هآرتس: الطرد الجماعي للفلسطينيين خارج الحدود لم يعد خيالياً

هآرتس 2023-02-07، بقلم: عميره هاس: الطرد الجماعي للفلسطينيين خارج الحدود لم يعد خيالياً
الحكومة الحالية خطيرة على الكثير من اليهود، وأيضاً على من صوتوا لأحزاب الائتلاف. وهي بالأساس خطيرة على جميع الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر. هي يمكن أن تنفذ خطط طرد، حيث كبار الوزراء فيها، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، بذلك بشكل علني. هم لا يكتفون بالطرد غير المباشر الذي نفذته حكومات “العمل” و”الليكود” (حظر البناء للفلسطينيين ودفعهم إلى مناطق “أ”، وإرسالهم إلى مستعمرة العقاب، غزة، وحرمانهم من المواطنة)، لكن من اجل الطرد الكبير إلى خارج حدود “ارض إسرائيل الكاملة” يجب خلق فوضى سياسية – عسكرية، أي حرب. في الحرب سيكون تكرار نكبة 1948 أسهل.
إذا كان الطرد الجماعي يبدو خياليا، فسنذكر بأنه إلى ما قبل فترة قصيرة كان الحديث عن عملية تشريع ضخمة غير ديمقراطية هذيانا ومقطوعا عن الواقع. في نهاية المطاف قبل أن يعمل وزراء العدل على إضعاف السلطة القضائية (التي لم تمنع التهجير والتمييز) فإن طرد الفلسطينيين من وطنهم نقش كخيار واقعي في أيديولوجيا وفي كوابح إسرائيل. حتى قبل إقامة الدولة اعتبرت الشعب الأصلي زائداً، وفي أسوأ الحالات تجاهلوا وجوده، وفي الحالات الفظيعة يتم التخلص منه.
خطر الطرد هو خطر ملموس؛ لأن معظم المتظاهرين ضد الحكومة على قناعة بأنه حتى الآن كانت إسرائيل ديمقراطية. هم عميان بصورة طوعية عن رؤية حقيقة أن ديمقراطية اليهود هي زمرة عسكرية بالنسبة للفلسطينيين. الديكتاتورية التي يحذرون منها تعمل الآن تقريبا منذ ستة عقود. ليس فقط المواطنون اليهود في إسرائيل والدروز يقومون بتعزيزها، بل أيضا اليهود في الشتات والذين يؤيدونها عاطفيا وماديا، والغرب المتنور في نظر نفسه، الذي يظهر تجاهها تسامحاً لا نهاية له.
الحكم العسكري في “المناطق” هو برلمان، حكومة، محكمة، سجان وجلاد معا. لا يوجد حتى الآن فصل بين السلطات. نحن نسيطر على جماعة سكانية واقعة تحت الاحتلال، ونحرمها من حقوق المواطنة، حتى قبل اختراع الأخبار الكاذبة يقولون، إن كل شيء قانوني. أجيال من الاسرائيليين، من بينهم معظم الذين يتظاهرون الآن، تم تدجينهم لرؤية جميع أنواع الطرد (الصغيرة) طبيعية. سكان مسافر يطا وطردهم (بمصادقة المحكمة العليا) لا يشغلونهم.
المثليون سيصعبون على مبادرات التشريع ضدهم. وسيثير إقصاء النساء معارضة اكثر مما يقدر حزب “نوعام”. المس المخطط له بكبار السن والمرضى والعمال والطلاب سيزرع بذور عدم الراحة أيضا في أوساط مصوتي “شاس” و”الليكود”. ولكن المس الشديد بالفلسطينيين توجد له في الكنيست أغلبية اكبر من حجم الائتلاف، كما تشهد على ذلك نعمه لزيني وجلعاد كريب من حزب العمل، اللذان يعتبران أملا اجتماعيا وأثبتا بأن هناك إجماعا على التمييز ضد الفلسطينيين. هم من بين أعضاء المعارضة الذين صوتوا، يا للعار، لحكومة الاستبداد والتدمير لصالح سحب المواطنة من الفلسطينيين من مواطني إسرائيل. الآن هم يتمسكون بهذه الذريعة، وفي الغد سيذهبون إلى غيرها لتأييد طرد أوسع. هم ومصوتوهم ومؤيدو اليمين المعتدل لبني غانتس وجدعون ساعر وإفيغدور ليبرمان لن يستلقوا تحت إطارات الشاحنات من اجل إفشال الكابوس الذي يقوم اليمين الاستيطاني بحياكته.
هذا لا يعتبر نبوءة. من المحظور التنبؤ بكارثة من فعل الإنسان وكأنها مكان ثابت في الفضاء، الذي يُعتبر الوصول إليه مسألة وقت فقط. هذا تحذير، صرخة، صرخة “أنقذونا”.