هآرتس: الحكومة تعلن عن انتصارات والنيران التي يتعرض لها المواطنون تزداد
هآرتس 25/11/2024، عاموس هرئيل: الحكومة تعلن عن انتصارات والنيران التي يتعرض لها المواطنون تزداد
اكثر من 200 صاروخ كل يوم، مصابون في نهاريا وبيتح تكفا، وثلاث صافرات خلال 12 ساعة في هشارون. أمس كان احد ايام الاطلاق الاكثر كثافة من لبنان منذ بداية الحرب. اسباب ذلك كثيرة. لقد كان في ذلك انتقام لحزب الله على محاولة تصفية شخصية رفيعة في الحزب، أبو علي حيدر، أول أمس؛ استغلال حالة الطقس التي تصعب على نشاطات سلاح الجو؛ الرغبة في اعادة ترسيخ معادلة تقول إن قصف الضاحية في بيروت سيقابلة اطلاق الصواريخ على مركز البلاد؛ ربما حتى محاولة لتحقيق انجازات معنويات اخيرة، كلما تقدمت المفاوضات حول وقف اطلاق النار نحو النهاية الايجابية.
السطر الاخير هو واحد. الحياة في الشمال ما زالت مشوشة، والازعاج اليومي تسرب ايضا الى مركز البلاد. في الوقت الذي تعلن فيه الحكومة عن انجازات وتتفاخر بانجازات الجيش الاسرائيلي فان الشعور بالامن الشخصي لدى المواطنين مرة اخرى تضعضع بشكل واضح. حقيقة ان سلاح الجو تسبب بضرر كبير في عمليات القصف في بيروت وفي البقاع تعزي فقط قلائل، في هذه الاثناء لا يبدو أن هناك عملية عسكرية حاسمة تجعل حزب الله والحكومة اللبنانية يسارعون نحو الاتفاق. اذا توصل الطرفان الى وقف لاطلاق النار فان هذا سيكون من خلال عامل استراتيجي بارد، بالاساس من قبل ايران التي هي معنية بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة قبل دخول ترامب الى البيت الابيض بعد شهرين.
في هذه الاثناء فان رؤساء السلطات في الشمال يطلبون زيادة الهجمات في لبنان ردا على اطلاق الصواريخ. في حين أن رئيس المعسكر الرسمي، بني غانتس، دعا الحكومة الى اصدار اوامر لقصف اهداف في الدولة اللبنانية. الجيش الاسرائيلي طلب أمس من المواطنين في الضاحية الاخلاء قبل هجوم كثيف، وحتى الآن الاحداث الاخيرة لم تغير موقف هيئة الاركان الاساسي كما تم التعبير عنها في المستوى السياسي في الاسبوع الماضي. في هيئة الاركان يعتقدون أن الانجازات العملياتية التي تحققت في الشمال وفي الجنوب تمهد الطريق لصفقة قريبة، ويوصون هناك بعملية تضمن وقف اطلاق النار في لبنان وغزة وعقد صفقة سريعة لاطلاق سراح المخطوفين المحتجزين في القطاع.
في جنوب لبنان، اضافة الى الهجمات الجوية، الجيش الاسرائيلي يقوم بتمشيط الوديان ويدمر منصات لاطلاق الصواريخ التي توجد على مسافة بعيدة نسبيا عن الحدود. ولكن الادعاء هو أنه يمكن التوصل الى اتفاق بدعم امريكا، وأن تدخل الولايات المتحدة لدعم الجيش الاسرائيلي (كمراقبة على تنفيذ الاتفاق) سيساعد في استقرار الوضع على طول الحدود. بخصوص صفقة التبادل فهي تحتاج الى اظهار المرونة من قبل اسرائيل وانهاء مؤقت على الاقل للقتال حتى لو لم يتم هزيمة حماس. والبديل يمكن أن يكون موت المخطوفين الموجودين في القطاع على قيد الحياة.
أول أمس قالت حماس بأن مختطفة ماتت مؤخرا. الجيش الاسرائيلي ابلغ عائلتها، لكنه امتنع عن التقرير بأنها قتلت حقا في ظل غياب أدلة كافية. وطمس التفاصيل يؤدي الى ابعاد ضائقة المخطوفين عن رأس اجندة الجمهور. هذا لا يحدث في فراغ. فالمراسل براك ربيد نشر بأن ترامب تأثر خطأ من أن معظم المخطوفين قد قتلوا، وتفاجأ مؤخرا عندما اكتشف أن الامر ليس هكذا. مهم معرفة من الذي غرس في الرئيس المنتخب هذا التفكير غير الصحيح.
تم العثور على المذنب بالفشل
هدف تعيين اسرائيل كاتس كبديل ليوآف غالنت في وزارة الدفاع بدأ يتضح. رئيس الحكومة نتنياهو وضع اسم كاتس كي يشعل الحريق في جهاز الامن، وكاتس يفعل المطلوب منه. في يوم الجمعة اعلن الوزير بأنه سيوقف اصدار اوامر اعتقال اداري ضد اليهود، الامر الذي يغضب الشباك (الاعتقال الاداري للعرب سيستمر كالعادة). امس اعلن كاتس عن تجميد تعيينات لضباط برتبة عقيد، الذين قرر ترقيتهم رئيس الاركان هرتسي هليفي، لتولي منصب قائد لواء المظليين ومنصب قائد وحدة يهلوم. عشرات التعيينات الاخرى تمت المصادقة عليها.
الذريعة الاساسية التي يطرحها كاتس منطقية. المرشحون للترقية تولوا مناصب رفيعة في قيادة الجنوب، ضابط قسم العمليات وضابط قسم الهندسة – في فترة الهجوم الارهابي في 7 اكتوبر. والتحقيقات التي تجريها القيادة لم تنته بعد. ولكن القصد من هذه الخطوة واضح. فهو يهدف الى تخريب مكانة هليفي، التي هي في الاصل يتم تقويضها على يد نتنياهو وشركائه وابواقه.
من وجد نفسه رغم ارادته في خط النار هو العقيد افرايم افني، الضابط الذي تعيينه في منصب قائد المظليين، تم تجميده. افني لم تساعده القبعة المنسوجة التي يرتديها أو أنه نتاج تعليمي واضح للصهيونية الدينية (المعسكر وليس القائمة). البيبيون في الشبكات الاجتماعية القوا عليه امس كل ملف الفشل والصقوا به عدة اتهامات لا اساس لها. هذا الانقضاض يخدم هدف اكبر وهو حرف النار عن الزعيم.
في جهاز الامن ما زالوا يجدون صعوبة في التخلص من الانطباع الذي ولده الخطاب المنفعل لنتنياهو في منتهى السبت، والامر الذي اثار رئيس الحكومة هو مقدمة المقابلة مع المحامي عوديد سابوراي، محامي المتحدث والمتهم ايلي فيلدشتاين، التي تم بثها في يوم الجمعة في “اخبار 12”. حيث قال سابوراي بأن فيلدشتاين لم يعمل من تلقاء نفسه في قضية الوثائق المسروقة، بل هو عمل لصالح نتنياهو.
هذا كان يكفي نتنياهو كي يسجل، ربما في يوم السبت، الفيلم الذي مدته 9 دقائق، الذي تطاول فيه على الشباك وجهاز القضاء. يورام كوهين، رئيس الشباك السابق، اعتبر وبحق هذا الانقضاض على رئيس الجهاز الحالي رونين بار “تصرف معيب”. حتى الوزير آفي ديختر تحفظ من ذلك. ولكن في حالة ديختر الذي هو نفسه كان رئيس سابق للجهاز، فان هذا ربما يرتبط ايضا بقرار نتنياهو تجاهل رغبته في تولي منصب وزير الدفاع.
في الصحف نشر امس فحص للحقائق، كشف بسهولة الاكاذيب والتضليل الموجود في الفيلم الذي نشره نتنياهو. ولكن الفيلم في الاصل لا يتساوق مع الواقع بأي شكل من الاشكال. كل هدفه هو اثارة حماس المعسكر المؤيد لرئيس الحكومة، في الوقت الذي يبحث فيه عن ذريعة اخرى لوقف أو تأجيل الاجراءات الجنائية ضده. امس طلب محاموه تأجيل لـ 15 يوم البدء في تقديم شهادته في المحكمة. ومن غير المستبعد أن النيابة والقضاة سيوافقون على ذلك في هذه المرة.