ترجمات عبرية

هآرتس – الصفعة وعقابها

هآرتس – بقلم  عميره هاس – 20/4/2021

تهمة عيسى عمرو هي رفضه أن يغادر المكان، ومحاولته هو ونشطاء حقوق انسان آخرين منع عملية طرد الفلسطينيين من الخليل “.

المستوطنة عنات كوهين يمكن أن تدفع سبعة آلاف شيكل لأحد سكان الخليل وهو عيسى عمرو بسبب قيامها بصفعه عندما كان هو وآخرون يرافقون طلاب فلسطينيين الى المدرسة. هكذا حكمت في الاسبوع الماضي محكمة الصلح في القدس، التي ناقشت الدعوى التي قدمها عمرو ضد كوهين.

المحكمة رفضت الدعوى المضادة التي قدمتها كوهين، التي هي حسب افادتها رئيسة قسم التعليم في المستوطنة اليهودية في الخليل. المحاكمة نفسها بوثائقها الكثيرة، هي تذكار مؤلم وضروري للدمج العنيف لسياسة حكومية وعدوانية المستوطنين والقمع عسكري. وهي المسؤولة تقريبا عن تفريغ البلدة القديمة في الخليل من السكان الفلسطينيين.

الدعوى التي قدمها عمرو تركزت في حادثة واحدة حدثت في 10/2/2019. الدعوى المضادة لكوهين تبدأ في 1929، عندما قام الفلسطينيون بذبح سكان يهود الخليل. وذكر في الدعوى ايضا اتفاق اوسلو ومواجهات مع جنود. وقد غاب عن الدعوى المضادة قتل المصلين الفلسطينيين في الحرم الابراهيمي في شهر رمضان، في شهر شباط 1994، على أيدي باروخ غولدشتاين.

في شباط 2019 أوقف بنيامين نتنياهو نشاطات “تي.آي.تي.اتش”، وهي منظمة المراقبين الدوليين التي تم تشكيلها في اعقاب المذبحة التي نفذها غولدشتاين والتي تم وضعها في الخليل. ضمن امور اخرى، رافقت طواقم هذه المنظمة طلاب مدرسة قرطبة الذين عانوا من تنكيل المستوطنين.

في ظل غياب المرافقين الدوليين خاف الاولاد من العودة الى التعلم. عيسى (41 سنة) وعدد من النشطاء الذين يرتدون ستر زرقاء، قرروا مرافقتهم في جزء من شارع الشهداء، الذي يسمح الجيش الاسرائيلي للفلسطينيين بالسير فيه. واحتجاجا على ذلك فان كوهين والمستوطن عوفر اوحانا ظهرا في المكان الذي تجمع فيه الجنود ورجال الشرطة.

كوهين توجهت نحو الاولاد والنشطاء الفلسطينيين. شرطي قال لها: “عنات، بدون ضرب، بدون ضرب”. كوهين قامت بمهاجمة مراسل وضربت كاميرته. عمرو طلب من رجال الشرطة اعتقالها (أي أن يتم وقفها). ضابط شرطة قال ايضا: “عنات، بدون ضرب”. الشرطي حاول الفصل بينها وبين عمرو. ولكن كوهين تجاوزته وأمرت رجال الشرطة بقولها “أبعدوهم”. وصرخت نحو عمرو: “ما معنى أن يعتقلوني؟ اخرس، اغتصب واذبح” (صدى ما قيل في 1929).

عندما كان الشرطي قريبا منهم، اوحانا وقف الى جانب الناشط الفلسطيني وكوهين قامت بصفع وجه عمرو، هو تصرف حسب مبدأ عدم العنف الذي تبناه منذ بداية نشاطه في 2002/ 2003. هو لم يرد عليها. هو فقط سأل الشرطي: هل رأيت كوهين وهي تصفعني. وكوهين عادت وصرخت: “أنت تستحق ذلك، ما الذي تفعله هنا؟ اذهب الى يطا، اذهب الى بيتك”. لا توجد لعمرو أي علاقة بمدينة يطا الفلسطينية. فهو ولد في البلدة القديمة في الخليل. وفي نهاية المطاف كما هو متوقع، الجنود والشرطة امتثلوا لكوهين واوحانا (الذي هدد هو ايضا وصرخ: يلا، اذهبوا من هنا”)، وقاموا بطرد عمرو والفلسطينيين الآخرين من المكان.

في الدعوى المضادة كوهين في الحقيقة لا تتهم عمرو بقتل اليهود في العام 1929 أو بالمسؤولية عن اتفاقات اوسلو، بل هي تلقي عليه الاتهامات التي حتى النيابة العسكرية الاسرائيلية لم تخترعها ضده، مثل العضوية في جماعات تنفذ عمليات محظورة، المسؤولية عن رشق الحجارة والقاء الزجاجات الحارقة، “قيادة مشاغبين” واتهامات من نوع الاتهامات العنصرية. وكما قلنا، المحكمة في القدس نفت صحة ومنطقية هذه الاتهامات.

في جلسة البينات في المحكمة، وبعد أن اظهر محامي عمرو، ايتي ماك، فيلم عن الحادثة، قالت كوهين: “أنا لا اعرف (هل صفعت عمرو). أو أنني تحدثت عن طريق الأيدي”. عندما سأل ماك ماذا قصدت بقولها عندما قالت “أنت تستحق ذلك” بوجود رجال الشرطة، اجابت: “إنه يستحق الذهاب ومغادرة المكان”.

من الواضح أنه في نظر كوهين، تهمة عمرو هي رفضه “مغادرة المكان”. وبهذا هو ونشطاء حقوق انسان آخرين، حاول ويحاول وقف عملية طرد الفلسطينيين من الخليل.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى