ترجمات عبرية

هآرتس: الكنائس في غزة تعلن انها لن تخلي.. أصبحنا ملجأ للكثيرين

هآرتس – جاكي خوري وروان سليمان – 27/8/2025 الكنائس في غزة تعلن انها لن تخلي.. أصبحنا ملجأ للكثيرين

“مثل كل الكنائس في مدينة غزة فان اللاجئين الذين يجدون الملجأ لدينا، يعانون من سوء التغذية في اعقاب الصعوبات التي واجهتهم في الأشهر الأخيرة”، هكذا كتب في البيان المشترك للبطريركية اليونانية الارثوذكسية والبطريركية اللاتينية في القدس، الذي نشر أمس وتم الإعلان فيه بان الكنائس التي تخضع لها في مدينة غزة لن تخلي حتى لو تم احتلال المدينة من قبل الجيش الإسرائيلي. ولكن في هذه الكنائس، كتب في الإعلان، يوجد كبار سن، مرضى وذوي احتياجات خاصة. “هؤلاء اشخاص مرضى وشيوخ ولا يوجد لهم أي مكان ليذهبوا اليه”، قال الاسقف وليام الشوملي، نائب البطريرك اللاتيني في القدس في محادثة مع “هآرتس”.

منذ اندلاع الحرب فان الكنيسة اليونانية – الارثوذكسية سانت بوربيليوس، وكنيسة العائلة المقدسة اللاتينية أصبحتا ملجأ لمئات السكان، قالوا في الكنائس. وحسب قولهم فان “مغادرة مدينة غزة ومحاولة الهرب الى الجنوب ستكون مثل حكم الإعدام. وبسبب ذلك فان الرهبان والراهبات قرروا البقاء ومواصلة معالجة الذين بقوا في هذه الكنائس”. بالاجمال، حسب اقوال الشوملي، يوجد في الكنيستين حوالي 600 شخص، معظمهم من كبار السن المسيحيين، وفي الكنيسة اللاتينية توجد أيضا دار رعاية صغيرة يعيش فيها حوالي 30 شخص يحصلون على الرعاية من الراهبات.

مصدر في الطائفة الارثوذكسية في غزة قال للصحيفة بانه على خلفية الضغط منذ بداية الهجوم الإسرائيلي في المدينة، فان عائلات تفحص مغادرة القطاع اذا سمح لها بذلك. “في هذه المرحلة النزوح داخل القطاع يعني الموت المؤكد، لذلك نحن لن نغادر”، قال هذا المصدر. “ولكن اذا كانت هناك إمكانية للخروج فنحن سنضطر الى فعل ذلك، على أمل أن نعود ذات يوم. نحن ولدنا هنا ونحب كل زاوية هنا، ولكننا وصلنا الى وضع ليس لنا فيه أي إمكانية لتحمل المزيد. نحن نعيش في الوقت المستعار”. وحسب قوله فانه من بين الـ 600 شخص الذين يختبئون في الكنائس، هناك حوالي 200 شخص لديهم تأشيرات خروج الى الخارج، لكن “في هذه المرحلة ليس هناك من يسمح بخروجهم من هنا”. 

أبناء الطائفة المسيحية وصفوا في محادثات مع “هآرتس” صعوبات البقاء التي تتفاقم كل يوم. “يقدمون لنا المساعدة فقط في الأمور الأساسية جدا”، قال احدهم. “أحيانا تكون هناك هجمات على بعد بضعة امتار عن الكنائس”. رئيس الكنيسة الكاثوليكية في مدينة غزة، الاب غبرئيل رومانلي، وثق أمس هجوم للجيش  الإسرائيلي يبعد، حسب قوله، 700 متر عن الكنيسة الموجودة في حي الزيتون.

رئيس الأركان ايال زمير أوضح للمستوى السياسي بان الجيش الإسرائيلي لا ينوي بدء الهجوم في مدينة غزة الا اذا تم إقامة منطقة إنسانية تستوعب سكان المدينة. وفي البيان تمت الاشارة الى الكنائس لان الواقع على الأرض مختلف. وحسب اقوالهم فان احياء كاملة في المدينة حصلت على أوامر اخلاء، والهجمات من الجو تزداد، ودمار آخر يضاف الى الاخطار الشديدة التي نشات في السنتين الأخيرتين.

“اعلان الحكومة بان “باب جهنم سيفتح” اصبح يجد له تعبير مأساوي”، كتب في البيان. وحتى ان الكنائس طالبت بانهاء الحرب وإعادة المخطوفين الإسرائيليين. “لقد حان الوقت لانهاء الدمار وإعطاء الأولوية للصالح العام. بنفس الدرجة من الالحاحية نحن نطالب بعمل يؤدي الى انهاء الحرب المدمرة وإعادة المخطوفين”، كتب. وفي الوثيقة نقل عن البابا ليو الرابع عشر انه قال قبل بضعة أيام بانه “يجب على الأقوياء احترام كل الشعوب، حتى الصغار والضعفاء جدا في هويتهم وحقوقهم، لا سيما الحق في العيش على ارضهم. لا يوجد أي احد مخول بان يفرض عليهم النفي القسري”.

الكنيسة اللاتينية والكنيسة الارثوذكسية الموجودتان في غزة البلد تعرضتا للهجمات منذ بداية الحرب. في تشرين الأول 2023 قتل 18 شخص في هجوم تعرض له مبنى الكنيسة الارثوذكسية، وبعد شهرين قتلت امرأتان بنار القناصة عندما خرجتا من كنيسة العائلة المقدسة، وفي تموز قتل ثلاثة اشخاص في هجوم للجيش الإسرائيلي على المكان. بعثة من قبل الكنيستين، على رأسها البطريرك الأرثوذكسي ثيوفيلوس الثالث، وبطريرك اللاتين بيير باتستا بتسبالا، وصلت بعد يوم على الهجوم الأخير الى زيارة تضامن مع الطوائف المسيحية في مدينة غزة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى