ترجمات عبرية

هآرتس / الشرطة تمنع نشر اسماء المشاركين – في بيع البيت للمستوطنين في الحي الاسلامي

هآرتس – بقلم  نير حسون – 21/10/2018

في اعقاب قضية بيع بيت في الحي الاسلامي في القدس للجمعية اليمينية  عطيرت كوهنيم فقد منعت الشرطة في الاسبوع الماضي اجراء تحكيم في الموضوع من قبل شيخ معروف من شرقي القدس. حسب ادعاءات مصادر فلسطينية في المدينة فان هذه الخطوة استهدفت منع نشر اسماء المتورطين الفلسطينيين في البيع. أمس اعتقل الشباك والشرطة شخصيتين كبيرتين فلسطينيتين، كما يبدو بتهمة التورط في القضية.

القضية كشفت قبل نحو اسبوعين، في حينه اكتشف السكان الفلسطينيون في البلدة القديمة بأن مبنى كبير قرب أحد ابواب الحرم انتقل من أيدي الفلسطينيين الى أيدي اسرائيليين. في السنوات الاخيرة انتشرت شائعات عن بيع البيت لجمعية مستوطنين، ودخول سكان يهود الى المبنى قبل وقت سابق في هذا الشهر اثار تبادل اتهامات بين شخصيات كبيرة فلسطينية في القدس وفي السلطة الفلسطينية، لا سيما بين مقربي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وبين مقربي خصمه محمد دحلان.

البيت كان يعود لعائلة جودة الفلسطينية، من العائلات المعروفة في القدس. رئيس العائلة أديب جودة يعمل من خلال علاقاته العائلية كـ “حامل المفاتيح” لكنيسة القيامة. أبناء العائلة حاولوا بيع البيت قبل نحو سنتين لرجل الاعمال فادي السلامين، وهو فلسطيني يعيش في الولايات المتحدة وهو منتقد عالي الصوت للفساد في السلطة الفلسطينية. السلامين يعتبر ايضا من مقربي دحلان. السلطة أحبطت عملية البيع عن طريق تجميد الحسابات البنكية لسلامين وجودة.

في اعقاب احباط الصفقة توجه جودة الى شخص آخر هو خالد عطاري الذي يعتبر مقرب من شخصيات كبيرة في السلطة الفلسطينية، وبالاساس من رئيس الاستخبارات الفلسطينية ماجد فرج. عطاري اشترى المبنى كما يبدو بمبلغ 2.5 مليون شيكل، وسجله باسم شركة اجنبية مسجلة في جزر في البحر الكاريبي التي بملكيته. بعد بضعة اشهر دخل يهود للسكن في البيت. في الاسبوع الماضي بدأعدد من كبار الشخصيات في شرقي القدس وعلى رأسهم الشيخ عبد الله علقم، من مخيم شعفاط للاجئين، وهو شخص معروف جدا وذو قوة في شرقي المدينة، باجراء تحكيم فيما يتعلق بشخص يقف من وراء بيع البيت لليهود.

في لقاء التحكيم الاول الذي عقد بصورة علنية ووثق في الفيس بوك حاول عطاري الدفاع عن نفسه وقال إن السلامين هو الذي أوعز اليه بشراء البيت لصالح جمعية عطيرت كوهنيم. السلامين الموجود في الولايات المتحدة نفى هذه الامور بشدة ومقربوه نشروا وثائق منها يتبين أن عطاري هو المسؤول عن البيع. في نهاية اللقاء الاول اعلن علقم بأنه ينوي أن يعقد مساء يوم الخميس جلسة نقاش اخرى التي في نهايتها سيعلن من هو المسؤول عن البيع. ولكن في صباح يوم الخميس اقتحمت الشرطة بيته وبيتي اثنان آخران شاركا في النقاشات، فادي مطور وكامل أبو قويدر، واعتقلتهم. الثلاثة تم التحقيق معهم بتهمة تهديدات للعطاري. أبو قويدر اطلق سراحه بعد أن جرى تحذيره بعدم الاقتراب من عطاري، علقم ومطور اطلق سراحهما بعد أن رفضت قاضية محكم الصلح، حافي توكر، طلب الشرطة بتمديد اعتقالهما لستة ايام. لقاء التحكيم الآخر لم يعقد.

أمس اعتقلت الشرطة والشباك شخصيتان فلسطينيتان كبيرتان، محافظ القدس في السلطة الفلسطينية عدنا غيث وقائد المخابرات الفلسطينية في القدس جهاد الفقيه. احتمالية اخرى هي أن غيث اعتقل كتمهيد قبيل اخلاء قرية الخان الاحمر البدوية في الضفة، حيث أن غيث من النشطاء الفلسطينيين البارزين في ذلك المكان.

مصادر فلسطينية في المدينة ادعت أن خلفية اعتقالهم هي قضية بيع البيت والخوف من مسهم بمن يبيعون الاراضي كاسلوب للسلطة لتطهير اسمها. “25 سنة أنا اعمل ولم يحدث في أي يوم شيء كهذا”، قال شخص متورط في صفقات عقارية في شرقي القدس. “الناس يخافون، الوضع سيء جدا. التجار يخافون أن يقتلوهم من اجل اخافة شخص ما”. أمس قال نفس الشخص بأن مجهولين اطلقوا مخزني كلاشينكوف قرب بيته كوسيلة لتهديده.

في محادثة مع “هآرتس” هاجم سلامين بشدة السلطة الفلسطينية. “هذه مؤامرة مذهلة. هم يجرمونك، يجمعون النقود وحينها يقتلونك، أو يضعونك في المعتقل، ولكن هذه المرة هذا لم ينجح معهم لأنهم تركوا الكثير من الاطراف غير المحبوكة”، قال، “هم لم يأخذوا بالحسبان أن طريقة تفكير سكان القدس ليست مثل تفكير سكان الضفة الغربية. أنت لا تستطيع أن تبيعهم كل شيء، وهم لا يتأثرون بالشائعات بسهولة. يوجد في القدس حرية تعبير اكثر ضد السلطة. لو كنت في الضفة الغربية لكنت اليوم في السجن. كانوا سيأخذون المال وفي النهاية يخرجون ابطال”.

في السلطة الفلسطينية ادانوا بشدة الشخصيتين البارزتين وقالوا إن هذا هجوم مباشر على الوجود الفلسطيني في المدينة.

من شرطة اسرائيل جاء: “مع تلقي التقرير في الشرطة عن الاتهام بالتهديد تم اعتقال المشبوهان للتحقيق.  التحقيق يجري في هذه الايام ومن طبيعة الامور أننا لا نستطيع اعطاء تفاصيل اكثر من ذلك حوله. شرطة اسرائيل ستواصل التحقيق في الحادثة بصورة جذرية بهدف الوصول الى الحقيقة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى