية الى غزة للبحث عن الجثث. وقد غرد ترامب الذي يزور آسيا بأنه يتابع التطورات. ومن المؤكد أننا سنشاهد في هذا الاسبوع اعادة عدد آخر من جثث المخطوفين.

الولايات المتحدة تشرف على كل شيء، بدءا من القاعدة في كريات غات. هي في الواقع منشأة تجسس اجنبية في اسرائيل، هدفها مراقبة كل عمليات الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة لضمان عدم خرقها لوقف اطلاق النار. على المدى البعيد تناقش واشنطن ما يجب فعله. من جهة تحاول تشكيل عدة تحالفات دولية. وفي نفس الوقت تتبلور فكرة البدء في انشاء بنى تحتية مؤقتة في رفح – من خلال جمعيات افنغلستية – كرفانات وخيام ومدارس واماكن عمل – بغطاء امني من جيش الدفاع الاسرائيلي لاثبات ان حماس ليست اله وان القطاع يمكنه التعافي بدونها. هذه الخطة حتى الان لا يوجد لها أي تمويل. في نهاية المطاف هذا الامر سيقع على عاتق اسرائيل.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى