هآرتس: الحرب الإسرائيلية ضد العلم الفلسطيني
هآرتس 2022-12-21، بقلم: أسرة التحرير: الحرب الإسرائيلية ضد العلم الفلسطيني
يبدو أن شرطة إسرائيل توسع صراعها ضد العلم الفلسطيني. ما بدأ في القدس، حيث تعتقل الشرطة في السنوات الأخيرة متظاهرين يرفعون الأعلام، حتى دون أن يشكلوا تهديداً على أحد، ينتقل الآن إلى حيفا.
يوم السبت أوقفت الشرطة ثلاثة أشخاص في تظاهرة لحركة حراك في حيفا، كل جريمتهم كانت رفع علم فلسطين.
لا يدور الحديث عن تفسير. تعترف الشرطة نفسها بأن جريمتهم تتلخص في هذا. وها هي لغة بيانها: «في أثناء التظاهرة رفع ثلاثة متظاهرين، منهم اثنان من سكان حيفا ابنا 67 و 20، ومقيم من برقان ابن 31 أعلام فلسطين. بعد أن شرح لهم القائد أن رفع أعلام فلسطين في المكان من شأنه أن يخرق النظام العام ويمس بأمن وسلامة الجمهور بسبب آلاف محتفلي «عيد الأعياد» في المكان، وجه المتظاهرون لإنزال الأعلام، ولما لم يفعلوا ذلك أمر قائد القوة بتوقيف المشاركين بسبب إفشال أفراد الشرطة وخرق النظام العام. نقل المشبوهون إلى التحقيق في محطة الشرطة في حيفا».
الثلاثة، الذين أفرج عنهم بالكفالة في المساء كانوا محقين في رفضهم. فلا يوجد حظر في القانون على رفع علم فلسطين والذي هو، كما يجدر بالذكر، العلم المعترف به والرسمي للسلطة الفلسطينية أيضاً، والتي وقعت دولة إسرائيل معها على اتفاقات سياسية، وتتعاون معها في شؤون أمنية ومدنية بشكل جار منذ نحو 30 سنة.
وليس هذا فقط بل إنه بتعليمات من المستشار القانوني للحكومة تقرر أنه يجب العمل على إزالة العلم، فقط عندما يكون ثمة «تخوف بمستوى معقولية عالٍ من أن يؤدي رفع العلم إلى خرق خطير للسلامة العامة».
مقلقة هي حقيقة أن ترى في حيفا مظاهرة لحركة حراك مع أعلام فلسطين ليست حدثاً شاذاً، فهم يجرونها كل أسبوع من جادة بن غوريون في المدينة، احتجاجاً على مواضيع مختلفة، حيث قررت شرطة حيفا هذه المرة استعراض العضلات.
يوم الأربعاء الماضي استدعت ممثلي حراك للاستيضاح وطلبت منهم منع المظاهرة بسبب قرب موعدها خلال احتفال «عيد الأعياد».
رداً على ذلك، أشارت منظمة «عدالة» في كتاب للشرطة، إلى أن حظر إجراء التظاهرة ليس قانونياً.
وفي الغداة اتفق على أن تنقل التظاهرة إلى ميدان حدائق البهائيين ويقدم موعدها ساعة ونصف الساعة. ومع أن متظاهرين التزموا بما اتفق عليه، أوقفتهم الشرطة للتحقيق.
لا يمكن أن نعرف إذا كان هذا استعداداً من الشرطة لـ «زمن بن غفير» وصلاحياته الجديدة.
على كل حال يبدو أن العلم الفلسطيني بحد ذاته يعد إزعاجا للنظام العام ورافعوه هم مشبوهون فوريون.
على المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهرب ميارا، أن توضح لشرطة إسرائيل أن رفع أعلام فلسطين مسموح به في القانون ومحمي بحرية التعبير.