هآرتس: السعودية تقرر: اتفاق مع الولايات المتحدة سينتظر تسلم ترامب مهام منصبه

هآرتس 1/12/2024، أمير تيفون: السعودية تقرر: اتفاق مع الولايات المتحدة سينتظر تسلم ترامب مهام منصبه
السعودية اعلنت في نهاية الاسبوع بأنها لا تنوي الدفع قدما في هذه الاثناء بالمفاوضات على التوصل على حلف دفاع مع الولايات المتحدة، وذلك بسبب الصعوبة في التغلب على العامل الاسرائيلي – الفلسطيني في مثل هذا الاتفاق على خلفية الحرب في غزة. هذا الاعلان وضع حدا للجهود التي استمرت لاربع سنوات من جانب ادارة بايدن للدفع قدما باتفاق ثلاثي مع السعودية واسرائيل، الامر الذي كان يمكن أن يكون الانجاز الرئيسي للرئيس الامريكي في الشرق الاوسط. مع ذلك، السعودية تطمح الى استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة بعد دخول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الابيض في 2025.
في السنوات الاخيرة حاولت ادارة بايدن بلورة اتفاق تطبيع بين اسرائيل والسعودية، كجزء من عملية دبلوماسية واسعة استهدفت التوقيع على حلف دفاع بين امريكا والسعودية. هذا الاتفاق كان يمكن أن يشمل تعهد امريكي حول اعطاء مساعدات عسكرية للسعودية في حالة مهاجمتها، وايضا السماح بعقد سلسلة طويلة من صفقات السلاح بين الدولتين. اتفاق كهذا يحتاج الى تأييد ثلثي اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي، وفي الادارة الامريكية قدروا بأنه اذا كان هذا الاتفاق سيشمل ايضا التطبيع بين اسرائيل والسعودية فسيكون من الاسهل تجنيد تأييد له في الحزبين، الديمقراطي والجمهوري.
المفاوضات حول عقد اتفاق تطبيع بين اسرائيل والسعودية، اضافة الى حلف دفاع بين امريكا والسعودية، وصلت الى مرحلة متقدمة في ايلول 2023. ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قال في حينه بأنه كل يوم السعودية تقترب الى انعطافة تاريخية مع اسرائيل. التطبيع بين الدولتين كان يمكن أن يشمل ايضا بادرة حسن نية ما من قبل اسرائيل لصالح الفلسطينيين. ولكن المفاوضات حول هذا الشأن توقفت بعد هجوم حماس في 7 اكتوبر والحرب في غزة. خلال الحرب تشددت السعودية في موقفها حول القضية الاسرائيلية – الفلسطينية، واعلنت أنه لا يمكن أن يكون تطبيع مع اسرائيل بدون تقدم حقيقي في اقامة الدولة الفلسطينية.
في الاشهر الاخيرة دخلت المفاوضات حول ذلك الى التجميد. حيث اوضحت السعودية للولايات المتحدة بأنه لا يمكنها التقدم مرة اخرى امام اسرائيل بدون انهاء الحرب في غزة. في هذه الفترة عزز ابن سلمان علاقته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزير خارجية السعودية، فيصل بن فرحان، استضاف مؤخرا مؤتمر للدول العربية في موضوع قطاع غزة، الذي اتهم فيه بن سلمان اسرائيل بتنفيذ ابادة جماعية في قطاع غزة.
على خلفية الصعوية في التقدم في المفاوضات مع اسرائيل فقد طلبت الادارة الامريكية فحص امكانية الدفع قدما باتفاق حلف دفاع مع السعودية بدون صلة باسرائيل. هذه العملية استهدفت تعزيز علاقات الولايات المتحدة مع دولة مهمة في الشرق الاوسط، وتوفير عقود للصناعات الامنية الامريكية بملايين الدولارات. الاتفاق مع السعودية مهم للولايات المتحدة ايضا من ناحية صراع النفوذ الدولي الذي تقوم به امام الصين وروسيا. لذلك، حاولت الادارة الامريكية الدفع قدما باتفاق امريكي – سعودي منفصل، رغم فشل مفاوضات التطبيع.
الصعوية الرئيسية للادارة الامريكية هي الحصول على الدعم المطلوب في مجلس الشيوخ لهذا الاتفاق – دون أن يشمل عامل التطبيع التاريخي بين اسرائيل والسعودية وانجازات سياسية لصالح الفلسطينيين. وقد اضيف الى هذه الصعوبة في الفترة الاخيرة خوف السعودية الذي يقول بأن التوقيع على اتفاق مع الرئيس التارك جو بايدن سيظهر كاهانة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي سيدخل الى البيت الابيض عند اداء اليمين في 20 كانون الثاني القادم، ويتوقع أن يحاول استئناف المفاوضات حول التوصل الى اتفاق امريكي – سعودي – اسرائيلي.
ترامب اظهر في السابق الاهتمام بالتوصل الى هذا الاتفاق، استمرارا لاتفاقات ابراهيم التي تم التوقيع عليها في اواخر ولايته الاولى في البيت الابيض. وهو حتى طرح الموضوع في المحادثات التي اجراها مع رئيس الحكومة نتنياهو منذ فوزه في الانتخابات، وفي المحادثة التي اجراها مع محمود عباس قبل ثلاثة اسابيع تقريبا. ترامب قام بتعيين رجل الاعمال ستيفن فيتكوف، الذي يعتبر الصديق المقرب له، كمبعوثه الخاص في الشرق الاوسط، الذي اساس مهمته سيكون التوصل الى الاتفاق المامول. في الحقيقة حتى الآن اعلنت السعودية عن اغلاق قناة المفاوضات، لكن المحادثات يمكن أن تستأنف بعد بضعة اشهر.
الصعوبة الرئيسية امام ادارة ترامب، الدفع قدما بهذا الاتفاق، ستكون علاقات القوة في مجلس الشيوخ. طلبات السعودية في اطار الاتفاق تحتاج مصادقة 67 عضو من بين الـ 100 عضو في مجلس الشيوخ، لكن الحزب الجمهوري يوجد له 53 سناتور فقط. ترامب سيحتاج الى تأييد 14 سناتور ديمقراطي على الاقل. هذا هو المعنى الرئيسي لدور اسرائيل، وربما ايضا الفلسطينيين، في الاتفاق المامول.