هآرتس : الخطة لدولة فلسطين

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 22/6/2018
يصل الى اسرائيل اليوم مبعوثا الادارة الامريكية، جارد كوشنير وجيسون غرينبلت، للبحث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تفاصيل مبادرة السلام التي ينكبان على اعدادها. وقال مسؤولون كبار في البيت الابيض ان في نيتهما ان يقترحا قاعدة للمفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين لا ان يعرضا صيغة مفصلة ويطالبا نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس لقبولها أو رفضها كما هي .
ويتعين على مبعوثي الرئيس دونالد ترامب ان يتعلما من تجربة اسلافهما كي يمتنعا عن السقوط في افخاخ قديمة. قبل كل شيء، على الصيغة أن تعرض: اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، وهي ملزمة بان تتضمن اقتراحات لترسيم الحدود بين الدولتين. فلا معنى للشروع في مفاوضات مفتوحة دون التوافق على خريطة طريق وجدول زمني. فصيغة تتجاهل الحاجة الى جواب سياسي لنزاع هو في طبيعته قومي، ويحاول نقل الحلول الى حقل الاقتراحات الاقتصادية والاحتفالات الفارغة من المضمون، ستفشل. من المهم ايضا ان تستند المبادرة الى المباديء التي كانت في أساس المفاوضات في الماضي، من مدريد واوسلو، عبر مؤتمر انابوليس ومحادثات كيري. ثمة مكان للتطرق ايضا الى المبادرة السعودية. فلا يوجد سبيل آخر لربط الدول العربية في المساعدة في تقدم المبادرة الى الامام.
لقد قال المسؤولون في البيت الابيض ان في نيتهم نشر المبادرة وكشف تفاصيلها للجمهور، بعد أن تعرض على زعماء المنطقة. النشر والكشف حيويان، لانهما سيلزمان نتنياهو وعباس بالرد علنا على المباديء التي يقترحها ترامب. ان احد الاخطاء الجسيمة لادارة اوباما كان، أن المباحثات مع نتنياهو وعباس دارت بالسر، وهكذا كان بوسع الزعيمين التملص من طرح مواقف واضحة واعطاء تفسيرات لشعبيهما.
ان تحدي كوشنير وغرينبلت غير بسيط: فعباس يقاطع الولايات المتحدة منذ نقل السفارة الى القدس، ونتنياهو يقف على رأس حكومة الرفض، التي تسعى الى الضم الزاحف للضفة وتستعد لحرب هدامة اخرى في غزة. يفهم نتنياهو بان موافقته على البحث في صيغة لاقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل كفيلة بان تؤدي الى حل الشراكة مع نفتالي بينيت والى شرخ داخلي في الليكود. اما اختبار ادارة ترامب فسيكون في تصميمه على الدفع الى الامام “بالصفقة المطلقة” في الشرق الاوسط، رغم عناد الطرفين، وفي الثمن اللازم لتغيير سياسي في اسرائيل.