ترجمات عبرية

هآرتس / الحمدلله إذ تخلصنا

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 25/12/2018

أعلن رؤساء الائتلاف أمس عن قرارهم حل الكينست والتوجه الى الانتخابات في 9 نيسان. واتخذ القرار “انطلاقا من مسؤولية مالية ووطنية”، على حد قول البيان. التهكم الذي ميز الحكومة يرافقها حتى يومه الاخير: فنتنياهو ووزراؤه ابدوا كل شيء في اثناء ولايتهم باستثناء  المسؤولية. لا تنقص حكومة نتنياهو الاسباب لان تحل. فمن الصعب التفكير في ساحة ما لم تزرع فيها هذه الحكومة الدمار. لا توجد منظومة سلطوية، مؤسسة او قيمة رسمية او نسيج مدني لم تفسدها.

“الحكومة ستكمل أربع سنوات كاملة من ولايتها مع انجازات عظيمة: جعلنا اسرائيل قوة عالمية صاعدة، ازدهارها السياسي في ذروة كل الازمنة. نحن نواصل بيد عليا منع تثبيت وجود ايران وسوريا. نوشك على أن ننهي حل انفاق حزب الله – وفي المجال الاقتصادي والاجتماعي ايضا انجازاتنا عظيمة”، قال أمس نتنياهو. هذه اقوال عديمة الاساس.

“الازدهار السياسي” لاسرائيل يرتبط بتعزيز قوة انظمة وميول مناهضة لليبرالية. الخط الرابط هو موقفها السيء من الاقليات والاجانب، المحاولة للرقابة على الخطاب السياسي، الهجمات على وسائل الاعلام، على المعارضة، على جهاز القضاء وانفاذ القانون والمحاولات الدائمة لتصفية حماة الحمى. من غير المستبعد ان  تكون السيطرة العسكرية على الفلسطينيين، والابرتهايد الزائد في المناطق المحتلة يغريان اصدقاء اسرائيل – نتنياهو الجدد وانهم لا يحلمون الـ بـ “قانون القومية” الخاص بهم.

هناك حاجة للوقاحة من جانب رئيس الوزراء كي يتبجح بنجاح اسرائيل في منع تثبيت وجود ايران في سوريا في الاسبوع الذي اعلن فيه الرئيس الامريكي عن سحب القوات الامريكية من سوريا وترك اسرائيل لمصيرها؛ ذات الرئيس الامريكي الذي يعرض انبطاح نتنياهو امامه للخطر العلاقات مع الحزب الديمقراطي ويهدد بشرح مع يهود امريكا الليبراليين. ينبغي التعويل على الذاكرة الجماهيرية القصيرة لمواطني اسرائيل بان ينسوا الازمة في العلاقات مع روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، والقيود على حرية الحركة العسكرية لسلاح الجو الاسرائيلي منذئذ.

هناك حاجة للتفكير بان الجمهور غبي من أجل الحديث عن “الانجازات العظيمة” في الاقتصاد في ذروة موجة ارتفاع للاسعار وعجز مالي يتسع.

وأخيرا، في ضوء توصيات النيابة العامة لرفع لائحة اتهام ضد نتنياهو بمخالفات الرشوة، تتصاعد الاحتمالات في أن يقدم قريبا الى المحاكمة “لا يمكن ان نواصل هكذا”، قال رئيس الائتلاف، النائب دافيد امسلم، واشتكى من الصعوبة في اجازة القوانين بسبب الائتلاف الضيق. ان الامر الاخير الذي تحتاجه اسرائيل هو قوانين اخرى من مصنع هذه الحكومة. الحمدلله إذ تخلصنا من عقابها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى