ترجمات عبرية

هآرتس: الرافض الحقيقي هو نتنياهو

هآرتس 2023-04-15 بقلم: هيئة التحرير: الرافض الحقيقي هو نتنياهو

يدير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حملة إساءة سمعة ضد رجال الاحتياط الذين اعلنوا بأنه إذا ما خرج الانقلاب النظامي إلى حيز التنفيذ – فلن يوافقوا على التطوع لخدمة الاحتياط: في لقاء مع محفل هيئة الأركان، هاجم نتنياهو جنرالات الجيش الإسرائيلي ورئيس الأركان وقال: “أنتم جيش يكلف الدولة 70 مليار شيكل في السنة – وخرجتم إلى إضراب ضد الحكومة. هذا لا يحتمل. لا يوجد شيء كهذا، أن يفعل رجال الاحتياط ما يشاؤون”.

 

يلتقط الأشخاص المقربون من نتنياهو اتجاه الريح، وينفلتون هم أيضا على رجال الاحتياط وعلى عموم مؤسسات الدولة. فبعد أن ارسل وزير الاتصالات، شلومو كرعي، رجال الجيش إلى الجحيم، وادعى وزير التراث عميحاي إلياهو بأن “مسؤولين في جهاز الأمن يعملون في صيغة تمرد”، كانت هذه وزيرة الإعلام غاليت دستل اتبريان هي التي ادعت، أمس، في مقابلة مع “صوت الجيش” بأن محافل رفيعة المستوى في مؤسسات الدولة في إسرائيل “تنتج مقاومة” للحكومة. هذه حملة تهكمية وخطيرة تتجاهل الفيل الذي في الغرفة: محاولة نتنياهو قيادة إسرائيل إلى ديكتاتورية برئاسته. بهذا الخطر اعترف وزير العدل ياريف لفين نفسه حين قال: إن اقتراحه أن يتحكم الائتلاف بلجنة انتخاب القضاة كان سيحول الحكومة، الكنيست والمحكمة إلى سلطة واحدة، ويؤدي إلى نظام دستوري لا مكان له في الديمقراطية.

يدعي نتنياهو بأنه يجب إبقاء الجيش خارج السياسة، لكن ما يفعله هو وشركاؤه في الحكومة ليس سياسة وأن الحديث لا يدور على الإطلاق عن جنود إلزاميين أو دائمين يهددون بعدم الخدمة، بل متطوعون يستدعون إلى الاحتياط. عمليا، واجبهم المدني هو أن يقاتلوا ضد تحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية. إذا فشلوا فسيضطرون إلى أن يخدموا في جيش دولة ديكتاتورية، وعليه فهم يعلنون مسبقا بأنهم لن يوافقوا على ذلك.

في الـ 15 سنة التي تولى فيها نتنياهو منصب رئيس الوزراء كان عدد لا يحصى من المسائل السياسية موضع الخلاف، لكن لم تؤد أي منها إلى تهديد جماعي بعدم الخدمة. هذا دليل على أن ما يحصل الآن مختلف تماما: ليس هذا خلافا سياسيا آخر، بل تغيير نظامي مع آثار دراماتيكية على الطابع الديمقراطي لإسرائيل. الرافض هو من يتجاهل ذلك ولا يسحب فورا خطته، الهدامة للاقتصاد، للأمن، للعلاقات الخارجية وللمجتمع الإسرائيلي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى