ترجمات عبرية

هآرتس: الخشية الأميركية من غياب خطة خروج إسرائيلية

هآرتس 2023-11-08، بقلم: تسفي برئيلالخشية الأميركية من غياب خطة خروج إسرائيلية

«هذه الحرب يجب أن تنتهي، هذا النزاع أدى إلى كارثة استراتيجية وإنسانية»، هذا ما قاله الرئيس الأميركي، جو بايدن. يمكن أن نطلق النفس الذي انقطع. هذا لم يحدث أمس ولا في هذا الأسبوع. هذه الأقوال الحاسمة قالها بايدن في شباط 2021 بعد شهر على رئاسته.

النزاع الذي تحدث عنه هو الحرب في اليمن. عندها كان مضى عليها ست سنوات وكانت لا تزال مستمرة.

تصريحه العسكري أرفقه بايدن بالأفعال، عندما قرر أن الولايات المتحدة ستتوقف عن مساعدة السعودية في هذه الحرب. وحتى أعلن عن نيته الانتقال إلى القناة الدبلوماسية من أجل إنهاء الحرب، وشطب الحوثيين من قائمة التنظيمات الإرهابية التي أدخلهم سلفه ترامب فيها.

لكن الرئيس، الذي حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية عزيزة عليه وكانت تعتبر أحد مبادئ سياسته «نسي» موضوعاً واحداً عندما أعلن عن وقف المساعدات للسعودية. هو لم يطلب منها رفع الحصار الذي فرضته على شمال ووسط اليمن، التي هي منطقة سيطرة الحوثيين، بذريعة أن رفع الحصار يمكن أن يستخدم كورقة ضغط في المفاوضات المستقبلية.

من المهم إذا كان الحصار على غزة سيجد الطريق إلى خطة الخروج التي تحاول الإدارة الأميركية وضعها الآن. إسرائيل ليست في موقع السعودية في 2021. فهي ليست دولة مجذومة، حسب تعبير بايدن، قبل أن يضطر إلى مغازلة محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، والذي تعتبره الولايات المتحدة المسؤول المباشر عن قتل الصحافي جمال الخاشقجي.

خلافاً للسعودية فإن إسرائيل غير مطلوب منها دفع ثمن المساعدات العسكرية التي ترسلها واشنطن، لكنها أصبحت تقف أمام مكبس ضغوط مشابهة.

يجب التعلم من تجارب الآخرين

قرار بايدن وقف المساعدات للسعودية في اليمن قلب سياسة ترامب وسلفه أوباما، اللذين بناء على تعليمات منهما تم ضخ كمية كبيرة جداً من المعدات العسكرية والسلاح للسعودية، ما في نهاية المطاف سرع المفاوضات بين السعودية والحوثيين.

هذه المحادثات التي ما زالت تجري بين القوة المحتلة، السعودية، وبين السلطة المحلية «للإرهابيين الحوثيين» – «وكلاء إيران».

كل ذلك بدعم من أميركا وبهدف إقامة نظام جديد في اليمن، الذي فيه الحوثيون سيكونون جزءا من الحكومة وسيحصلون على توزيع نزيه للموارد والميزانية.

هذا بالتأكيد ليس «خطة اليوم التالي»، التي يمكن أن تخدم إسرائيل والفلسطينيين.

الإدارة الأميركية نفسها قالت إنه لا توجد أي إمكانية لأن تستمر حماس في كونها عنصراً حاكماً في غزة بعد الحرب.

من الواضح إذاً ما لا يمكن أن يكون، لكن في هذه الأثناء فإن البديل غير معروف.

محللون وخبراء حذروا من فقد الولايات المتحدة للصبر في ظل غياب «خطة للخروج» أو «خطة لليوم التالي» في غزة.

جنرالات أميركيون يحذرون إسرائيل من أن «لا ترتكب الأخطاء التي ارتكبناها». والقصد هو التورط طويل المدى في العراق وأفغانستان.

هذه التحذيرات تثير وبحق الخوف من أن اسرائيل، خلال أسابيع أو أقل، ستقف في وضع يشبه الوضع الذي وقفت فيه السعودية أمام الولايات المتحدة في اليمن.

إضافة إلى ذلك في ظل غياب خطة إسرائيلية فإن الولايات المتحدة يمكن أن يكون عليها هي نفسها عرض خطة خروج لإسرائيل.

عملياً، هي أصبحت منشغلة في ذلك في النقاشات التي يجريها مؤخراً الممثلون الكبار فيها، بالأساس وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي، مع الزعماء العرب ومع الرئيس التركي.

يجب قلب ساعة الرمل

قضية «الصبر» الأميركي هي قضية ملحة وبحق، ومن شأنها أن تملي الجدول الزمني للمعركة العسكرية. ولكن ليس من الزائد فحص خصائصها أمام سلوك الولايات المتحدة نفسها في الحروب التي تورطت فيها، من أفغانستان التي احتلتها في 2001 في أعقاب عمليات الحادي عشر من أيلول، انسحبت فقط بعد عشرين سنة من ذلك، ضد العراق هي حاربت مرتين، في 1991 من أجل تحرير الكويت من أيدي صدام حسين، لكن دون أن تحتل العراق، وفي 2003 عندما أسقطت نظام صدام حسين واحتلت العراق.

في الحرب الثانية عرضت الولايات المتحدة خطة خروج شملت إقامة حكم ذاتي جديد، الذي تم تطهيره من رجال حزب البعث ومؤيدي صدام حسين.

نظام حكم كان يمكن أن يعتمد على نفط الدولة والتمسك بمبادئ الديمقراطية.

الخطة الرائعة تحطمت بشكل لا يقل عن ذلك روعة. بعد عشر سنوات أعلن أوباما عن الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق، من أجل العودة إليه في 2014 عند صعود داعش.

في غضون ذلك واصلت القوات الأميركية في العراق شن معارك دموية ضد القاعدة، التي انضم إليها جنود من جيش صدام الذين تمت إقالتهم من قبل النظام الجديد. التواجد العسكري الأميركي في العراق لم ينتهِ حتى الآن.

أيضاً في أفغانستان رسمت الولايات المتحدة خطة خروج رائعة، شملت القضاء على حكم طالبان وإقامة حكومة معينة من قبلها، وبعد ذلك تكون حكومة منتخبة.

حدود «الصبر» الأميركي تم مدها، حتى أنه في 2020 قررت إدارة ترامب الانسحاب من أفغانستان، ووقعت على اتفاق انسحاب مع طالبان بوساطة قطر.

الاتفاق على خطة «اليوم التالي» ستحدد إلى أي مدى يمكن للصبر الأميركي أن يكون مرناً. عندما اعترفت واشنطن بأن الرياض غير قادرة على هزيمة الحوثيين، رغم تفوقها العسكري الكبير، فإن صبرها تقلص مرة واحدة.

الولايات المتحدة ما زالت تؤمن بقدرة اسرائيل على القضاء على حكم حماس في غزة.

ولكنها تعرف من تجربتها كم هو سهل إسقاط أنظمة معادية، وكم هو صعب، إلى درجة المستحيل، إقامة نظام بديل مستقر وصديق.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى