ترجمات عبرية

هآرتس / الحكومة استغلت ايوب قرا – وحولته الى أحمق المدينة

هآرتس – بقلم  نيلي اوشروف – 5/9/2018

زيارة رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتا تقترب من نهايتها. ولكن الوقت ما زال ليس متأخرا لتذكر لحظاتها الاولى. الرئيس الفلبيني المحبوب استقبل في  مطار اسرائيل في جنح الظلام. حيث فقط ذوي النظرات الثاقبة لاحظوا أن الممثل الرسمي لدولة اسرائيل في الاستقبال الذي مال بخنوع لدقائق طويلة امامه وصافح يده مطولا كان هو وزير الاتصالات ايوب قرة. انا متأكدة بانه هنالك تبرير بروتوكولي في ارسال قرة بالتحديد، ولكن منذ البداية لا اقبل به، وافترض بان قرة ارسل لاستقبال الرئيس لانه كان هو الشخص الوحيد الذي  كان مستعدا للقيام بهذا الدور. صحيح أن حقيقة ان وزراء حكومة اسرائيل ان دوتيرتا هو شخص مجذوم لم تكن لتزعجه – حيث أن حكومات اسرائيل منذ سنوات تعقد صفقات جيدة مع اشخاص مصابين بالجذام وفعليا كلنا مصابين بالجذام – ولكن جذام دوتيرتا مكشوف جدا ومتقدم، حيث يوجد خوف معقول بان كل من يصافح يده تظل ملتصقة بيده على الاقل اصبع من الاصابع المصابة بالرئيس.

يمكن التخمين بان وزراء الحكومة رفضوا بصورة موحدة ان يقوموا بهذا الدور. حتى لهذه الحكومة التي وضعت دونالد ترامب كمنارة للقيم الانسانية هنالك خطوط حمراء. انتم ترون يوفال شتاينتس، زيف الكين، نفتالي بينيت طيبي النفس والتطهريين يصافحون الشخص بالمصاب بالجذام من مانيلا؟ حتى وليس ميري ريغف والمستعدة بشكل عام لتنفيذ رغعبة سادتها بنفس راضية (وان كان لبنيامين نتنياهو اللباقة المطلوبة لعدم  ارسال امرأة جميلة لدوتيرتا بالتخديد في هذه الايام). لا والف لا، لهذه المهمة كان بالامكان ارساله فقط شخص ما مثل قرة، والذي كما يبدو غير مستعد للتمييز في التراتبية بين الحثالات.

ربما انه من ناحيته كان هذا شرفا كبيرا. وما له والدخول في حسابات ومقارنا مع طغاة مكروهين آخرين، في الوقت الذي تستقبل فيه دولة اسرائيل بحفاوة الضيف؟ يجب الانتباه الى ان الزيارة كلها بصورة متواضعة. لم نرَ لمرة واحدة زوجة رئيس الحكومة – والتي بها بشكل عام لا تفوق اي فرصة للظهور امام الاضواء في استضافات رسمية من هذا النوع، تقف امام دوتيرتا.

هل من الممكن أنه مثلها مثل ريغف تم ابعادها عن مخالب المفترس؟

هذه الزيارة اعطت الشعور بان حكومة اسرائيل بقدر ما هي بليدة الاحاسي امتنعت عن التجول في ضوء الشمس وهي تحمل حثالة على رأسها. اذا اردنا ان نفهم المغزى العميق بالقاء المهمة على قره يجدر أن ان ندقق في الجزء الاسبوعي من التوراة، في الاسبوع الماض (هذا سيأتي) من سفر التثنية، والذي يمكننا الافتراض بان قرة لكونه درزيا لم يقرأه.

في هذا الفصل والمعروف ايضا بفصل الشتايم، تظهر  قائمة طويلة وابداعية بشكل عام لانواع من المسبات والتي ستع على رأس اسرائيل اذا اخطأ. “سيضربكم الله بالالسل والحمى والاسلالتهاب وبالشخير وبالقشرة وبالفطريات”. هذه فقط مثال. في سبوت هذا الفصل، كانوا يعتادون في البلدات اليهودية ان يرفع التوراة  الاوغاد من ارذان المجتمع – الحوذيون والسقاءون، ومنظفو المجاري أو اشخاص عاجزون آخرون، وان تصب على رؤوسهم المسبات (من خلال الاستناد الى  جهالتهم التي تمنعهم من فهم النص الواقع عليهم.

الكاتبة دبورا بارون تكرس القصة القصيرة لها “رجل التوبة” (هكذا سمي هؤلاء الاشخاص أكباش الفداء هؤلاء)، لشخصية ضحية من هذا النوع. ايضا ليفي اريه ارئيلي من كتاب البلاد في بداية القرن العشرين كتب مسرحية عن  هذه العادة في  كتاب “بن عزاي اليمني”، وهو قصة مؤثرة تكشف عن عظم التمييز  والتنكيل الذي تعرض له ابناء الطائفة اليمنية من فلاحي الموشافات في ارض اسرائيل، حيث اندفاع الشماس اليمني للكنيس نحو وظيفة الرجل الموبخ  هو فقط احد الشهادات على ذلك.

عندما رأيت قرة يستند على دوتيرتا في مطار بن غوريون لم اتمالك نفسي من التفكير بان قرة هو الرجل الموبخ الحالي لحكومة اسرائيل. ان استغلال أصل قرة لغاية تنفيذ المرة الرسمية لتأهيل دوتيرتا علنا يدلل على عنصرية ليست اقل من قانون القومي العنصري. هذا الاكتشاف ليس مؤثرا: الحكومة الحالية هي اضافة لكل فضائلها  في المجال القيمي، فانها ايضا عنصرية.  يبدو أنه يجب دعوتها للتوبة وان يتم اسماع قائمة المسبات في وجهها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى