هآرتس: الدولة تقر إقامة مدرسة دينية في الأرض العامة الشاغرة الأخيرة في الشيخ جراح

هآرتس 23/1/2025، نير حسون: الدولة تقر إقامة مدرسة دينية في الأرض العامة الشاغرة الأخيرة في الشيخ جراح
سلسلة خطط للبناء اليهودي في شرقي القدس، خلف الخط الاخضر، يتم فحصها في اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء، في نفس وقت استبدال الادارة الامريكية والدخول الجديد لترامب الى البيت الابيض. ضمن امور اخرى تمت المصادقة على خطة لاقامة مدرسة دينية في مبنى يتكون من ثمانية طوابق في حي الشيخ جراح. المدرسة الدينية “اور سيمح” يخطط لاقامتها في ارض عامة تستخدم الآن كموقف للسيارات. ولكن في الاصل تمت مصادرتها للاغراض العامة وهي بملكية سلطة اراضي اسرائيل. المنطقة مخصصة لمبان عامة مثل مؤسسات تعليمية وصحية، لكنه تم تخصيصها لجمعية “أور سيمح” من اجل اقامة المدرسة الدينية. هذه هي الارض العامة الاكبر في الشيخ جراح والمخصصة لمبان عامة. القرار تم اتخاذه في اللجنة رغم أن الاستطلاع التي اجرته بلدية القدس اظهر النقص في المباني العامة للسكان العرب في الحي. “اساس احتياجات التعليم يتم تلبيتها خارج الحي والمنطقة”، كتب في التقرير التلخيصي للاستطلاع. “من المرجح أن هذا التوجه سيستمر على طول النقص في الاراضي بملكية عامة”. حسب التقرير يوجد في منطقة الشيخ جراح نقص ايضا في المنشآت الرياضية، مكتب رعاية اجتماعية، وفي مناطق عامة مفتوحة.
نائب رئيس بلدية القدس، يوسي حفيليو، من قائمة الاتحاد المقدسي قال إن المصادقة على خطة اقامة المدرسة الدينية هي بمثابة “عدم معقولية كبيرة وظلم فظيع يصرخ الى عنان السماء”. وحسب قوله فان البلدية “تقوم بمصادرة المنطقة من السكان وتنقلها الى جمعية للحريديين. يجب استخدام كل المنطقة لصالح سكان الحي وليس لصالح جسم خارجي”. حتى أن حفيليو يعتقد بأن “الخطة ستؤدي الى الاحتكاك وستضر بالقدس وسكانها”.
الخطة الاكبر من بين الخطط الثلاثة التي ناقشتها اللجنة تشمل اقامة 9 آلاف وحدة سكنية لليهود في منطقة مطار عطروت، قرب جدار الفصل وكفر عقب الفلسطينية، التي يعيش فيها 10 آلاف فلسطيني تقريبا. الحي المخطط لاقامته في عطروت هو الحي الاكبر الذي تم تخطيطه في القدس منذ اقامة جبل أبو غنيم في تسعينيات القرن الماضي.
مطار عطروت في شمال شرق القدس توقف عن العمل في بداية سنوات الالفين، عند اندلاع الانتفاضة الثانية. ومنذ ذلك الحين هو متروك. الحكومة بدأت بالدفع قدما هناك بحي لليهود قبل عشر سنوات تقريبا، لكن الخطط تأخرت، ضمن امور اخرى، بسبب الضغط من قبل ادارة جو بايدن على اسرائيل. قبل ثلاث سنوات تم تجميد الدفع قدما بالخطة من اجل القيام بمسح بيئي في منطقة عطروت، التي تعتبر احد الاماكن الملوثة في البلاد بسبب المنطقة الصناعية القريبة.
ممثل وزارة الصحة قال في جلسة اللجنة اللوائية بأنه لا يمكن المصادقة على السكن في المنطقة بسبب بيانات التلوث التي ظهرت في عملية المسح. مستشار البيئة للخطة قال في المقابل، إن مصدر التلوث هو مصنع الاسمنت القريب وأنه يمكن حل المشكلة. اللجنة ناقشت ايضا مواضيع امنية تتعلق بقرب الحي المخطط لاقامته من جدار الفصل وكفر عقب. في الشهر القادم ستناقش اللجنة مرة اخرى الدفع قدما بالخطة.
خطة اخرى تمت مناقشتها في اللجنة، وهي توسيع خطة سابقة تمت المصادقة عليها لاقامة حي باسم جفعات شكيد قرب قرية شرفات في جنوب القدس. في هذا الحي يتم التخطيط لبناء 700 وحدة سكنية، والآن اللجنة ناقشت اضافة 400 وحدة. خطة جفعات شكيد هي واحدة من الخطط التي تم تقديمها والدفع بها قدما على يد القيم العام في وزارة العدل، التي توجد خلف الخط الاخضر.
“الخطط في اللجنة اللوائية تثبت الى أي مستوى يتم تشويه اجراءات التخطيط لاعتبارات سياسية وديمغرافية ضد سكان شرقي القدس”، قال افيف سترسكي، الباحث في جمعية “عير عاميم. بناء احياء كبيرة اسرائيلية في مناطق حضرية فلسطينية، لا سيما اقامة مدرسة دينية للحريديين في الشيخ جراح تأتي على حساب الحقوق الاساسية للفلسطينيين بالسكن والتعليم”. في غضون ذلك فانه في الاسابيع الاخيرة فازت جمعية الاستيطان “عطيرت كوهانيم” بعدة احكام في محكمة الصلح في القدس، في اطار العملية التي تدفع بها قدما لاخلاء مئات السكان الفلسطينيين من بيوتهم في حي بطن الهوى في سلوان. الاخلاء تم بسبب حقيقة أنه قبل العام 1948 كانت في المنطقة اراضي تعود لليهود. القاضية مريام كسلسي وافقت على ادعاءات الجمعية في خمسة ملفات منفصلة، وحكمت لصالحها. المعنى هو أنه اذا لم يتم تأجيلها في الاستئناف للمحكمة المركزية فسيتم اخلاء 26 عائلة، 140 فرد، التي تعيش في الحي منذ الستينيات، خلال نصف سنة. القاضية فرضت ايضا على العائلات الفلسطينية رسوم قضائية بمبلغ 50 الف شيكل لكل ملف من الملفات الخمسة.
مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook