ترجمات عبرية

هآرتس: الخداع الذاتي وصل الى ذروة جديدة في اعقاب ظهور نتنياهو في الكونغرس

هآرتس 28/7/2024، ايريس ليعال: الخداع الذاتي وصل الى ذروة جديدة في اعقاب ظهور نتنياهو في الكونغرس

إن شمولية الخداع الذاتي والاعجاب الجماعي ببوفيه الاكاذيب الذي تأكل منه بقدر استطاعتك، والمركزية العرقية في المجتمع الاسرائيلي وصلت الى رقم قياسي جديد وخطير في اعقاب خطاب رئيس الحكومة في الكونغرس. مراسلون ومعلقون، حتى المعروفين بالعداء لبنيامين نتنياهو، اضطروا الى الاعتراف بأن الخطاب هناك كان بمثابة القنبلة. لا أحد من المتحمسين الذين وجهوا ملاحظة للجمهور فحصوا كيف تم استقبال الخطاب في اوساط الذين ابتسم لهم الحظ واستمعوا اليه عن قرب – اعضاء الكونغرس، محللون امريكيون واوروبيون، مستشارون والذين شغلوا مناصب في السابق. 

لنبدأ بعضوة الكونغرس الديمقراطية نانسي بلوسي، التي كتبت في تغريدة لها بأن ظهور نتنياهو كان “اسوأ بكثير من ظهور أي زعيم اجنبي آخر حصل على شرف التحدث في الكونغرس”. بن رودس، الذي تولى مناصب رفيعة في فترة ولاية براك اوباما قال: “فقط تخيلوا كيف يتم سماع هذا الخطاب من قبل باقي العالم. تخيلوا زعيم لم يحظ في أي يوم باستقبال كهذا في بلاده، يحصل على منبر لتشويه سمعة (كما جاء في المصدر) الكونغرس. 

هم وغيرهم شاهدوا سياسي أكثر من 70 في المئة من مواطنيه يمقتونه، وفقد تقدير العالم الديمقراطي، يستغل الفرصة من اجل التدخل في سياسة امريكا في فترة انتخابات من اجل أن يبقى في الحكم. هم اعتقدوا أن الخطاب مخجل، ولم يعرفوا كيف يمكن أن يحدث أن زعيم دولة اجنبية يقف وينتقد متظاهرين امريكيين، الذين يجسدون حقهم الدستوري الاساسي في التجمع والاحتجاج.

هذا لم يقولونه في وسائل الاعلام الاسرائيلية، أنا لا أقصد القناة العائلية 14. المحلل السياسي في الهيئة، ميخائيل شيمش، قال إن هذا خطاب جيد. مراسل “معاريف”، بن كسبيت، قال إن هذا كان خطاب مثالي. غاي ليرر من القناة 13 كتب: “جذاب، دقيق، عميق، مثير للتفكير، بجذب الاحترام في العالم”. يغئال موسكو من شركة الاخبار غرد: “بدون تحفظ، خطاب ممتاز. يساهم في دعاية اسرائيل في العالم المشوش والمنافق، الذي جعلنا مجرمي حرب” (يغئال، يا صديقي، نحن جعلنا انفسنا مجرمي حرب). الانفصال بين مواطني اسرائيل وبين صورتهم في العالم تفاقم جدا في هذه الحرب، والغالبية الساحقة ما زالت لا تدرك المشاهد التي تأتي من غزة والتي يشاهدها العالم. الفجوة بين الطريقة التي ينظر فيها الى الخطاب هنا وهناك تعكس فقدان مستمر للقيم. ومثلما تأكل الدودة الدماغ، التي اكتشفت في مصادر المياه العذبة، فان نتنياهو يقوم بقضم التوجه الاساسي للمعلقين، الى درجة أنه كان من الصعب عليهم فهم أنه جعل وجه اسرائيل شاحب على الملأ، وأنه خلافا لهم فان معظم الناس محصنين ضد مسرحيته السياسية – النرجسية، ويشعرون بالرعب من استخدامه الساخر للجنود والرهائن في الكونغرس، ويراقبون باشمئزاز العناق واللطف الذي تغدقه زوجته على نوعا ارغماني في كل مرة يتم توجيه الكاميرات اليها. الامر الذي اضطر الجمهور الى التعود عليه في البلاد منذ سنوات لا يتم استقباله بالتعاطف في اماكن فيها ثقافية سياسية معقولة. 

الدول القريبة من مائدة المساعدات الامريكية يجب أن تطمح لتكون في الكونغرس. نتنياهو بعيد جدا عن هناك، حيث المرشحة الديمقراطية كمالا هاريس تفعل كل ما في استطاعتها لابعاد نفسها عنه. ذات يوم كانت اسرائيل محط اجماع في الحزبين. الآن، بفضل نتنياهو وحكومته وعنف المستوطنين والاحتلال ومحاولة الانقلاب النظامي، هي قضية مختلف عليها. 

ما لا يفهمه المتحمسون في وسائل الاعلام المحلية هو أن الخطاب واللقاءات في اعقابه فقط تعزز الشعور بأن نتنياهو قد فقد “الاتصال”. هذا واضح ايضا في الصور من اللقاء مع دونالد ترامب، التي اظهرت زعيمين في خلاف شديد، ومكروهين من نصف شعبهما، ويتمسكان ببقايا حياتهما على أمل البقاء في الحكم أو أن يتم اعادة انتخابهما، حيث كل واحد منهما يتساءل كيف يمكن للآخر أن يساعده في ذلك. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى