ترجمات عبرية

هآرتس: القتل في رفح قد يشدد الضغط لوقف النار حتى بدون صفقة

هآرتس 28/5/2024، عاموس هرئيل: القتل في رفح قد يشدد الضغط لوقف النار حتى بدون صفقة

في الاسبوع الماضي صممت شخصيات اسرائيلية رفيعة على رؤية، بطريقة معينة، نصف الكأس المليان في رفح. محكمة العدل الدولية في الحقيقة اتخذت قرار متشدد ضد اسرائيل، لكنها لم تأمر بوقف العملية العسكرية في جنوب القطاع. الولايات المتحدة في الحقيقة غير راضية عن عملية الجيش الاسرائيلي في رفح، لكن منذ اللحظة التي نجحت فيها اسرائيل باخلاء بالتهديد مليون غزي من المدينة فانه لم يعد هناك فيتو امريكي لدخولها. ولكن هذا لم يمنع تعقيد آخر. فخلال يوم قتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في قصف اسرائيلي، وقتل جندي مصري اثناء تبادل اطلاق النار بين قوة للجيش الاسرائيلي والجيش المصري في منطقة رفح.

كما كان متوقع من البداية، وقد نشر عن ذلك هنا، فان الاخلاء القسري لعدد كبير من المدنيين في المدينة لم يحل المشكلة بشكل كامل. رفح بقيت مكتظة، حسب التقديرات ما زال يوجد فيها تقريبا 350 ألف شخص، وحماس تستمر في العمل بين المدنيين حيث تستخدمهم كدروع بشرية.

في مساء يوم الاحد اغتالت اسرائيل في رفح قياديين كبيرين في قيادة حماس للضفة الغربية، خالد النجار وياسين ربيع. هذه القيادة هي التي تحرك حماس في الضفة من القطاع، من خلال الاعتماد على السجناء المحررين في صفقة شليط للمبادرة الى تنفيذ عمليات في الضفة الغربية. ولاسباب ما زالت غير واضحة فانه في القصف الجوي كان ضرر ثانوي في مخيم مكتظ للخيام قريب. ربما أن شظايا احد الصواريخ انحرفت ووصلت الى المخيم وتسبب بالحرائق. وقد نشر أن 45 مدني فلسطيني احترقوا حتى الموت وكثيرون اصيبوا.

حسب بعض التقارير الفلسطينية فان المخيم يوجد في منطقة محمية، وهي من المناطق التي حددها الجيش كمكان آمن، وأنه سيهتم بتجنب القصف هناك. حسب مصادر عسكرية فان الحديث لا يدور عن منطقة تم اعتبارها مسبقا كمنطقة آمنة، كما في المواصي التي هي المنطقة الزراعية قرب الشاطيء، بل الحديث يدور عن حي لم يطلب من السكان اخلاءه. 

في الجيش الاسرائيلي بدأوا اليوم في فحص من قبل جهاز التحقيق التابع لهيئة الاركان بهدف استيضاح ما حدث. في الجيش نفوا ادعاء الفلسطينيين بأنه سقطت في المكان سبع قنابل كل قنبلة وزنها طن. الهجوم كان بواسطة القاء قنبلتين أصغر. 

فقط بعد الظهر عبر رئيس الحكومة نتنياهو عن الاسف عما سماه “خطأ مأساوي”. وقال في الكنيست إن اسرائيل ستحقق في الظروف وتستخلص العبر. في العشرين ساعة قبل خطاب نتنياهو لم تكلف أي جهة سياسية رسمية نفسها عناء التعبير عن الاسف على موت الابرياء في هجوم اسرائيلي، والجهة التي فعلت ذلك هي المدعية العسكرية الرئيسية، الجنرال يفعات يروشالمي، والاكثر خطورة هو أن الابواق المتماهية مع النظام احتفلت بموت المدنيين بسلسلة منشورات حيونة في الشبكات الاجتماعية. بعد ثمانية شهور على الحرب يبدو أن الخطة الكبيرة لرئيس حماس في القطاع، يحيى السنوار، تتقدم كالمعتاد: رويدا رويدا ينمو لنا حمساويون من اليهود. 

اسرائيل تعرضت على الفور الى الكثير من الادانات من دول كثيرة بسبب قتل المدنيين. والسؤال الآن هو هل الحادثة التي كانت بعد يومين على صدور القرار في لاهاي، ستزيد الضغط من اجل وقف الحرب، حتى بدون صفقة لتحرير المخطوفين. في غضون ذلك كان تعقيد آخر، وهذا ايضا لم يكن مفاجئا. صباح أمس حدث تبادل لاطلاق النار بين الجنود الاسرائيليين والجنود المصريين على معبر رفح. جندي مصري قتل واصيب عدد من الجنود. ايضا هنا لم تتضح الظروف بالكامل. ولكن الحادثة النادرة تعكس قوة التوتر على مثلث الحدود، الذي تفاقم جدا عندما قام الجيش الاسرائيلي باقتحام رفح. 

المدعية العسكرية الرئيسية التي تحدثت في اجتماع مكتب المحامين في ايلات قالت إن الادعاءات ضد اسرائيل حول القتل المتعمد للمدنيين لا اساس له. وقد كشفت أنه منذ بداية الحرب تم فتح 70 تحقيق في الشرطة العسكرية للاشتباه بارتكاب الجنود مخالفات، من بينها التحقيق في معاملة المعتقلين الفلسطينيين في سديه تيمان (في “هآرتس” كشف أن 27 من سكان القطاع ماتوا هناك منذ اندلاع الحرب، ونشرت شهادات قاسية عن التنكيل بهم).

على شفا الانكسار

الوزير غادي ايزنكوت (المعسكر الرسمي)، والعضو في مجلس الحرب، قال أمس في لجنة مغلقة في لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست إن احتدام القتال في القطاع اوجد نافذة فرص ضيقة، التي حسب تقديره ستستمر لاسبوع للدفع قدما بصفقة المخطوفين تحت الضغط العسكري الاسرائيلي. الجنرال احتياط نيتسان الون، رئيس مركز الاسرى والمفقودين في الجيش الاسرائيلي قال إن الاقوال التي نسبت اليه في “اخبار 12” والتي بحسبها هو يائس من المفاوضات وأنه لا توجد أي احتمالية للتوصل الى صفقة في ظل تشكيلة الحكومة السياسية الحالية، تم اخراجها عن سياقها.

نتنياهو سارع الى اصدار بيان ادانة لالون وقال إن “الاحاطات من داخل طاقم المفاوضات فقط تصلب مواقف حماس وتبعد تحرير المخطوفين”. نفس الاقوال يمكن قولها عن اقوال نتنياهو نفسه. ففي كل مرة تكون فيها جولة محادثات لاستئناف المفاوضات، كما كان في يوم السبت الماضي، يسارع مصدر سياسي مجهول الى اعطاء احاطات للمراسلين بأنه لا توجد أي احتمالية للموافقة على طلب حماس انهاء القتال مقابل اعادة المخطوفين. هكذا، مرة تلو الاخرى، يتم ضمان أن حماس ستبقى متصلبة في مواقفها. 

الصواريخ النادرة التي اطلقت امس على غوش دان والشارون، للمرة الاولى بعد اربعة اشهر، تعكس تقدم قوات الجيش الاسرائيلي في رفح. حماس تسيطر على مواقع انتاج وتخزين الصواريخ للمدى المتوسط في منطقة حي الشبورة في رفح. ويبدو أنه اعطيت تعليمات لاطلاق هذه الصواريخ قبل وصول الجيش الاسرائيلي اليها. في نفس الوقت هذه محاولة لاعطاء اشارة بأن حماس ما زالت تستطيع الحاق الضرر بالجبهة الداخلية الاسرائيلية وأنها لا تنوي رمي سلاحها. نتائج هذا الاطلاق كانت محدودة. امرأة اصيبت اصابة طفيفة بسبب الشظايا.

الصعوبة الاساسية في العملية في رفح، اضافة الى العملية التي يمكن أن تنتهي في القريب في جباليا في شمال القطاع، لا تكمن في الجبهة الداخلية، بل في العبء المتراكم على القوات المقاتلة. هذا الامر صحيح بشأن القوات النظامية التي تتحمل بشكل مستمر عبء القتال، والآن مرة اخرى في وحدات الاحتياط. السلوك غير المنظم للجيش الاسرائيلي أدى الى اصدار عشرات آلاف الاستدعاءات لجنود الاحتياط للفترة القريبة القادمة، على الاغلب خلافا للخطط المسبقة للوحدات. الامر الذي وافق عليه بطريقة جندي احتياط في كانون الاول أو كانون الثاني من خلال التفهم بأن الامر يتعلق بحرب بقوة زائدة، من اجل اعادة المخطوفين وهزيمة حماس، وافق عليه بدرجة أقل في أيار أو في حزيران، لأنه اصبح واضحا للجميع بأن الامر تتعلق بحرب استنزاف بعيدة المدى بدون حسم قريب يلوح في الافق.

في الخلفية تستمر سياسة الائتلاف التي تتعلق بصغائر الامور. نتنياهو، خلافا لوزير الدفاع غالنت ووزراء المعسكر الرسمي، يحاول العثور على حل التفافي للازمة حول القانون الذي يهدف الى ضمان استمرار تهرب الحريديين من الخدمة العسكرية. ربما أن العبء الكبير على من يخدمون في الجيش، اضافة الى الخسائر الكبيرة في القتال، تقرب نهاية انكسار الجمهور الذي يتحمل العبء. وحول عدم المساواة الذي تدفعه الحكومة قدما، فان الوزير غانتس يقوم باعداد انسحاب حزبه من الائتلاف في 8 حزيران القادم. وحتى ذلك الحين فان الحرب تستمر في المراوحة في المكان في القطاع، والسكان في منطقة الحدود الشمالية يتعرضون كل يوم لاطلاق نار شديد من حزب الله في لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى