ترجمات عبرية

هآرتس: القمة في قطر تلوح كفرصة أخيرة للصفقة

 عاموس هرئيل – هآرتس –  13/8/2024 القمة في قطر تلوح كفرصة أخيرة للصفقة

في الشرق الاوسط تحدث في هذا الاسبوع حرب على الزمن. فالولايات المتحدة اعلنت عن عقد قمة بعد غد في الدوحة في محاولة شبه اخيرة للعودة والدفع قدما بصفقة تبادل بين اسرائيل وحماس. في حماس يهددون بعدم المجيء. في غضون ذلك في ايران وحزب الله ما زالوا يستعدون لعملية رد ضد اسرائيل على عمليات الاغتيال الاخيرة في طهران وفي بيروت. واسرائيل تستعد ايضا لامتصاص الضربة ولعملية رد على الرد ايضا عند الحاجة.

الامريكيون يزيدون قواتهم في الشرق الاوسط على أمل ردع ايران، وهم يؤمنون بشكل معين بأن انعطافة في المحادثات ستجعل عملية الثأر لا حاجة اليها، وتضع المنطقة على مسار اكثر استقرارا. زعماء بريطانيا وفرنسا والمانيا نشروا أمس نداء مشترك لايران وحلفائها للامتناع عن تنفيذ هجمات ستعرض للخطر وقف اطلاق النار في قطاع غزة. من حي الضاحية في بيروت نشر أن حزب الله يقوم باخلاء نشطاء وحواسيب من مكاتبه خوفا من رد اسرائيلي.

وزير الدفاع الامريكي، لويد اوستن، تحدث هاتفيا مع وزير الدفاع غالنت من اجل حتلنته بالخطوات الاخيرة للولايات المتحدة. اوستن أمر بتسريع نقل حاملة الطائرات لنكولن ومجموعة المهمات التابعة لها الى شرق البحر المتوسط. ونقل ايضا الى المنطقة المدمرة النووية جورجيا التي تحمل صواريخ موجهة. هذه الخطوات تعطي اشارات للنظام في طهران بأن هجوم قوي يمكن أن يقربه هو وحزب الله من منطقة الخطر.

القمة المخطط لعقدها في الدوحة يتم عرضها كقمة الفرصة الاخيرة. ممثلو دول الوساطة في المفاوضات وكبار قادة جهاز الامن الاسرائيلي يعتقدون أن تهديد حماس عدم المجيء للمفاوضات هو جزء من المساومة، وأن القمة سيتم عقدها في موعدها. يبدو أن الامريكيين ينوون وضع على الطاولة اقتراح وسط مختلف قليلا في امور صغيرة، ومحاولة املاء على الطرفين الموافقة عليه، على طريقة “خذه أو اتركه”. واذا ووجهوا بالرفض، فربما، مثلما كتب هنا أمس امير تيفون، فانهم للمرة الاولى سيلقون المسؤولية على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. حتى الآن وجهوا اصبع الاتهام عن فشل المفاوضات بالاساس لحماس.

في الاشهر الاخيرة يبدو أن نتنياهو يقوم بصد ضغوط الادارة الامريكية بالاعتماد على الاستطلاعات في الولايات المتحدة، التي في معظمها تنبأت بفوز ساحق لدونالد ترامب في الانتخابات للرئاسة في شهر تشرين الثاني. عشية المؤتمر الديمقراطي اظهرت الاستطلاعات تعزز حقيقي لمكانة نائبة الرئيس كمالا هاريس، مرشحة الحزب للرئاسة. واذا كانت الاستطلاعات موثوقة فان نتنياهو يمكن أن يجد نفسه في مشكلة مع الرئيس المتحرر من قيود التهذيب ومع وريثته، التي لا تخفي رغبتها في انهاء الحرب.

في القطاع اسرائيل تستخدم ضغط عسكري جديد على رئيس حماس يحيى السنوار. العملية البرية الجديدة للفرقة 98 تتركز في خانيونس، حيث هناك لاحقت اسرائيل عبثا السنوار نصف سنة تقريبا. في نفس الوقت يتم تنفيذ هجمات جوية كثيرة ضد قيادات حماس، التي تمت اقامتها في مراكز الايواء، بالاساس في المدارس. أمس اعلنوا في الجيش الاسرائيلي والشباك بأنهم شخصوا 31 قتيل في مهاجمة المدرسة في حي الدرج – التفاح في جنوب مدينة غزة في يوم السبت، كنشطاء في حماس والجهاد الاسلامي أو أنهم ينتمون للاثنين. في جهاز الامن يقولون بأن العدد الحقيقي للقتلى في هذا الهجوم هو 40 شخص وليس 93 كما قالوا في حماس.

التوتر الاقليمي الكبير على خلفية الاغتيالات المنسوبة لاسرائيل، والامريكيون بالتأكيد سيتابعون اسرائيل من اجل رؤية أنها لا تبادر الى مغامرة جديدة قبل لحظة من عقد القمة. أمس اهتم مكتب رئيس الحكومة بنشر توبيخ لوزير الدفاع يوآف غالنت، بسرعة غير معتادة أمام عنف اليمين، وانحرافات اخرى عن السلوك المناسب. غالنت اعتبر كافر بالاساس. في لقاء مع اعضاء لجنة الخارجية والامن تم اقتباسه عندما قال “أنا لا اتأثر من الابطال اصحاب النصر المطلق واقوال الهراء”. مكتب نتنياهو اتهمه بتبني “رواية مناوئة لاسرائيل والمس باحتمالية التوصل الى الصفقة”، كان من الافضل لو أن غالنت هاجم السنوار. وقد جاء في بيان مكتب رئيس الحكومة “يوجد امام اسرائيل خيار واحد فقط وهو تحقيق النصر المطلق. هذا هو توجيه رئيس الحكومة والكابنت الواضح، وهو ملزم للجميع، بما في ذلك غالنت”. 

بنك الاهداف

المقابلة مع قائد الفرقة 98 التارك، العميد دان غولدفوس، في “اخبار 12” أول أمس اثارت ردود فعل كثيرة انفعالية. غولدفوس، الذي حارب مع فرقته منذ المذبحة في 7 تشرين الاول والذي ستتم ترقيته في القريب الى رتبة قائد في الجيش، قال امور كانت تعتبر ذات مرة امور مفهومة ضمنا. لا يوجد له أي تعاطف مع العدو الذي قتل واغتصب سكان الغلاف. ولكن مهمة الجيش هي قتله أو أسره. واذا اصبح التنكيل بمعتقلي حماس هدف فان الجيش سيتنازل عما يميزه عن العدو. التمسك بقيم الجيش الاسرائيلي هو الذي سيحافظ على قدرته في المعركة؛ اعادة المخطوفين الى البيت هي الهدف الأول بعد فشل اسرائيل الفظيع في يوم المذبحة.

هذه الاقوال كانت تكفي من اجل الهجوم عليه من قبل مذيعي اليمين وابواقه. غولدفوس سبق واصبح هدف لهم منذ شهر آذار عندما طالب في خطاب بعد انهاء مرحلة في عملية لفرقته في خانيونس السياسيين بأن يكونوا جديرين بالتضحية التي اظهرها المقاتلون. الخطاب وبحق تجاوز خطوط المسموح والممنوع في العلاقة مع المستوى السياسي، ورئيس الاركان هرتسي هليفي قام بتوبيخ قائد الفرقة وعلى الفور ارسله للقتال. الآن، حتى الامور الاساسية، المعقولة والمفهومة ضمنا، التي قالها غولدفوس في مقابلة الانتهاء، كانت تكفي من اجل اثارة حملة ضده. 

هو هكذا ينضم الى عدد كبير من الضباط الذين توجه اليهم الانتقادات في قنوات اليمين كل يوم، مع أو بدون صلة باخفاقات الجيش. اضافة الى القيادة العليا في الجيش، التي هي وبحق المسؤولة عن اخفاقات المذبحة، لكن الهجوم عليها يستخدم لحرف الانتقاد لنتنياهو، يتعرض ايضا ضباط آخرون من بينهم النائبة العسكرية الرئيسية، الجنرال يفعات تومر يروشالمي، وقائد المنطقة الوسطى المستقيل يهودا فوكس، الذي بالمناسبة، قضى معظم الفترة الاخيرة منذ استقالته في حملة تعزية لعائلات الشهداء الذين سقطوا تحت قيادته في السنة الاخيرة، التي لم يتمكن من زيارتها اثناء الحرب. ومثل غولدفوس هو تربى في قطاع حريدي ديني (في حالة فوكس كان هذا القطاع حريدي قومي). ولكن في اليمين المتطرف يواصلون تقسيم الضباط الى من هو من جماعتنا ومن ليس من جماعتنا، ويقيسون مستوى تمسكهم بالدين ويعطونهم اشارات وعلامات. 


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى