ترجمات عبرية

هآرتس: الـسـنـوار غـيـر عـقـلانـي؟ هـذا أفـضـل لـلـصـفـقـة

هآرتس 2023-11-21، بقلم: عاموس هرئيل: الـسـنـوار غـيـر عـقـلانـي؟ هـذا أفـضـل لـلـصـفـقـة

تم عقد “كابينيت” الحرب، أول من أمس، لنقاش آخر حول الجهود المبذولة لعقد صفقة من أجل إطلاق سراح عدد من المخطوفين. يوجد على الأجندة اقتراح تم التباحث فيه بين حين وآخر منذ بضعة أسابيع، إطلاق سراح 50 امرأة وطفلاً، رغم أن العدد يمكن أن يكون في نهاية المطاف أعلى من ذلك. أيضاً السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، مايك هرتسوغ، ونائب رئيس مجلس الأمن القومي الأميركي، جون فاينر، تحدثا عن تقليص الفجوة في المفاوضات، لكنهما لم يتعهدا بأنه سيتم التوقيع على الصفقة.

كالعادة، الكثير من ذلك يرتبط برئيس “حماس” يحيى السنوار. قام السنوار في الأسبوع، لا سيما بعد دخول الجيش الإسرائيلي إلى مستشفى الشفاء، بقطع الاتصالات غير المباشرة لبضعة أيام مع الوسطاء القطريين. يبدو أن الاتصالات معه تم استئنافها. الاعتقاد في إسرائيل والولايات المتحدة أن الطرف الفلسطيني هو الذي ستكون له الكلمة الأخيرة. تأثير قيادة “حماس” في الخارج ضئيل. في جهاز الأمن بإسرائيل يستمرون في الادعاء أن السنوار يتصرف من خلال نشوة الانتصار في المذبحة التي قام بها في 7 تشرين الأول، لذلك هو يطرح مواقف مساومة متصلبة ويتجاهل معاناة سكان القطاع الكبيرة التي تسبب بها.

لكن على خلفية التحليل نفسه، فإن هناك من يعتقدون أنه يجب على إسرائيل استغلال الفرصة من أجل عقد الصفقة، رغم أنها لن تؤدي إلى إطلاق سراح جميع المخطوفين في المرحلة الأولى. الادعاء هو أن يحيى السنوار أقل عقلانية من “حزب الله”، على سبيل المثال، وهو من شأنه أن يقطع الاتصال وأن يؤدي حتى إلى فقد الاتصال مع المخطوفين، إذا اشتدت الحرب فيما بعد. من هنا فإن هناك حاجة ملحة إلى تخليص من ظروف الأسر الصعبة كل من يمكن إطلاق سراحه قريباً.

في النقاشات الأسبوعية الأخيرة قاد وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، خطاً يقول إنه يجب الاستمرار في الضغط العسكري، وإن هذا سيزيد احتمالية التقدم في المفاوضات. هذا ادعاء مشروع، لكن يبدو أن القيادة العسكرية العليا يجب عليها الإدراك أنها تتحمل مسؤولية الاهتمام بإطلاق سراح جميع المخطوفين الذين يمكن إطلاق سراحهم الآن وفي أسرع وقت. هذا واجب أخلاقي تجاه المخطوفين بعد الفشل العسكري الفظيع الذي أدى إلى الكارثة.

لا يطلقون النار على المبعوث

في شمال قطاع غزة جرى، أول من أمس، قتال واسع نسبياً بين الجيش الإسرائيلي و”حماس” على خلفية العملية الإسرائيلية للسيطرة على أحياء أُخرى، في شمال وشرق مدينة غزة. لكن أحد التطورات الدراماتيكية حدث بعيداً عن هناك، في البحر الأحمر. الحوثيون في اليمن قاموا بالاستيلاء على سفينة تجارية بملكية إسرائيل بشكل غير مباشر. على متن هذه السفينة كان هناك 22 من أعضاء الطاقم، ولا يوجد بينهم أي إسرائيلي.

في الأسبوع الماضي، بعد عدة حالات أطلقت فيها صواريخ بالستية، وصواريخ مجنّحة ومسيّرات من اليمن نحو إيلات من مسافة نحو 2000 كم، بدأت جهات حوثية رفيعة في التهديد بأنها ستمس أيضاً بالملاحة البحرية إلى إسرائيل، التي تمر قرب شواطئ اليمن في البحر الأحمر. السفينة كانت في طريقها من تركيا إلى الهند، وعليها شحنة سيارات. وهي بملكية جزئية لشركة بريطانية تعود لرجل الأعمال رامي أونكر. مكتب رئيس الحكومة والمتحدث بلسان الجيش أصدرا بيانات شديدة اللهجة يدينان فيها عملية الاختطاف، وقد اتهما بذلك تنظيم الحوثيين.

منذ بضع سنوات كان هناك تهديد من اليمن للملاحة البحرية في المنطقة. حتى الآن المجتمع الدولي فضّل تجاهل ذلك خشية من فتح جبهة مباشرة مع الحوثيين الذين مؤخراً انتهت المواجهات بينهم وبين السعودية. يظهر بوضوح في هذه الحالة أن هذه هي إحدى عمليات إيران، بوساطة مبعوثيها، التي هدفت إلى الإثبات أن النظام في طهران يوفر الدعم لـ”حماس” في حربها ضد إسرائيل. وزير الدفاع يوآف غالانت قدر بأنه إضافة إلى عمليات الحوثيين في اليمن و”حزب الله” في لبنان، فإن إيران ستحاول توسيع استخدام المليشيات الشيعية في العراق وسورية من أجل أن تهاجم بوساطتها إسرائيل عن طريق إطلاق الصواريخ والمسيّرات.

أول من أمس، تم تسجيل إطلاق ثقيل نسبياً من قبل “حزب الله” على طول الحدود الشمالية دون إصابات، كما يبدو بفضل الطقس العاصف. منذ بداية الحرب تم إطلاق أكثر من ألف صاروخ وقذيفة مضادة للدبابات من لبنان. خسائر “حزب الله” والتنظيمات الفلسطينية تقدر بنحو 100 قتيل، عشرة أضعاف القتلى الإسرائيليين على الحدود مع لبنان.

بسبب أن البحر الأحمر جزء من مسار الملاحة الدولية الرسمية، فإنه سيكون هناك بالتأكيد توقع أميركي للتدخل فيما يحدث هناك. في بداية الحرب، إلى جانب المساعدة في الدفاع ضد الصواريخ من شأن الأميركيين أن يعالجوا أيضاً أمر الحوثيين عند الحاجة. هذا لم يحدث بعد. ولكن ربما أن الأمور ستتغير فيما بعد. خوف أميركا كالعادة هو إشعال ساحة أُخرى في المنطقة والانزلاق إلى مواجهة مباشرة مع إيران. عملياً، الاحتكاك مع مبعوثي إيران في المنطقة يزداد، ويبدو أن الولايات المتحدة ستضطر إلى فحص القيام بعملية. في وسائل الإعلام الأميركية نشر أن هناك انتقاداً متزايداً للبنتاغون على رد الرئيس جو بايدن المتردد على عشرات هجمات الصواريخ والمسيّرات من قبل المليشيات المؤيدة لإيران ضد القواعد الأميركية في سورية والعراق.

مستشفى مدخن

في القطاع يعمل الآن نطاق كبير من القوات يركز هجومه على مخيم جباليا وحي الزيتون وبعض الأحياء القريبة من مدينة غزة. هذه المناطق التي تقع في شمال وشرق المدينة لم يعمل فيها الجيش الإسرائيلي على الأرض في الأسابيع الثلاثة الأولى للعملية. الوحدات العسكرية تتحرك في منطقة مكتظة جداً ومع مخاطرة كبيرة والاستخدام الكبير للنيران يؤدي أيضاً إلى خطر متبادل بين القوات. إضافة إلى ذلك هناك أحداث مرتبطة بالتآكل بعد أسابيع من العمليات المتواصلة ومشاكل غير قليلة تنبع من عدم الحرص على الانضباط العملياتي.

يبلغ الجيش الإسرائيلي عن قتل واسع “للمخربين”، في الأهداف الجديدة وأحياناً أيضاً في مناطق تم احتلالها من قبل في الأسابيع الأخيرة. التقدم نفسه بطيء. المقاربة العسكرية منذ بداية العملية هي أنه من الأفضل استخدام قوات كبيرة، التي تتحرك بشكل بطيء وتحافظ على أمنها، وعدم المخاطرة بالدخول السريع إلى مناطق لم يتم تطهيرها من المقاومة بالقصف الجوي أو إطلاق المدفعية. إضافة إلى ذلك فإن الأسهم الهجومية المرسومة على الخارطة لها أيضاً ذيل طويل من القوات الثانوية والمراكز اللوجستية، التي من الصعب حمايتها من التوتر العملياتي مثلما في رأس السهم.

المحلل في “واشنطن بوست”، ديفيد أغناشيوس، الذي يقوم بزيارة البلاد، والذي تم تقديم إحاطة له حسب قوله من قبل عشرة ضباط كبار في جهاز الأمن، عرض تكهنات حول عملية إسرائيلية لتدمير الأنفاق. وقد ذكر أغناشيوس “حقيقة جغرافية مثيرة للاهتمام وهي أن قطاع غزة يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وأن المياه هي قوة طبيعية تكون أكبر عندما يتم تعزيزها بالمضخات. الأنفاق معرضة للغرق حتى لو تم فيها بناء منظومات لتصريف المياه. الجيش الإسرائيلي بالتأكيد يفكر في هذا الأمر”.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى