ترجمات عبرية

هآرتس: العيون تتطلع الى طهران لكن التهديد يكمن من  الشمال

هآرتس 6/8/2024، عاموس هرئيل: العيون تتطلع الى طهران لكن التهديد يكمن من  الشمال

قبل التصعيد المتوقع في الشرق الاوسط فان الطرفين يرقصان رقصة معقدة من التلميحات والتهديدات. أمس وصل الى اسرائيل الجنرال مايكل كوريلا، قائد قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الامريكي من اجل تنسيق الاستعدادات الدفاعية لصد الهجوم المخطط له. رئيس مجلس الامن القومي الروسي، سيرجيه شفيغو، قام بزيارة طهران، ايضا الدول العظمى هي جزء من اللعبة. 

حسب جهات ايرانية رفيعة وفي المقالات في وسائل الاعلام هناك، يبدو أن النظام ما زال يحاول بلورة طريقة الرد. فمن جهة طهران ملزمة بالرد على ما تم اعتباره اهانة (اغتيال اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، في الوقت الذي كان فيه ضيف على حرس الثورة بمناسبة تنصيب الرئيس الجديد). ومن جهة اخرى، ايران، لا سيما الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، يبدو أنه غير معنية بالحرب الاقليمية. من المؤكد أن ايران ستشارك في عملية الرد، لكن لا يوجد تأكيد على أنها ستكون أشد من هجوم الصواريخ والمسيرات في نيسان الماضي.

في المقابل، كما كتب هنا في هذا الصباح، فان سلوك حزب الله يثير القلق. هذه المنظمة يبدو أنها تصمم على الانتقام لدماء من يوصف في اسرائيل كرئيس اركانها. الهجوم من لبنان يمكن أن يوجه لاهداف عسكرية واستراتيجية في شمال البلاد وفي المركز، وسيشمل اطلاق نار كثيف بحجم غير مسبوق بالنسبة لاسرائيل. التهديد من لبنان هو الآن اكثر خطورة من التهديد الايراني، بسبب عدد الصواريخ الموجود في حوزة حزب الله، ووجود عدد غير قليل من الصواريخ الدقيقة التي يحتفظ بها، والمسافة القصيرة نسبيا مع اسرائيل. 

على هذه الخلفية فان هناك استعداد عال بشكل خاص في منظومة الدفاع الجوية وفي سلاح الجو، التي ستساعدفي اعتراض المسيرات. استعداد دفاعي آخر يتعلق بحماية الشخصيات الكبيرة. ازاء ما تنسبه اسرائيل لايران وحزب الله، فانهما ربما سيعملان بنفس الصورة. اسرائيل ستضطر الى فحص ردها وفقا لقوة النيران وحجم الاضرار، من لبنان ومن ايران ومن ساحات اخرى مثل العراق واليمن. الخطر الرئيسي لاندلاع الحرب الاقليمية يتعلق بجولة لكمات آخذة في التفاقم، حيث كل طرف يختار تصعيد رده الى حين اندلاع المواجهة الواسعة. 

السخاء الامريكي، الاستمرار المباشر للقطار الجوي والبحري والوسائل القتالية والسلاح التي ارسلت الى هنا في الاسابيع الاولى للحرب، يسلط ضوء غير متعاطف على نكران الجميل الذي اظهرته القيادة في اسرائيل. وليس بالصدفة طلب الرئيس الامريكي من رئيس الحكومة نتنياهو في المحادثة الهاتفية الاخيرة التوقف عن “بيع الهراءات” له.

نتنياهو، كما يبدو، يراهن على فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني، وهو على قناعة بأنه سينجح في التغلب على الضغوط التي تستخدمها امريكا. حتى الآن، يجب الاعتراف، هو نجح في ذلك. رئيس الحكومة يؤخر تنفيذ صفقة التبادل منذ اشهر. لقد اطال الحرب رغم أنف الادارة الامريكية، وبعد ذلك ارسل الجيش الاسرائيلي لاحتلال محور فيلادلفيا ومناطق في رفح.على المدى البعيد نتنياهو يخاطر بحدوث ازمة خطيرة مع الديمقراطيين، بالتأكيد اذا فازت كامالا هاريس في الانتخابات. في مثل هذه الحالة هو يمكن أن يواجه توتر على صيغة ازمة الضمانات في فترة بوش – شمير في بداية التسعينيات. 

جو بايدن توصل حتى قبل ذلك الى الاستنتاج بأن نتنياهو يقوم بتأخير بشكل متعمد عقد الصفقة، وأنه ليست لديه أي رغبة في السعي لتنفيذها. يبدو أن هذا ايضا هو استنتاج رؤساء جهاز الامن في اسرائيل، الذي فعليا فقد الأمل في التقدم في المفاوضات في القريب، ايضا على خلفية التصعيد امام ايران وحزب الله.

في الفترة الاخيرة ينتشر تقدير متفائل بحسبه الاغتيالات الاخيرة، بالذات في طهران وفي بيروت، ستسهل كما يبدو على نتنياهو التوصل الى الصفقة من موقف قوة. هناك شك كبير في أن يكون هذا هو الوضع الحقيقي. والمؤكد أكثر هو الافتراض بأن رئيس الحكومة يقلق في المقام الاول على بقائه السياسي، لذلك فقد امتنع عن أي تقدم. ايضا بالنسبة لرئيس حماس يحيى السنوار، تضاءت الدافعية لديه لعقد الصفقة، حيث أنه على كفة الميزان توجد امكانية اندلاع حرب اقليمية، التي ستجسد ما كان ينوي تحقيقه في مذبحة 7 تشرين الاول.

تهديدات ايران وحزب الله باغلاق الحساب مع اسرائيل تثير التخوفات لدى الجمهور، حيث أنه في بعض وسائل الاعلام يتوسلون للحكومة من اجل اعطاء تعليمات للجيش الاسرائيلي بتنفيذ ضربة استباقية للجبهتين. وهناك سياسيون ينضمون لهذا الطلب، بما في ذلك المرشحون لمنصب وزير الدفاع، الذين يخططون لهجوم شامل في ايران. هذه التوقعات والخطط تعكس عدم خبرة مقلق في وضع الجيش وقدرته. عمليا، هناك سبب للحذر الذي يتخذ الآن والأمل في أن تكون هناك امكانية لانهاء هذه الجولة بسيناريو اصغر من حيث ابعاده من حرب شاملة. على الأقل الجيش الاسرائيلي بدأ في الاتصال مع الجمهور حول طبيعة التوترات الجديدة والاجابة على اسئلة حول استعداد الجبهة الداخلية. الحكومة ببساطة غائبة عن الصورة باستثناء تهديدات فارغة يسمعها رئيس الحكومة ووزير الدفاع. وسقف التوقعات من الحكومة هبط تقريبا الى الصفر، وحتى الآن هذا واقع مدهش جدا بعد عشرة اشهر على الحرب، في الوقت الذي فيه حتى من غير المعروف اذا كانت ستكون رحلات من اسرائيل واليها في الفترة القريبة القادمة، والمواطنون يضطرون الى محاولة جمع المعلومات بأنفسهم.

مرة اخرى، براك حيرام

في انتظار الهجوم فان وسائل الاعلام في اسرائيل تقضي وقتها في الانشغال بعاصفة مناوبة اخرى. هذه المرة من يقف في مركزها (مرة اخرى) هو العميد براك حيرام. فقط قبل بضعة اسابيع قرر الجيش الاسرائيلي بأنه لم يكن أي خطأ في سلوك حيرام في يوم المذبحة، في قضية محاصرة المخربين الذين تحصنوا مع رهائن في منزل باسي في كيبوتس بئيري. حيرام نفسه بذل جهد كبير لتسوية الامور مع سكان الغلاف، قبل توليه في القريب منصب قائد فرقة غزة. ولكن أمس في الاحتفال الذي عقد بمناسبة انهاء ولايته كقائد للفرقة 99، التي قادها في القطاع اثناء الحرب، قام باثارة عاصفة جديدة.

في الخطاب الذي ظهر وكأنه تم أخذه من صفحة رسائل الحاخامات والنشطاء المتدينين القوميين، انتقد حيرام (الذي لا يعتمر القبعة) بصورة شديدة المجتمع الاسرائيلي وربط بشكل غير مباشر بين مذبحة 7 تشرين الاول وبين “ثقافة اسرائيل”، التي وصفها بأنها “تخضع للحظة”، وأنها تنشغل بـ “الاستمتاع والفجور”. وقد قال “الاعداء لاحظوا ذلك واعتقدوا أن هذا سيكون الوقت المناسب لتدميرنا”. الاستيقاظ في الحرب تحقق بفضل اكتشاف “القيم والمعتقدات القديمة التي توحدنا”.

حيرام ليس قائد الفرقة الاول الذي يثير عاصفة جماهيرية بأقواله اثناء الحرب. فقد سبقه العميد دان غولدفوس، الذي في خطاب له في شهر أيار طلب من السياسيين أن يكونوا جديرين بتضحية المقاتلين في القطاع. ولكن غولدفوس وجه اقواله للمستوى السياسي، حيرام ظهر وكأنه يوجه الانتقاد لقطاع كامل.  في توقيت لا يوجد توقيت اكثر حساسية منه بالنسبة له، اختار حيرام اغضاب مرة اخرى اجزاء واسعة في الجمهور، من بينهم سكان الغلاف الذين ينوي في القريب الدفاع عنهم، وعدد من جنود الاحتياط الذين قاتلوا تحت قيادته في الفرقة السابقة. ومثلما صاغ اقواله في الخطاب، فانه عبر عن موقف سطحي، بسيط، بدون الاخذ في الحسبان الاختلاف الشديد الذي يوجد في المجتمع الاسرائيلي. هذا لم يكن بالصدفة وايضا لا يقتصر على حيرام. بتشجيع سياسي كبير من اليمين فان القادة الذين قاتلوا في القطاع يسمحون لانفسهم بتوزيع العلامات على الجمهور، واحيانا ايضا على قادتهم، الجنرالات في هيئة الاركان.

في ظل الصدمة التي احدثتها حماس في 7 تشرين الاول حدثت هنا محاولة متعمدة للتفريق بين مستوى القيادة المقاتلة، الهجومية، وبين المستوى الذي يوجد فوقها، التي فقط تقع عليها المسؤولية عن الفشل والمذبحة. عمليا، كان يشارك في التصورات المختلفة رؤساء اركان، جنرالات، قادة فرق وألوية واصحاب مواقف سياسية مختلفة، من بينهم من يرتدون القبعة المنسوجة ومنهم لا. لا توجد للجيش أي سلطة اخلاقية للوم المجتمع الاسرائيلي، بالتأكيد عند أخذ في الحسبان أداءه في المذبحة وخلالها. مثل ضباط آخرين قبله كان من الافضل أن يكون حيرام، الذي قاتل ببطولة في الحرب، اكثر تمحيصا في اختيار كلماته. هو يصعب على نفسه وعلى الجيش الاسرائيلي عشية تسلمه للمنصب الذي فيه ثقة الجمهور اصبحت حاسمة بشكل خاص. هذه اقوال تثير الغضب وزائدة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى