ترجمات عبرية

هآرتس / الصين ملت الاهمال

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 31/5/2018

وحده خليط من طمع المال والعنصرية يمكنه ان يشرح كثرة القتلى في فرع البناء في اسرائيل واللامبالاة التي تلقاها هذه الظاهرة. فقد قتل أمس منير صالح في موقع بناء الشركة التنفيذية “عندي نور – شركة بناء محدودة الضمان” في بني براك. صالح هو القتيل الـ 17 الذي يتوفى في حادثة في فرع البناء هذه السنة.

قبل ثلاثة اسابيع قتل في حادثة عمل في موقع البناء لشركة “اسكان وبناء” في هار حوتسفيم في القدس عامل صيني، الثاني منذ بداية السنة. حكومة الصين، التي اثارتها حالات الموت المتواترة لعمال مواطني الصين ممن يعملون في اسرائيل، وكذا ايضا حالة الامان العليلة في مواقع البناء في البلاد، استخدمت الفيتو على ادخال عمال صينيين الى 36 موقع بناء.

يتبين أن سمعة اسرائيل السيئة تسبقها، ولهذا ففي الاتفاق الذي وقعته اسرائيل والصين قبل سنة ونصف حول جلب 20 الف عامل بناء الى اسرائيل، أصر الصينيون على ان يقروا بشكل تفصيلي كل موقع بناء. ولعار اسرائيل، فان حالة الامان في مواقع البناء سيئة، والرقابة والردع هزيلين لدرجة ان الصين شغلت أربعة مراقبي بناء من جانبها.

غير أن الرقابة الصينية لا تجري الا في المواقع التي يعمل فيها مواطنون صينيون، وفي المواقع التي استخدمت الحكومة الصينية الفيتو عليها يعمل عمال آخرون، لا تحميهم أي حكومة كما ينبغي، وبالتأكيد ليست حكومة اسرائيل.

في الـ 15 سنة الاخيرة قتل في اسرائيل نحو 500 عامل بناء. “فرع البناء كثير المخاطر”، صرخ مراقب الدولة يوسف شبيرا في تقرير حاد نشر قبل نحو ثلاثة اسابيع قال فيه ان الهيئات الحكومية المسؤولة عن الامان في فرع البناء أهملت في عملها. ومنذ سنين لا يتخذ مسجل المقاولين خطوات ضد الاف المقاولين العاملين في الفرع وليسوا مسجلين حسب القانون. يتبين أنه حتى عندما يصدر مدير الامان أوامر امان ضد مقاولين معينين وينقل الاوامر الى مسجل المقاولين، لا يتخذ المسجل وسائل ضبط وربط ضد هؤلاء المقاولين. وعلى حد قول المراقب، فان وزارة البناء ومسجل المقاولين “لا يستخدمان منظومة انفاذ ناجعة وفاعلة تتضمن آلية لجمع الادلة” ضد المقاولين، وكنتيجة لذلك لا ترفع لوائح اتهام بحقهم.

لقد دعا مراقب الدولة وزير البناء، وزير المالية ووزير العمل، الرفاه والخدمات الاجتماعية “للعمل بنشاط على اصلاح مواضع الخلل”. غير أنه في الموجة الشعبوية والعنصرية التي تجتاح اسرائيل من الصعب التفكير في ضغط جماهيري يؤدي الى وقف التسيب في فرع البناء. طالما لا يدور الحديث عن يهود، فمن يهمه ان عشرات العمال يقتلون والمئات يصابون كل سنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى