ترجمات عبرية

هآرتس: العمليات الانتحارية لحماس هي رد على ما يحدث في غزة

هآرتس 20/8/2024، جاكي خوري: العمليات الانتحارية لحماس هي رد على ما يحدث في غزة

المشاهد في تل ابيب مساء أول أمس، وأكثر من ذلك تحمل حماس والجهاد الاسلامي المسؤولية عن محاولة تنفيذ العملية، اعادت بصورة معينة مشاعر كادت أن تنسى، وهي الخوف من العمليات الانتحارية في مركز الدولة. سيناريو الرعب سيء الصيت في التسعينيات وفي فترة الانتفاضة الثانية. ورغم أن محاولة تنفيذ هذه العملية فشلت إلا أن القضية لم تختف. والسؤال المطروح الآن هو يوجد لهذه التنظيمات قدرة عملياتية على اعادة العمليات الانتحارية الى مركز الصدارة.

هذا السؤال يتم التأكيد عليه ازاء الوضع القائم في الضفة الغربية التي فيها نسبة الغضب والاحباط تزداد فقط. وبالتأكيد ازاء النشاطات المتزايدة للجيش الاسرائيلي في المدن والقرى الفلسطينية واعمال التنكيل التي يقوم بها المستوطنون ضد السكان هناك. هذا الدمج لا يسبب إلا فقدان الأمل والمشاعر التي تخلق ارض خصبة لتجنيد الانتحاريين.

توقيت محاولة العملية مهم ايضا، بالتأكيد عندما يكون ذلك في ذروة عملية دبلوماسية وسياسية واسعة في محاولة للتوصل الى انهاء الحرب في القطاع؛ بالضبط في الفترة بين المحادثات في الدوحة والمحادثات في القاهرة وقبل لحظة من هبوط وزير الخارجية الامريكي، انطوني بلينكن، في اسرائيل. 

ماذا كان سيحدث لو أن هذه العملية الانتحارية تم تنفيذها حسب ما مخطط لها؟ كيف كانت حكومة اسرائيل الحالية سترد؟ كيف كانت ستؤثر على المفاوضات حول صفقة التبادل؟ لحسن الحظ أنه لا توجد حاجة للاجابة على هذه الاسئلة الآن، لكن من غير المؤكد أنها ستختفي تماما. حسب وجهة نظر الفلسطينيين، وبالاساس حماس والجهاد الاسلامي، الرسالة واضحة تماما: استمرار المماطلة في المفاوضات من اجل عقد الصفقة وافشالها على يد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لن تمر مرور الكرام. الصراع سيتغير وسيتصاعد، اذا لم يكن في القطاع فسيكون في داخل اسرائيل، والعمليات الانتحارية ستكون مرة اخرى هي الخيار. بمعنى ما هذا يعتبر وحدة ساحات من نوع آخر. ما يحدث في قطاع غزة يؤثر على الضفة، وما يشعر فيه الفلسطينيون في الضفة يؤثر على المدن الكبيرة في اسرائيل.

التوقيت مهم ايضا بمعنى آخر. فمن ناحية حماس الحديث لا يدور فقط عن ما يحدث في الفترة الاخيرة، بل ايضا عن ما لا يحدث. الضغط الدولي الخفيف لا يغير تقريبا أي شيء (وضغط العالم العربي ايضا). لقد يئسوا من الامم المتحدة، وايضا على المحكمة الدولية لا يعلقون الكثير من الآمال. وبشكل عام، غزة اصبحت مدمرة وغير قابلة للحياة فيها. عمليا، بقي ليحيى السنوار ورقتين رئيسيتين، نوع من العصا والجزرة: المخطوفون، الذين اطلاق سراحهم سيقتضي تحرير سجناء ووقف الحرب وانسحاب قوات الجيش الاسرائيلي؛ في المقابل، حرب عصابات ومحاولة لاشعال الضفة وعمليات ثأر داخل اسرائيل.

في حماس ينظرون الى الصيغ الكثيرة المتغيرة لاقتراحات الوسطاء ويرون شرك، الذي فقط تعريفه يتغير: وقف بالتدريج لاطلاق النار، مؤقت، خيار العودة الى القتال بعد انتهاء المرحلة الاولى، كل ذلك، حسب حماس، يوجد له معنى واحد وهو أن الولايات المتحدة تتبنى موقف اسرائيل، الذي في اساسه لا يوجد التزام بوقف الحرب والانسحاب الكامل، الى جانب فرض الفيتو على 100 اسم من السجناء “الكبار”. 

في الايام الاخيرة اهتموا في حماس بتسريب الاقتراح الامريكي، الذي درة التاج فيه هي تأجيل النقاش في انهاء الحرب بعد انتهاء المرحلة الاولى في الصفقة. هذا اضافة الى غياب تعهد واضح بالانسحاب من محور فيلادلفيا وتطبيق آلية رقابة في محور نتساريم؛ مطالبة اسرائيل ايضا بطرد وابعاد عشرات السجناء وحتى فرض الفيتو على اطلاق سراح آخرين.

في حماس يلاحظون بأنه من ناحية واشنطن هذه الصفقة يمكن أن تثمر تهدئة حتى الانتخابات في تشرين الثاني وانهاء قضية تحرير المخطوفين المدنيين، مثل كبار السن والنساء والاطفال وربما عدد من المجندات (مقابل عدد محدود من السجناء الفلسطينيين). المرحلة الثانية، كما يعتقدون في حماس، اقل اهمية بالنسبة للولايات المتحدة. ايضا من ناحية اسرائيل، يعتقدون، توجد اهمية اقل للمرحلة الثانية، ايضا بالنسبة للجنود المخطوفين والجثث، ولكن في غزة هم على قناعة بأن هؤلاء يعتبرون جزءا من ثمن المعركة بالنسبة لاسرائيل. لذلك فان الحرب الحقيقية لحماس هي على المرحلة الاولى، والتوقع بأن تكون الاخيرة ايضا. وإلا فانه ليس لديهم ما يخسرونه، ولتمت انفسهم مع الفلسطينيين والمخطوفين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى