هآرتس: اللاءات الثلاث التي تشكل العقلية اليهودية: بدون سلام، بدون عرب وبدون العالم

هآرتس 3/11/2025، روغل الفر: اللاءات الثلاث التي تشكل العقلية اليهودية: بدون سلام، بدون عرب وبدون العالم
المجتمع الإسرائيلي – اليهودي الحالي وضع لنفسه ثلاث مسلمات، وهي مشتركة لكل قطاعاته – القناة 12 والقناة 14، بن غفير ويئير غولان، نتنياهو وبينيت، الحريديين وايزنكوت، الليبراليين والمستوطنين، التيار المركزي والهوامش. الجميع يتفقون على المباديء الثلاثة التالية التي تشكل البنية التحتية الجديدة للوجود اليهودي في ارض إسرائيل. الأول يتعلق بالامن، الثاني يتعلق ببنية النظام، والثالث يتعلق بعلاقات الدولة مع العالم. مفهوم ضمنا انها تغذي وتعزز بعضها البعض.
- الامن: الافتراض الأساسي هو انه سيكون هناك 7 أكتوبر آخر. هذا امر محتم. “7 أكتوبر القادم” هو امر معطى. في تحليلات الواقع لزعماء سياسيين ومحللين في وسائل الاعلام، المذبحة القادمة هي فقط مسألة وقت، وبدرجة كبيرة أيضا الفشل القادم الذي سيمكن من حدوثها هو فقط مسألة وقت. الجميع يفترضون ان هذا سيحدث وانه يجب الاستعداد له. لا يوجد أي شيء يمكن لإسرائيل ان تفعله من اجل منع المحاولة الجهادية القادمة لتدمير الدولة. كل ما بقي هو الانتظار الذي يتعب الاعصاب. بشكل عام، الهدوء هو هدنة مؤقتة فقط. الامر الوحيد الثابت هو الحرب. الى جانب انتظار 7 أكتوبر القادم – هجوم، مذبحة، أخرى من غزة أو من لبنان – الشيء المؤكد الاخر هو ان المستقبل يحمل معه فقط حروب أخرى.
ليس حرب، بل حروب. حروب المستقبل ستكون ضد ايران. هذا مؤكد، ولكن يمكن ان تكون أيضا ضد كل دولة من الدول العربية، بما في ذلك الدول التي وقعت على اتفاق سلام مع إسرائيل. هذا أيضا هو المبرر الأساسي للمواجهة مع الحريديين بشان التجنيد. بدون إضافة حريديين للجيش الإسرائيلي فان إسرائيل لن تستطيع البقاء. الهدوء الحالي يجب استغلاله للاستعداد للحروب الوجودية التي تنتظرنا في القريب. الحرب الخالدة ليست اختراع مسجل على اسم نتنياهو. هذا افتراض أساسي، الذي هو مشترك للمجتمع اليهودي – الإسرائيلي كله. الحريديون لا يحتجون عليه، لكنهم يصممون على ان اسهامهم يقتصر على تعلم التوراة.
- بنية النظام: الامر الاسمى هو ان الأحزاب العربية مرفوض مشاركتها في الائتلاف، ومن الشراكة في المعارضة. في الاستطلاعات في وسائل الاعلام هي تعرض بانها خارج نطاق الدولة وليس لها صلة باللعبة الديمقراطية. هذا اصبح عرف لا جدال فيه، ولا احد يشكك فيه. حوالي خمس المواطنين الإسرائيليين مستبعدين عن اللعبة السياسية. أصواتهم لا أهمية لها. هم لا يتم حسابهم، حرفيا. هذه قومية عنصرية صارخة تجاه المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، حيث تصنفهم كمواطنين من الدرجة الثانية، وهذا يعتبر من قبل جميع اليهود في البلاد شرعي، بل وضروري. ان اشراك العرب في اللعبة السياسية هو خيانة. فهم في نهاية المطاف “يؤيدون الإرهاب”.
- العالم: العالم لاسامي. مثل “7 أكتوبر القادم” و”تاييد الإرهاب” من قبل العرب مواطني إسرائيل، هكذا أيضا اللاسامية العالمية ضد اليهود هي امر مفروغ منه. هي امر غير قابل للتغيير. شعوب العالم يمقتون اليهود ويريدون ذبحهم. لماذا؟ هكذا. دائما كان الامر كذلك، ودائما سيكون الامر كذلك.
هذه هي العقلية وهذا هو المزاج. اليهود في إسرائيل وحدهم في العالم. اليهود في إسرائيل جيدون، أبرياء، ضحايا ويحبون السلام. الاغيار يريدون قتلهم. كل انتقاد لسياسة حكومة إسرائيل الحالية ليس الا لاسامية قديمة عمرها الاف السنين.
امام العالم – كل إسرائيل كهانيين. امام العرب مواطني إسرائيل – كل إسرائيل كهانيين. امام الفضاء الشرق اوسطي – كل إسرائيل كهانيين. بدون سلام، بدون عرب وبدون اغيار… اللاءات الثلاث.



