ترجمات عبرية

هآرتس – الخط الهجومي لاسرائيل لا يعرقل محادثات النووي

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – 19/4/2021

” من ناحية ايران، فان عودة امريكا ورفع العقوبات يمكن أن تكون لها اولوية على اغلاق الحسابات. والكابنت السياسي الامني انعقد لمناقشة الموضوع فقط بعد ضغوط كبيرة من قبل غانتس والمستشار القانوني للحكومي “.

       في الاسابيع الاخيرة، حسب وسائل اعلام اجنبية، سرعت اسرائيل سلسلة هجماتها ضد ايران. بعد سلسلة من هجمات الكوماندو ضد ناقلات النفط التي هربت النفط الى سوريا، حدث انفجار ايضا في سفينة قيادة لحرس الثورة الايراني في البحر الاحمر. وفي منشأة نتناز النووية خبأ شخص معين قنبلة أدت الى حدوث ضرر بالغ لاجهزة الطرد المركزي التي تخصب اليورانيوم، بعد فترة قصيرة من احتفال الايرانيين بالذكرى السنوية للنووي الوطني.

       اذا كانت هذه الهجمات قد استهدفت حرف انظار الايرانيين عن طريقهم وفرض تنازلات عليهم في المفاوضات التي تم استئنافها بشأن الاتفاق النووي، يصعب العثور في الوقت الحالي على دليل بأن هذا الاسلوب هو اسلوب ناجح. اضافة الى ذلك، يبدو أن الدول العظمى ايضا غير مقتنعة. حتى اعضاء طاقم المفاوضات الايراني وممثلو الولايات المتحدة يبلغون عن تقدم في المحادثات في فيينا التي هدفها اعادة الامريكيين الى الاتفاق.

       ولكن في بيروت، وكالة الانباء الروسية (المشكوك فيها) “سبوتنيك” أبلغت باللغة العربية أن روسيا وايران قد اتفقتا على اقامة غرفة عمليات مشتركة تضمن تحرك السفن الى روسيا في البحر المتوسط. واذا تبين في نهاية المطاف أن هذا النبأ صحيح فان اسرائيل ربما ستجد صعوبة في الاستمرار بالهجمات التي يمكن أن تعرض للخطر قواتها من خلال احتكاك محتمل مع السفن الروسية. هذه التطورات يمكن أن تدلل على أن اسرائيل، رغم القدرة التنفيذية المثيرة للانطباع التي تعرضها، لا تلعب في ملعب فارغ ولا يمكنها وحدها املاء سير الاحداث. ليس فقط لايران توجد استراتيجية خاصة بها وقدرة على التمسك بحزم بأهدافها؛ ايضا الدول العظمى لا تخضع اعتباراتها لجدول اعمال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

       من ناحية ايران، تولد هنا تراكم لنشاطات اسرائيلية، التي كما يبدو ستقتضي رد في هذه المرحلة أو في مرحلة اخرى. ولكن في نفس الوقت هناك هدف استراتيجي تصمم القيادة في طهران على تحقيقه وهو عودة امريكا الى الاتفاق النووي ورفع العقوبات التي فرضت على ايران وضمان وجود اتفاق لا يضع قيود متشددة جدا على البرنامج النووي، كل ذلك يمكن أن تكون له أولوية مقارنة مع اغلاق الحسابات. في هذه الاثناء انسحاب امريكا من الاتفاق في 2018 (الذي ساهم فيه الضغط الاسرائيلي على ادارة ترامب) بالتحديد قرب ايران من القنبلة النووية. واذا كان المدى اللازم للاختراقة الايرانية من اجل انتاج قنبلة نووية قد تم تقديره عند التوقيع على الاتفاق في 2015 بسنة على الاقل، فان مراكمة اليورانيوم المخصب الآن (من خلال خرق الاتفاق) تقلص هذا المدى الى بضعة اشهر.

       الولايات المتحدة، حسب كل الدلائل، تصمم على مواصلة السير في القناة الدبلوماسية بهدف التوقيع على اتفاق جديد. وهو الهدف الذي وضعه جو بايدن عند تسلمه منصبه في كانون الثاني الماضي. صحيفة “واشنطن بوست” وصفت في نهاية الاسبوع العلاقة بين بايدن ونتنياهو بأنها “أقل دفئا” من العلاقة مع الادارة السابقة، واشارت الى أن الهجوم في نتناز حول الخلاف بين الطرفين الى مشكلة كبيرة. عملية اسرائيل، كما تقول الصحيفة، ينظر اليها كعملية تخريب هدفها المس بالمفاوضات بين ايران والدول العظمى. كل ذلك يحول العلاقات مع اسرائيل الى مسألة شخصية بالنسبة لبايدن، الذي مكانته موضوعة على كفة الميزان لأنه وعد بالعودة الى الاتفاق النووي في حملته الانتخابية. في الخطاب الذي القاه عشية يوم الكارثة، عاد نتنياهو وهاجم الاتفاق الآخذ بالتبلور وأعلن بأن اسرائيل لن تكون ملزمة به. وهو لم يقل اذا كانت اسرائيل ستواصل العمل من اجل التشويش على التوقيع عليه أو تطبيقه.

       في هذه الاثناء تظهر شروط في التحالف المناهض لايران. في السنوات الاخيرة تم التحدث كثيرا عن التقارب بين اسرائيل والسعودية ودولة الامارات، بتشجيع من ادارة ترامب. في حالة الامارات والبحرين الامور حتى انتهت باتفاقات تطبيع كاملة مع اسرائيل في السنة الماضية. ولكن يبدو أن السعودية اصبحت تشم رائحة التغيير الاقليمي الذي يلوم في الافق وهي تعمل وفقا له. أمس كتبت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية بأنه للمرة الاولى منذ خمس سنوات جرت محادثات مباشرة بين شخصيات سعودية وايرانية رفيعة المستوى بوساطة العراق على خلفية استبدال الادارة في واشنطن واستئناف المحادثات النووية.

       في هذه الاثناء تم تسجيل حادثة مهمة. للمرة الاولى منذ بضعة اشهر عقد في القدس الكابنت الامني لمناقشة التطورات في الموضوع الايراني. وقد حدث هذا فقط بعد ضغوط شديدة استخدمها وزير الدفاع، بني غانتس، والمستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت. ربما أنهما ايضا يعتقدان مثل كثيرين آخرين بأن اسرائيل يتم جرها الى تغيير دراماتيكي في السياسات تجاه ايران دون توضيح الامور بدرجة كافية. ولكن حول جدية هذه الهيئة، في ظل وجود حكومة انتقالية تقريبا أبدية، تخبرنا الحقيقة التالية: أمس تم الاتفاق على أن الوزير يوآف غالنت والوزيرة ميري ريغف سيمثلان الليكود في الكابنت على التوالي، مرة هو سيكون عضو وهي تكون مراقبة ومرة اخرى العكس. حل منطقي بعد كل شيء: الجنرال احتياط، الذي كان يمكن أن يصبح رئيسا للاركان وكان مطلعا على اسرار اسرائيل الخفية يعادل في اهميته المسؤولة الاولى عن البروتوكولات الاحتفالية. ولكن ربما هذا الامر يدل على أن نتنياهو يعطي لموقفهما مثلما لمواقف وزراء الليكود الآخرين درجة مساوية من الاهمية (صفر تقريبا).

       جدعون فرانك، رئيس لجنة الطاقة الذرية السابق، تم اجراء مقابلة معه أمس في الاذاعة في برنامج الظهيرة في “كان ب”. فرانك قال إنه لا يرى في هذه الاثناء أي تفكير استراتيجي في اسرائيل في الموضوع الايراني. فقط يرى تفكير تكتيكي. اسرائيل، يعتقد، يجب عليها أن تركز على محاولات التأثير على مواقف الولايات المتحدة في المفاوضات، وليس على تثبيت حقائق على الارض. الصحافية مجرية المقابلة سألته اذا كان قلقا. “أنا قلق جدا”، اجاب فرانك، ويبدو أن اجابته تمثل ايضا عدد كبير المتقاعدين الكبار الذين يتابعون بدهشة معينة تصل الى درجة الذهول، أحداث الاسابيع الاخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى