ترجمات عبرية

هآرتس: الحـرب وأهدافهــا: لا يمكـن تجاهـل الثمـن طـويلاً

هآرتس 2023-12-25، بقلم: عاموس هرئيل: الحـرب وأهدافهــا: لا يمكـن تجاهـل الثمـن طـويلاً

إن استمرار النشاطات الهجومية الواسعة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة مقرون باحتكاك كبير مع منظومات حماس الدفاعية.
حسب تقديرات الجيش فإن 8 آلاف مسلح فلسطيني تقريباً قتلوا منذ بداية الحرب قبل حوالى شهرين ونصف الشهر. لكن في الأماكن التي لم يتم فيها تحقيق سيطرة إسرائيلية فإن المقاومة شديدة جداً – حتى في الأماكن التي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي تستمر محاولات حماس لقضم ذيل القوات.
في الوقت الذي فيه عدد كبير من القوات ليس أقل من أربع فرق، تقوم بالنشاطات الهجومية في القطاع فإن المعنى هو وجود منطقة احتكاك كبيرة ومعقدة مع العدو داخل مناطق مأهولة ومكتظة، التي دُمرت أجزاء كبيرة منها.  تحت الأرض، رغم تدمير آلاف فتحات الأنفاق فإن شبكة الأنفاق ما زالت تعمل.
معظم الهجومات المضادة لحماس تمت بأساليب حرب العصابات وفي نطاق صغير، حيث إن هدفها هو تحقيق نتائج متراكمة.
طريقة العمل تشمل إطلاق نار القناصة، قذائف آر.بي.جي واستخدام العبوات الناسفة. معظم هذه الهجمات يتم إحباطها، لكن يكفي بما تنجح في تنفيذه لكي تجبي من الجيش الإسرائيلي ثمناً يومياً من الخسائر.
ينشر الجيش الإسرائيلي قواته في تشكيلات دفاعية – مواقع من السواتر الترابية المرتجلة – ويتحرك بوساطة سيارات الهامر، وهي طرق عمل تحاول حماس تحويلها إلى نقاط ضعف.
مركز النشاطات الهجومية ينتقل بالتدريج من شمال القطاع، حيث هناك قتل أمس قائد وحدة في دورية «ناحل»، إلى جنوب القطاع.
في الشمال الفلسطينيون يبلغون عن تخفيف معين في قوات الجيش الإسرائيلي في جزء من المناطق التي ضعفت فيها مقاومة حماس.
في المقابل، تدور الآن معركة على منطقة الدرج والتفاح في شمال شرقي مدينة غزة، التي أبقتها إسرائيل حتى الآن دون أي معالجة على الأرض.
إضافة إلى ذلك تحتفظ فرقة من الاحتياط بممر في جنوب مدينة غزة هدفه الحفاظ على منطقة عازلة بين شمال القطاع وجنوبه ومنع عودة «المخربين» والمدنيين الفلسطينيين إلى منطقة الشمال.
الاحتكاك الأكثر شدة يحدث في الجنوب. فرقة 98 في منطقة خان يونس تدير عملياً نوعاً من العملية الخاصة، التي حسب تصريحات الجيش الرسمية تركز على محاولة المس بالشخصيات الرفيعة في حماس، الذين كان هناك افتراض بأنهم يتحصنون في شبكة الأنفاق تحت المدينة.
الجيش أبلغ عن 13 قتيلاً في المعارك في القطاع في نهاية الأسبوع.
هناك إشارات إلى بداية نشاطات إسرائيلية أيضاً في مخيمات اللاجئين في وسط القطاع.
في نهاية الأسبوع نشر الجيش الإسرائيلي منشورات دعا فيها السكان إلى إخلائها، فقط منطقة المواصي، وهي المنطقة الزراعية القريبة من أنقاض غوش قطيف، ومنطقة رفح في جنوبها، تبدو في هذه الأثناء آمنة نسبياً من الاقتحام الإسرائيلي.
زيارات العائلات الثكلى في القتال تعكس الفقدان الكبير الذي أصابها، إلى جانب الإيمان الكبير بعدالة الطريق.
الجنود الذين قتلوا من الجيش النظامي ومن الاحتياط انطلقوا إلى هذه الحرب في 7 أكتوبر مع مشاعر قوية بأنه لا يوجد أي خيار آخر.  وحسب رأي الكثيرين منهم فإن المطلوب هو توجيه ضربة قوية لحماس، بما في ذلك عملية برية واسعة في القطاع في محاولة لتقليص شيء ما من الضرر الفظيع الذي أحدثه الهجوم الإرهابي، من أجل تحسين الوضع الأمني في جنوب البلاد وإيجاد ظروف مناسبة لإعادة المخطوفين.
بعد مرور شهرين ونصف الشهر فإن مصداقية الحرب بقيت على حالها. ولكن مع مرور الوقت فإن الجمهور سيجد صعوبة في تجاهل الثمن الباهظ – أيضاً التشكك في أن أهداف الحرب التي تم تحديدها بضجة كبيرة ما زالت بعيدة عن التحقق، وحماس لا تظهر أي علامات على الاستسلام على المدى القريب.
في الخلفية سيطرح بصورة ملحة أكثر سؤال: ألم يحن الوقت للانتقال إلى المرحلة الثالثة من العملية، التي أساسها إعادة الانتشار قرب الحدود وتقليص معين للقوات والتركيز على الاقتحامات اللوائية في القطاع.
في قيادة المنطقة الجنوبية ما زالوا يعتقدون أن لديهم عدة مهمات ملحة لتنفيذها في الوقت القريب القادم، قبل إجراء تغيير في طبيعة العملية. مع ذلك، بدأ يتضح أن هذا التغيير أصبح أمراً مطلوباً.

يجب الضغط على قطر
الأيام الأخيرة جلبت معها وابلاً من المنشورات، في إسرائيل وفي الخارج، حول تقدم محتمل في الاتصالات من أجل صفقة تبادل جديدة.
عملياً، رغم الضغط العسكري المتزايد على حماس إلا أن حماس ما زالت تظهر مواقف متشددة.
جهات رفيعة في قيادة حماس الخارج كررت في نهاية الأسبوع أن المرحلة القادمة من الصفقة يجب أن تكون «الجميع مقابل الجميع»، وأن تشمل انسحاباً كاملاً لإسرائيل من القطاع ووقفاً بعيد المدى لإطلاق النار وتحرير عدد كبير من السجناء الفلسطينيين، من بينهم «مخربون» كبار. توجد صعوبة أخرى تتعلق بتنفيذ صفقة مرتبطة بجدول زمني. في الغرب يدخلون الآن إلى عطلة عيد ميلاد طويلة، والاهتمام في واشنطن والعواصم الأوروبية سينخفض لأسبوعين تقريبا.
هذا لا يعني أن الإدارة الأميركية لا تبالي بما يحدث هنا، لكن القدرة على الدفع قدماً بخطوات معقدة مرتبطة بتفاصيل كثيرة ستتقلص في الفترة القريبة القادمة.
لا يوجد أي سبب للتشكيك بصدق نوايا الرئيس الأميركي في التوصل إلى حل إنساني في قضية المخطوفين. لكن يبدو أنه حان الوقت لأن يفحص الأميركيون استخدام ضغط أكبر على لاعب رئيس في القضية، قطر.
الدوحة، وهي الوسيط الرئيس بين إسرائيل وحماس، ما زالت تلعب هنا لعبة مزدوجة.
فمن جهة، هي تبث أنها تتجه نحو الصفقة. ومن جهة أخرى، تظهر جهود قطرية للحفاظ على سلطة حماس في القطاع كذخر استثمرت فيه العائلة المالكة مليارات الدولارات في العقد الأخير.
ربما أن الأميركيين يجب عليهم رفع القفازات أمام قطر والطلب منها زيادة الضغط على رئيس حماس في القطاع يحيى السنوار.
الجهود المبذولة لإطلاق سراح المخطوفين الباقين تستمر ببطء، في الوقت الذي فيه المزيد منهم يموتون في أسر حماس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى