هآرتس: الصور الجوية تشهد على أن 70% من المباني في القطاع غير صالحة للسكن

هآرتس 16/7/2025، نير حسون: الصور الجوية تشهد على أن 70% من المباني في القطاع غير صالحة للسكنللسكن
لا يوجد لسكان القطاع أي مكان للعودة اليه، العالم جعل روتين حياتهم أمر عادي، هم كانوا ولم يعودوا موجودين”، قال عيدي بن نون، المحاضر في قسم الجغرافيا ورئيس وحدة الخرائط في الجامعة العبرية. “الدمار موجود في كل المستويات، من مستوى البيت الذي تم تدميره، المؤسسات العامة، مكان العمل، مؤسسات التعليم والاراضي الزراعية. كل شيء تم تدميره”.
في الفترة الاخيرة حلل بن نون صور جوية من القطاع بواسطة خوارزميات من اجل قياس حجم الدمار. حسب تقديره فان 160 ألف مبنى، 70 في المئة من المباني في غزة، تعرضت لضرر كبير (تدمير ليس اقل من 25 في المئة)، الامر الذي يجعلها مكان غير صالح للسكن. وحسب قوله فان نسبة الدمار يمكن ان تكون اعلى، حيث ان قدرة الاقمار الصناعية على تشخيص الاضرار في جدران المبنى بدون انهيار السقف محدودة.
حسب بن نون فان مدينة رفح، التي تواجد فيها حتى بداية الحرب حوالي 275 ألف نسمة، تعرضت للضرر الاخطر، مع تدمير كامل أو جزئي لـ 89 في المئة من المباني. حسب تقديره في نيسان تم تدمير في المنطقة ألفي مبنى بالمتوسط في كل شهر. في الاسابيع الاخيرة كشفت الحكومة عن خطة اقامة “المدينة الانسانية” على انقاض رفح، التي سيتم فيها تجميع معظم سكان القطاع.
اضافة الى ذلك بن نون قال انه في خانيونس تم تدمير 63 في المئة من المباني. وفي شمال غزة، المحافظة التي فيها بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا للاجئين، تم تدمير 84 في المئة من المباني. وتم تدمير 78 في المئة من المباني في مدينة غزة. بن نون اشار الى ان المنطقة الوحيدة التي تم فيها تدمير اقل من 50 في المئة هي دير البلح. فهناك حسب تقديره تم تدمير 43 في المئة من المباني.
معطيات بن نون اعلى من التي نشرت حول هذا الامر حتى الان. حسب معطيات مركز الاقمار الصناعية التابع للامم المتحدة فانه حتى نيسان الماضي اكثر من 50 في المئة من مباني القطاع تم تدميرها بالكامل، او تعرضت لضرر كبير، وهناك اشارة الى اضرار بـ 15 في المئة من المباني الاخرى. في الامم المتحدة قدروا انه الى جانب البيوت للسكن فان الجيش الاسرائيلي دمر 2308 مؤسسة ومؤسسة تعليمية، من رياض الاطفال وحتى الجامعات. حسب هذه المعطيات فان جميع الجامعات في القطاع تم تدميرها بشكل كامل أو جزئي، و501 مدرسة من بين الـ 554 مدرسة في القطاع لا يمكن استخدامها قبل اجراء الترميم الشامل. اضافة الى ذلك 81 في المئة من الشوارع في القطاع تم تدميرها.
في الامم المتحدة يقدرون أن وزن انقاض المباني في غزة هو 50 مليون طن، 137 كغم من الانقاض لكل متر في القطاع. من الشاطيء وحتى الجدار بين معبر ايرز ورفح. في شهر اب قدر معهد الامم المتحدة للابحاث بان كمية انقاض المباني في غزة هي 14 ضعف الانقاض التي حدثت في جميع الصراعات المسلحة منذ العام 2008. قبل بضعة اشهر قدرت الامم المتحدة بان اخلاء الانقاض سيستغرق 21 سنة، بتكلفة تبلغ 1.2 مليار دولار.
في بداية الحرب كان الاضرار بالمباني بواسطة المواد المتفجرة، سواء القنابل التي القاها سلاح الجو أو المباني التي تم تفخيخها وتفجيرها من قبل سلاح الهندسة. ولكن في الاشهر الاخيرة يتم التدمير بالاساس بواسطة وسائل ميكانيكية، على الاغلب بواسطة مقاولين اسرائيليين خاصين يعملون بحماية الوحدات المقاتلة. الضباط يشهدون على ان المقاولين يمكن ان يكسبوا خمسة آلاف شيكل مقابل كل مبنى يهدمونه، وأنهم يضغطون على القادة في الميدان لتوسيع مجال التدمير، وتوفير لهم قوات لحماية الآلات الهندسية والسائقين.
احد ابطال تدمير المباني في القطاع هو الحاخام ابراهام زرفيف، الذي يعمل سائق لجرافة دي9 في اطار خدمته في الاحتياط. وقد تفاخر بعمله في عدة مقابلات، وآخرها كان في موقع “بشيفع”. “رفح الآن نظيفة. لا توجد رفح”، قال الحاخام. “شمال القطاع تقريبا ينام على الارض، في خانيونس يعالجون الآن الامر، ايضا سيقومون بتصفيتها. لماذا لا يحدث ذلك خلال 12 يوم مثلما في ايران؟ يبدو أنه بسبب الجانب الروحي، حيث في قطاع غزة العمل مختلف. حسب رأيي المتواضع فانه في قطاع غزة الله يريد ان يكون العمل ببساطة تنظيف المنطقة. تنظيف هذا الشر الكبير، الشر الذي لم نشاهد مثله في الاجيال الاخيرة، يجب محوه”.
اقوال من هذا النوع تتساوق مع خطط الحكومة، العمل على طرد سكان غزة، ومن بينها خطة ترامب، “الهجرة الطوعية”. نتنياهو اكثر من التطرق لهذه الخطة، وحتى انه قال للجنود بان “الحكومة تعمل على ايجاد دول تستوعب لاجئين من غزة. أنا اؤمن بان 50 في المئة منهم واكثر سيخرجون. وحسب رأيي، ربما اكثر بكثير من ذلك”.