هآرتس: الحقيقة هي أن الجنود يُقتلون عبثا، لكن لا توجد حتى دمية تقول ذلك
هآرتس 21/11/2024، يوسي كلاين: الحقيقة هي أن الجنود يُقتلون عبثا، لكن لا توجد حتى دمية تقول ذلك
كيف يحدث ذلك؟ من يتحدث من البطن يصمت، ولكن الدمى تتكلم. هل هذا أمر سيء؟ أبدا لا. لا يوجد لدي أي شيء ضد عميت سيغل. بالعكس، هو بليغ وموثوق، وحتى أنه من الرائع بالنسبة لي سماع صوت نتنياهو وهو يخرج من فمه. واذا كان سيغل هو بالضبط نتنياهو فبماذا يهمني من أي بطن يخرج صوته. هناك دمى تريد أن تتحدث من البطن، لكن هذا الانتقال غير سهل.
اسرائيل كاتس يتعلم ذلك بالطريقة الصعبة. لا شك أن أذنه اشتعلت عندما سمعوه وهو يقول “لقد هزمنا حزب الله”. كاتس الآن يحتاج الى دمية وبسرعة. يوجد لديه امور كثيرة لقولها. ولكنه لا يعرف كيف يقولها. انتظروا، توجد لديه دمية تستعد لذلك. بعد قليل تقاريرها ستبدأ بـ “من مصادر في مكتب الوزير كاتس جاء”. هي ستكون مراسلة تتحدث وهي ترتدي قبعة مثل سيغل ونير دبوري. كمتحدثين هم جيدون، أما كصحافيين فهم ليسوا كذلك. الصحافة هي رسالة. أما التحدث باسم فهو استخذاء. ما الذي يفعله سيغل ودبوري؟ يقومان بالخلط.
ما الذي تريده، يقولون لي. الصحافة لا تعمل مع مصادر وتسريبات؟ بالتأكيد، ولكن تقارير سيغل ودبوري هل يمكن أن نسميها تسريبات؟ احد المصادر هل يعني “مصادر”؟. هل تتخيلون أنهم ينزلون الى موقف سيارات مظلم من اجل الحصول على معلومات من مُسرب؟ يبحثون في وثائق من اجل الحصول على معلومات؟ لا. المعلومات تأتي من المصدر مباشرة الى الواتس اب خاصتهم.
من الجيد أنهم يوجدون في الاستوديوهات. مصادرهم موثوقة وحصرية، لكن هل نسميهم مراسلين؟ هل يقومون بالمطابقة بين المصادر؟ هل يفحصون الحقائق؟ هم فقط يحركون الشفاه والحواجب ويصدرون الاصوات، هذا ما يفعلونه. من اجل ترديد الرسائل لا حاجة اليهم. ويمكن بدلا منهم وضع هناك أي شخص يكون ممتعا النظر اليه. حسنا، هم ليسوا صحافيين، لكن وطنيين بلا شك.
تقرير أولي لسلوك وسائل الاعلام في الحرب نشره معهد بحوث الامن القومي ينفعل من وطنية الصحافة. هدفه، كما كتب فيه، “رص الصفوف والحفاظ على المعنويات الوطنية”. هل هذا صحيح؟ هل الباحثون في المعهد يعيشون هنا؟ رص الصفوف؟ ما هذا؟ نشاط للكشافة؟.
لكن اضافة الى الانفعال من الوطنية، كما جاء في التقرير، فان “عدم الرغبة في الاغضاب باندماج مع التماهي المطلق مع مواطني اسرائيل في وقت صعب جدا أدى الى تغيير كبير في موقف الصحافيين، والتخلي عن بعض مباديء المهنة التي تشمل ايضا عرض صورة متزنة”.
التقرير اقتبس ايضا “محررة كبيرة”، التي حسب قولها “وسائل الاعلام تتخذ القرار الواعي بأن تكون المنبر لرسائل المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي… واخفاء ما يحدث في غزة… وعدم سؤال اسئلة اكثر من اللزوم حول عمليات الجيش خلف الجدار”.
نحن لا نحتاج الى تقرير كي نعرف أن “كلاب حراسة الديمقراطية” هي قطط تحرس قطعة الجبن. أي أنها تحرس نسبة المشاهدة ومداخيلهم. صحيح أنهم ليسوا جميعا. هناك اشخاص شجعان يقولون الحقيقة. ولكن أي نوع من المجاملة للشخص الذي يفعل ما يجب عليه فعله. الحقيقة لا يوجد لها دمية تردد صفحة رسائلها. الحقيقة بدون اكاذيب القنوات والابواق والدمى هي أن الجنود يُقتلون عبثا، وآباءهم الذين يصمتون هم المسؤولين عن موتهم بدرجة لا تقل عن قادتهم. الحقيقة هي أن طلب اعادة المخطوفين البيت والمخلين الى بيوتهم هو هراءات. فقط اقوال وليس افعال. “ضغط الجمهور” اصبح اسطورة، و”ألرأي العام” كلام فارغ. الحقيقة هي أنه “لم يتم اختطافنا على يد مجرمين، نحن سلمناهم انفسنا”. الحقيقة هي أنه لا يهم الجميع أن الحرب ستستمر والمخطوفين سيموتون. الحقيقة هي أن من يقول “لن نتنازل عن الدولة” لا يفعل أي شيء لوقف الحرب لأن “هذا يضر بالجنود”، يفضل أن يموتوا وأن لا تتم اهانتهم.