هآرتس: الشباك يفحص اذا كانت قطر عملت على تجنيد مستشاري نتنياهو كعملاء تأثير

هآرتس 17/2/2025، عاموس هرئيل: الشباك يفحص اذا كانت قطر عملت على تجنيد مستشاري نتنياهو كعملاء تأثير
فحص الشباك لعلاقات شخصيات رفيعة في مكتب رئيس الحكومة مع قطر سيتركز حول الاشتباه بأن هذه الامارة الخليجية حاولت تشغيل بعض مستشاري رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كـ “عملاء تأثير” من قبلها في إسرائيل. بيان الشباك حول البدء في عملية الفحص يثير العصبية في محيط رئيس الحكومة. ابواق نتنياهو بدأت في هجوم علني ضد رئيس الشباك رونين بار وهددت بأنه سيعزل من منصبه في الاثام القريبة القادمة.
قطر، مثلما كتب هنا في السابق، لا تعتبر في إسرائيل دولة عدوة. إسرائيل تقيم معها علاقات سياسية وتجارية منذ ثلاثين سنة، على الأقل من بداية عملية أوسلو في 1993. في العقد الأخير تعززت العلاقات بالأساس في ظل حكومات نتنياهو. يوسي كوهين، في منصبه كرئيس لمجلس الامن القومي وبعد ذلك عندما كان رئيس الموساد، قام باجراء كمبعوث لنتنياهو الاتصالات مع القطريين، وفي 2018 عقد معهم الاتفاق لنقل 30 مليون دولار في الشهر الى قطاع غزة.
معظم كبار رؤساء جهاز الامن كانوا شركاء في هذه العملية ورأوا فيها حل معقول، حتى في ظل التخوفات – التي كان نتنياهو شريكا فيها – شن حرب واسعة مع حماس. المعارض الرئيسي لهذا الاتفاق في حينه كان رئيس الشباك نداف ارغمان. الأموال التي يبدو أنها استخدمت لدفع رواتب موظفي السلطة في القطاع ومساعدة العائلات المحتاجة، ساعدت بشكل غير مباشرة حماس في تخصيص الأموال لتعززها العسكري. الى جانب ذلك فان شركات إسرائيلية، التي بعضها بملكية خريجي جهاز الامن، اقامت علاقات متشعبة مع القطريين، في مرات كثيرة كان ذلك بتشجيع من المستوى السياسي. ولكن هذه ليست الشكوك التي تفحص الآن فيما يتعلق بالمستشارين الإعلاميين لنتنياهو. يونتان اوريخ، شرولك اينهورن وايلي فلدشتاين، مشتبه فيهم أيضا بالتورط في تسريب الوثائق السرية من شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”.
اوريخ تم التحقيق معه، اينهورن سيتم التحقيق معه، لكنه لا يأتي الى البلاد من مكان اقامته في صربيا، وفلدشتاين يوجد في الإقامة الجبرية بعد أن قضى بضعة اشهر في السجن. الادعاء الذي يتم فحصه بشأنهم في القضية القطرية هو أنهم من ناحية عملوا في القضايا اليومية والحساسة في مكتب رئيس الحكومة، من الحملات السياسية وحتى التدخل في مواضيع امنية، وباليد الثانية اقاموا علاقات تجارية خاصة مع قطر، التي تتعلق بالأساس بتحسين صورة الدوحة إزاء علاقاتها العميقة مع حماس وحركة الاخوان المسلمين. الاشتباه بوجود تناقض مصالح اصبح واضحا اكثر منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، في 7 تشرين الأول 2023. وهو يترجم الى شبهات محددة على صعيدين – إمكانية أنه تم الاضرار بالحفاظ على اسرار استخبارية، والخطر في أن قطر حاولت استخدام مستشاري نتنياهو كـ “عملاء تأثير” من قبلها في القدس. يجب التذكر بأن كل ذلك يحدث عندما اصبح معروفا أنه كان هناك عدم تنظيم في ضمان السرية الأمنية لفيلدشتاين، وبالصورة التي حصل فيها على أجرة – من غير المؤكد أنه في هذا الشأن كان استثنائي في المكتب.
رد الشباك على استجواب أعضاء الكنيست نعمة لزيني وجلعاد كريب (الديمقراطيين) نشر في وسائل الاعلام أول أمس في المساء، في الوقت الذي كان فيه نتنياهو يجري استشارة هاتفية مع كبار رؤساء جهاز الامن. منذ ذلك الحين فان بار يوجد مرة أخرى في مرمى هدف ماكنة السم. فهو متهم بالتنكيل بنتنياهو وتأخير التحقيقات الداخلية في الشباك حول المذبحة (القضية التي يظهر فيها من يؤيدون بيبي الاهتمام)، ويتم تهديده بالاقالة في الوقت القريب. ولكن بار بعيد عن أن يكون شخص ساذج. فمجرد فتح تحقيق يمكن أن يصعب على نتنياهو اقالته. لأنه في المحكمة العليا يمكن التقرير بأن رئيس الحكومة موجود في حالة تناقض مصالح في اتخاذ قرار حول الإقالة. خلافا لرئيس الأركان هرتسي هليفي، الذي بضغط من نتنياهو اعلن عن استقالته وسيترك الجيش بعد أسبوعين ونصف، فان بار يبدو في هذه الاثناء وكأنه قرر البقاء والنضال على منصبه.
الخلفية ليست فقط محاولة رئيس الحكومة القاء المسؤولية على المستوى المهني بشكل حصري حول إخفاقات 7 أكتوبر، بل الخوف من أن يحاول نتنياهو تعيين في منصب رئيس الشباك أحد رجاله. معهد الأبحاث “زولت” للمساواة وحقوق الانسان نشر في تشرين الثاني الماضي ورقة موقف حذر فيها من تعيين دمية لرئاسة هذا الجهاز. حسب المعهد فان نتنياهو يمكن أن يحاول تحويل الشباك الى ذراع خاص له لتنفيذ القانون. يشارك في هذا التخوف كثير من كبار رجال هذا الجهاز والرؤساء السابقين فيه.
اليوم الـ 500
ارسالية القنابل الدقيقة بوزن طن وصلت مؤخرا في سفينة من الولايات المتحدة الى إسرائيل بعد عدة اشهر كثيرة من التأخير من قبل إدارة بايدن. قرار الغاء التجميد اتخذته إدارة ترامب، التي يمكنها في المستقبل أن تصادق في القريب أيضا على ارسال 130 جرافة “دي9” للجيش الإسرائيلي. الإدارة السابقة قامت بتأخير المساعدات بسبب خلاف حول دخول الجيش الإسرائيلي الى رفح في أيار السنة الماضية. ارسال الارساليات يعرض في حكومة إسرائيل كدليل على امرين: تعزيز الدعم من الولايات المتحدة وتحسين القدرات العسكرية لإسرائيل اذا تم استئناف القتال في القطاع.
اليوم هو اليوم الـ 500 للحرب. من بقوا على قيد الحياة من بين الـ 73 مخطوف، الذين ما زالوا في القطاع (التقدير هو أن الحديث يدور عن اقل من نصفهم)، لا يعرفون بالتأكيد متى وهل أصلا سيعودون الى بيوتهم. الواضح، سواء بالنسبة لهم أو بالنسبة لمن يتابعون الحرب من الخارج، هو أن تحريرهم لن يتحقق بواسطة الضغط العسكري فقط، وأن استئناف القتال يمكن أن يرفع كثيرا المخاطرة بموت المخطوفين في الاسر.
في هذه الاثناء حاشية نتنياهو تنثر تنبؤات حول إمكانية تغيير صيغة صفقة المخطوفين مع حماس، والسماح بتمديد المرحلة الأولى فيها. في هذه الاثناء في اطار هذه المرحلة، التي ستنتهي في بداية شهر آذار القادم، سيتم تحرير ستة مخطوفين أحياء آخرين، بعدهم يتوقع إعادة ثمانية جثامين لمخطوفين آخرين. إسرائيل تحاول تحسس حل يمكن من تحرير مخطوفين آخرين على قيد الحياة من بين الـ 59 الاحياء والاموات المشمولين في المرحلة الثانية، استمرارا للمرحلة الأولى. معنى ذلك سيكون أن حماس ستطلق سراح مخطوفين آخرين قبل تفي إسرائيل بالتزامها بالانسحاب من محور فيلادلفيا، وفي الواقع الانسحاب بشكل شامل من القطاع. احتمالية ذلك تظهر ضئيلة، أيضا حماس بالتحديد راكمت ثقة جديدة على خلفية ادخال ارساليات كبيرة من المساعدات الإنسانية وسيطرتها بالتدريج على مراكز القوة في قطاع غزة.
حول رئيس الحكومة تطرح كل أنواع الأفكار لشروط التقدم في الصفقة، من بينها الحصول على تعهد بشأن نزع السلاح من القطاع في المستقبل، أو عدم مشاركة حماس في سلطة مستقبلية هناك. أيضا الإدارة الامريكية تظهر تعاطف معين مع هذه الأفكار. صعوبة نتنياهو الأساسية هي داخلية. اذا لم يستأنف القتال بعد المرحلة الأولى، ويحاول الدفع قدما بتحرير مخطوفين آخرين مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، فانه سيضع في امتحان صعب التحالف بينه وبين شركاءه في اليمين المتطرف. ويضاف الى ذلك صعوبات أخرى: مطالبة الجمهور المتزايدة بإعادة جميع المخطوفين بعد أن عاد بعضهم في حالة صحية ونفسية مثيرة للقلق؛ تحفظ رجال الاحتياط من العودة الى القطاع بدون اجماع؛ وتصميم الأحزاب الحريدية على تمرير قانون شرعنة الاعفاء من الخدمة في الجيش رغم انتقاد الجمهور الواسع.
موقف الإدارة الامريكية هو أنها هي التي تحسم. حسب الإشارات من محيط نتنياهو فان الرئيس الأمريكي سيتساوق مع استئناف القتال في القطاع لفترة محدودة، بصورة ستجبي من حماس ثمن عسكري آخر، وربما فرض تنازلات سياسية أخرى عليها. في المقابل، بقي موقف السعودية. المملكة ستضع عقبات امام الدفع قدما بصفقة مع الولايات المتحدة اذا استمرت الحرب والدمار، ولم يعرض في الأفق أي حل سياسي للقضية الفلسطينية.