هآرتس: الكلب هاجم شاب مكبل في الشجاعية، الجنود لم يتأثروا

هآرتس 25/7/2024، جدعون ليفي: الكلب هاجم شاب مكبل في الشجاعية، الجنود لم يتأثروا
الصراخ وصل الى عنان السماء. والدته سمعته. وهي لن تنساه أبدا. كلب مخيف، مدجن بشكل جيد، قام بتمزيق جسد ابنها، شاب عمره 25 سنة ويعاني من متلازمة داون. الكلب بقي يمزق وهي لم تستطع انقاذه. الجنود قاموا بطردها من البيت بالقوة (المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، الذي لديه حس دعابة حتى في الحرب قال بأنهم توسلوا للعائلة كي تغادر)، وهي اضطرت الى ترك ابنها وهو يصرخ.
الجنود وعدوا باستدعاء طبيب، لكن هذا لم يكن الشيء الاخير الذي يعنيهم. هم لم يقوموا باستدعاء طبيب ولا حتى ممرض. هم ذهبوا وتركوا محمد باهر وهو ينزف حتى الموت. مر اسبوع الى أن تمكنت العائلة من العودة الى البيت لرؤية ما حصل لعزيزها، الشاب الذي تم التقاط صورة له ذات مرة، وظهر فيها أحد ابناء عائلته وهو يشربه الماء. وجدوا جثته متعفنة.
لا أحد يعرف كم من الوقت استغرق احتضاره، وكم كانت فظيعة آلامه وما الذي مر بعقله. شخص قال بأنه قبل أن يهاجمه الكلب حاول محمد مداعبته. المسؤولون عن الكلب، يبدو جنود وحدة عوكيتس الفاخرة التي تقيم مراسم الدفن المؤثرة والمغطاة اعلاميا لكل كلب قتل في المعركة، تخلوا عن محمد وتركوه يموت. سمعوا الصراخ ولم يحركوا ساكنا.
الاسرائيليون ايضا كان يمكنهم سماع صراخ محمد. فقبل اسبوع نشرت في موقع “محادثة محلية” القصة، وايضا في موقع “ميدل ايست آي”، و”هآرتس” نشرتها في اليوم التالي. المتحدث بلسان الجيش أكد على كل تفاصيلها. فهو تحدث عن صاروخ اصاب دبابة ولذلك فان الطاقم الطبي لم يتمكن من علاج الشاب الذي حرض الجنود الكلب عليه. لماذا لم يقوموا بوقف الكلب ولماذا تخلوا عن محمد؟ هذه الاسئلة لا يتم سؤالها في اسرائيل. فالحديث يدور عن فلسطيني. هذه القصة بقيت على صفحات “هآرتس” و”محادثة محلية”. ايضا “بي.بي.سي” قامت بنشرها. في المملكة المتحدة اصيبوا بالصدمة من هذه القصة ربما أكثر، هم لاساميون.
اسرائيل تفقد رويدا رويدا بقايا الانسانية. الضرر الفظيع في 7 تشرين الاول تسبب لنا بخسارة نهائية للانسانية. مشكوك فيه اذا كان هذا الضرر قابل للاصلاح. من الآن فصاعدا يجب القول “فقط حياة اليهود هي المهمة”، مسموح لنا فعل أي شيء بالفلسطينيين، حتى اطلاق الكلاب على ذوي الاحتياجات الخاصة، لا تزعجونا بقصص مخيفة بفعل يدنا. نحن ننشغل بالانغماس اللانهائي بفظائع 7 تشرين الاول، فقط ننشغل بها. فهي تسمح لنا بأن نفعل أي شيء. في “سديه تيمان” تم بتر ارجل بشكل مصطنع كما يبدو. هذا حدث والاشخاص كانوا مكبلين لاشهر، معتقلون يموتون بسبب التعذيب أو نتيجة عدم تقديم العلاج لهم كأمر روتيني. حسب تقرير نشر في “سي.ان.ان” في شهر أيار الماضي فان عدد من المعتقلين يتم اطعامهم بالمصاصة، ويتبولون في الحفاضات. احيانا يطلقون عليهم الكلاب في الليل من اجل “التفتيش”. وباستثناء “اللجنة الجماهيرية ضد التعذيب” في اسرائيل فانه لم يكن أي احتجاج على ذلك في اسرائيل، التي قبل 25 سنة تقريبا اصيبت بالصدمة من تقرير نشر في “سي.بي.سي” حول تكسير العظام بالحجارة على الصخور على يد الجنود لشباب فلسطينيين، الآن هي حتى لا تريد السماع عن ذلك. أي شخص ينشر عن ذلك هو لاسامي.
ادولف ايخمان كان معتقل في اسرائيل حتى موعد محاكمته. اسرائيل عاملته بشكل انساني. لا أحد خطر بباله أن يقوم بتقييده أو تغطية عيونه لمدة اشهر، ولا حتى اطلاق الكلاب عليه في الليل. الصور من السجن تعكس وجه اسرائيل في حينه. والصور من سديه تيمان تعكس وجه اسرائيل الآن. “وجه الجيل هو مثل وجه الكلب”. هذا المصطلح هو من التوراة. ولم يكن في أي يوم دقيق جدا في وصف الصورة الحالية المحدثة لدولة اسرائيل. الجيل هو جيلنا، والكلب هو الكلب الذي اطلقه الجنود على محمد باهر، الشاب المعاق من الشجاعية. بعد ذلك قاموا بتركه ليموت وهو يتألم، الألم الذي لم يمس قلب أي شخص تقريبا في اسرائيل 2024.
من المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي جاء: “في يوم الحادثة كان هناك نشاط عملياتي كبير في منطقة قتال، شمل تبادل كبير لاطلاق النار بين قوات الجيش ومخربي حماس. وكجزء من النشاطات ازاء المخربين قامت القوة بتمشيط البيوت بواسطة كلب. في أحد البيوت عثر الكلب على مخربين وقام بعض شخص. القوة قدمت العلاج الاولي لهذا الشخص في غرفة منفصلة في البيت، وتوسلت لابناء عائلته من اجل اخلاء البيت حتى لا يكونوا في منطقة القتال.
“تبادل اطلاق النار استمر واثناء الحدث تم اطلاق صاروخ “آر.بي.جي” نحو القوة، الذي اصاب دبابة وأدى الى اصابة جنود. بعد ذلك موت أحدهم. ازاء اصابة الصاروخ اضطرت القوة التي كانت تعالج الشخص الذي عضه الكلب في البيت الى الخروج من اجل تقديم العلاج للجنود الذين اصيبوا. في هذه المرحلة بقي هذا الشاب كما يبدو وحيد في البيت”.