ترجمات عبرية

هآرتس / الخمول السياسي الخطير – لبيبي حظي ثانية بترخيص

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل  – 27/6/2018

العروس الفلسطينية لم تأت الى العرس، ولا حتى الى مراسيم الحناء، لقد اعلنت ببساطة أنها معنية بالالتقاء مع العرسان المستقبليين لها، لن تجري مفاوضات ولن تدخل الى فراش الزوجية الذي ينتظرها فيه الاغتصاب. ببساطة وقاحة محمود عباس لا تحتمل. “ليس واضحا اذا كان قادر على التوصل الى سلام”، قال غارد كوشنر بغضب، مستشار وصهر الرئيس الامريكي، في مقابلة مع صحيفة “القدس” الفلسطينية. وبهذا تنضم الآن ايضا ادارة ترامب الى المسلمة التي صكها في حينه اهود باراك والتي تقول إنه لا يوجد شريك في الجانب الفلسطيني.

الخمول السياسي الخطير لبنيامين نتنياهو حظي مرة اخرى بترخيص. لأنه اذا كانت واشنطن تقول إنه لا يوجد شريك فمن الواضح أنه لا يوجد شريك. وهنا التناقض. مبعوثو من يعطي الأمر كوشنر وغرينبلاط عادا الى واشنطن مثلما جاءا وهما يتركان من ورائهما تهديد خطير: “اذا لم يرجع عباس الى طاولة المفاوضات فسنحول الخطة الى خطة علنية”. فهل اذا يوجد أو لا يوجد شريك؟.

اذا لمن هذا التهديد موجه؟ الفلسطينيون ينتظرون منذ سنة ونصف ما سيقوله ترامب. ولكن حتى الآن تلقوا فقط الصفعات على شاكلة نقل السفارة الامريكية الى القدس ورفع العاصمة من جدول الاعمال، كما اعلن ترامب. وفي الوقت الذي كانت فيه آذانهم تطن من قوة الصفعة، فهم يسمعون أنه يجب عليهم الاكتفاء بأبوديس كعاصمة لهم، وأن السعودية تخطط للانقضاض على الاماكن المقدسة في القدس، وأن مصر ودولة الامارات واسرائيل تخطط لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وانشاء حكم ذاتي منفصل في القطاع، وأن الجميع ينتظرون اختفاء عباس من العالم.فما الذي بالضبط سيخسرونه اذا تم نشر صفقة القرن؟.

اذا كان هناك أحد يجب أن يقلق من ذلك فهو بالذات حكومة اسرائيل. لأن الادارة الخاضعة اكثر من أي ادارة اخرى عندما يتعلق الامر باسرائيل ستقوم بنشر مخطط، وحتى اذا تم وضعه على الرف في لحظة ظهوره فانه سينضم لباقي القرارات والتصريحات – المبادرة العربية وقرار 242 و338 وخرائط الطرق على أنواعها – لأنها فقدت الحياة بحد ذاتها. ولكنها معا تحولت الى الشريعة المقدسة للاتفاق المستقبلي.

عمليا، نشر المخطط يجب أن لا يشكل تهديد بل العكس. يحق للفلسطينيين ومواطني اسرائيل معرفة ما الذي تفكر به الادارة الامريكية، الى أي درجة رؤيتها قريبة أو بعيدة عن رؤية اسرائيل والفلسطينيين. يجب أن تحدث الخطة نقاش جماهيري واسع يوضح للطرفين اذا كان لهما أفق سياسي يستحق بذل الجهود من اجله. نشر الخطة لن يضع فقط الخطة في مركز الحوار العام في اسرائيل وفلسطين، بل من شأنه كشف حقيقة أن الامر لا يتعلق بعنيد فلسطيني ورجل سلام اسرائيلي – حتى عباس ونتنياهو ايضا موجودان في نفس مستنقع الرفض الموحل.

ولكن عندما يهدد مستشارو الرئيس بالنشر فلا يمكن الامتناع عن التوصل الى استنتاج من استنتاجين: إما أن الاوراق التي توجد لديهم بائسة جدا وليست حقيقية الى درجة أنه مثلما في لعبة البوكر فان مجرد التهديد بالاعلان هو المخطط وإما أن الادارة تخطط لخطة مريحة جدا لاسرائيل، بحيث أنه في اللحظة التي سيتم فيها نشرها فان ذلك سيجبر الفلسطينيين على رفضها تماما. وبذلك تحولهم رسميا الى اعداء السلام، وتحمل كل تهمة الرفض حتى قبل أن يكون على حكومة اسرائيل التطرق اليها.

ما يقوله كوشنر وغرينبلاط لعباس هو أن نافذة الفرص لتقديم استئناف على الصفقة المنتهية آخذة في الانغلاق حتى قبل بدء المفاوضات. واذا لم يستغل حبل النجاة الدقيق الذي يعرضونه عليه فان هذه الصفقة سيوقع عليها بوجود طرف واحد. هكذا تصرف ترامب في الاتفاق النووي مع ايران وهكذا قرر بشأن المفاوضات مع كوريا الشمالية وهكذا يقوم بتهشيم رأس اتفاق التجارة وهكذا كما يبدو يخطط لتنفيذ “صفقة القرن” التي لا يوجد فيها سلام بل غطرسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى