ترجمات عبرية

هآرتس: الخطر لم يمر

هآرتس – عاموس هرئيل – 15/12/2025 الخطر لم يمر

لقد سبقت عملية اطلاق النار القاتلة على شاطيء سيدني في استراليا صباح امس تحذيرات استخبارية كثيرة من اسرائيل للحكومة المحلية. منذ المذبحة في غلاف غزة في 7 اكتوبر، والحرب بين اسرائيل وحماس، فانه تمت مشاهدة في شوارع استراليا تصاعد كبير في حجم احداث العنف، اللاسامية والمناوئة لاسرائيل. السلطات في الواقع اتخذت خطوات حماية وحذر مختلفة، لكن الانطباع في اسرائيل هو ان هذه الخطوات تتم في اطار محدود، وحتى من خلال الرغبة في عدم مواجهة المجتمع المسلم الكبير في الدولة.

المذبحة التي استهدفت تجمع حاشد لممثلي حركة حباد الحسيدية للاحتفال بعيد الانوار على شاطيء بوندي في سيدني، شارك فيها مسلحان على الاقل. وقد افادت شرطة سيدني بقتل 15 شخص على الاقل واصابة 30 شخص آخر بسبب اطلاق النار. وذكرت التقارير بان المنفذين هما اب وابنه من اصل باكستاني، وقد قتل احدهما واصيب الآخر، وتجري الشرطة تحقيق لمعرفة ما اذا كان هناك شخص ثالث متورط في اطلاق النار. وافاد شهود عيان بان استجابة الشرطة في موقع الحادث كانت بطيئة، وان عدد قليل فقط حاول اصابة المسلحين. وشهد الموقع تبادل مطول لاطلاق النار، ويظهر مقطع فيديو شخص مدني وهو يهاجم احد المنفذين من الخلف وياخذ سلاحه منه. وقد اشاد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالبطل اليهودي الذي تغلب على المسلح، ولكن تبين بعد ذلك بان الشخص هو احمد الاحمد.

وزراء اسرائيليون القوا بالمسؤولية عن الحادث على حكومة استراليا وادعوا بانها لم تعمل من اجل كبح العنف اللاسامي في الدولة. في هذه الادعاءات توجد درجة من المنطق، لكن لا يمكن عدم التساؤل عن السهولة التي فيها تتهم حكومة اسرائيل دول اخرى بالمسؤولية عن الارهاب، في الوقت الذي هي نفسها تتخلى فيه خلال سنتين وثلاثة اشهر عن أي مسؤولية عن مذبحة 7 اكتوبر. الائتلاف في اسرائيل يتناول اليوم وبحماسة الدفع قدما بمشروع قانون هدفه منع تشكيل لجنة تحقيق رسمية في احداث المذبحة في 7 اكتوبر.

ارتفاع عدد الاحداث اللاسامية في استراليا تم الشعور به بعد فترة قصيرة من بداية الحرب في قطاع غزة. على جدران المحلات التجارية والمباني العامة والبيوت التي يمتلكها اليهود تمت كتابة شعارات تنم عن الكراهية. علاوة على ذلك جرت مظاهرات عنيفة كثيرة، التي فيها تم اسماع شعارات لاسامية فظة، وعانى اليهود من المضايقة والازعاج في الجامعات وفي الشوارع. 

تحليل استخباري اجري في اسرائيل اظهر توجهين بارزين. التوجه الاول يتعلق بمشاركة نشطاء يؤيدون الفلسطينيين، بعضهم مهاجرون مسلمون وبعضهم يساريون استراليون، وهذا التدخل تم بتشجيع منظمات ارهابية مختلفة مثل داعش والقاعدة. التوجه الثاني يرتبط بتوجيه من الخارج من قبل اعضاء قوة “القدس” التابعة لحرس الثورة الايراني. في شهر آب الماضي، على خلفية أدلة نقلتها اسرائيل عن تدخل ايران في هذه الاحداث، طردت استراليا السفير الايراني بخطوة استثنائية. في نفس الوقت اعلنت الحكومة الاسترالية عن حرس الثورة كمنظمة ارهابية، هذا حدث بعد ان اتضح وجود علاقة لحرس الثورة في هجومين لاساميين في استراليا.

مع ذلك، في اسرائيل تولد الانطباع بان الحكومة في استراليا ما زالت تخشى مواجهة بشكل مباشر هذه الظاهرة، وبالاساس مواجهة ظواهر احتجاج تمتعت كما يبدو بحماية حرية التعبير. ايضا في البيان الرسمي الاول لرئيس حكومة استراليا، انطوني البانيزي، بعد عملية أمس، لم يذكر أبدا بان هدف الارهابيين كان المس باليهود في احتفال بمناسبة عيد الانوار. في وقت لاحق اطلق البانيزي تصريح مفصل تطرق فيه الى هذه الامور بعد ان وجهت منظمات يهودية انتقادات شديدة له.

الحرب في غزة والادعاءات بشان جرائم حرب ارتكبها الجيش الاسرائيلي في القطاع، اطلقت في ارجاء العالم موجة شديدة من الكراهية لاسرائيل، وفي حالات كثيرة اللاسامية. ان خفوت الحرب في قطاع غزة بعد اتفاق وقف اطلاق النار الذي فرضه الرئيس الامريكي دونالد ترامب في منتصف تشرين الاول لم يؤد الى هدنة مشابهة في الخطوات المناوئة لاسرائيل، التي جزء غير قليل منها شمل نشاطات ارهابية حقيقية. في جهاز الامن يفترضون ان مواقع متماهية مع اسرائيل واليهودية في ارجاء العالم، من بينها كنس، مقرات لحركة حباد، مدارس، ستواصل أن تكون اماكن مستهدفة. الموساد والشباك يقدمان الاستشارة والنصائح للتجمعات اليهودية في ارجاء العالم، في قضية الحماية وتحليل التوجهات وتقديم التحذيرات الاستخبارية. ولكن في اسرائيل يعتقدون انه مطلوب تعاون اكبر من قبل الحكومات في محاولة لمواجهة هذه المشكلة، التي يتوقع حتى أن تتعمق وتتسع.


مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى