ترجمات عبرية

هآرتس: الجيش الاسرائيلي لم يوقف عقارب الساعة في طهران، مطلوب تفاهمات مع إيران

هآرتس 2/7/2025، يوسي ميلمانالجيش الاسرائيلي لم يوقف عقارب الساعة في طهران، مطلوب تفاهمات مع إيران

عامل مهم، حتى لو كان رمزيا في خطط الحرب ضد ايران كان فكرة التدمير من الجو للساعة الرقمية الكبيرة في ميدان فلسطين في وسط طهران وتصويرها ونشر الصور في اسرائيل، ايران وارجاء العالم، كجزء من الحرب النفسية. ولكن سلاح الجو الاسرائيلي اخطأ الهدف.

وزير الدفاع يسرائيل كاتس لم يتنازل، ووعد بأنه سيتم تدمير هذه الساعة. حسب تعليماته انطلق سلاح الجو في محاولة هجوم آخر في اليوم الاخير للحرب. ولكن هذه المهمة تم الغاءها، وايضا كل المهمات، في اعقاب وقف اطلاق النار الذي اعلن عنه الرئيس الامريكي ترامب.

هذه الساعة الرقمية وضعت في طهران في 2017، وهي تعد بصورة عكسية للعام 2040، وهو الموعد الذي حدده الزعيم الاعلى علي خامنئي لتدمير اسرائيل. وهي تستخدم كاداة دعاية للنظام وتعكس الايديولوجيا المناهضة لاسرائيل، التي تحظى بمكانة رئيسية في الجمهورية الاسلامية. الساعة توجد في ميدان مركزي الذي تجري فيه احتفالات رسمية ومظاهرات الدعم لفلسطين. وتعكس التزام ايران بدعم “محور المقاومة”، حماس، حزب الله والحوثيين.

الرسالة التي استهدف نقلها الاضرار بالساعة هي مجازية: وقف عقاربها التي تتقدم نحو موعد تدمير اسرائيل، مثلما وقف الزمن ومعه برنامج التدمير.

فكرة وقف الزمن حظيت بتعبيرات غير قليلة في الثقافة وفي الفن. الكاتب البولندي – البريطاني جوزيف كونراد نشر في 1907 كتابه بعنوان “العميل السري”. هذه الرواية تتحدث عن شخص ثوري، فوضوي وعميل، يخطط لتفجير برج الكواكب الصناعي في غرينتش، احد المواقع الفلكية المهمة في تاريخ العلوم، والذي يلعب دور رئيسي في تحديد موقع الزمن وخط الطول الرئيسي (صفر) في الكرة الارضية. بعد 28 سنة قام الفريد هيتشكوك باخراج الفيلم المثير حول التجسس بعنوان “الـ 39 درجة”. في احد المشاهد المشهورة يحاول رجال الشرطة توقيف ساعة بيغ بن في مبنى البرلماني البريطاني من اجل منع انفجار قنبلة موقوتة زرعت في البرج.

فشل اسرائيل في تحدي الساعة الايرانية لا توجد له اهمية عملياتية، لكن بالتاكيد توجد اهمية في المستقبل للطريقة التي تستخدم فيها اسرائيل وزعماؤها الزمن المتاح لهم. اسرائيل تم منحها، بمساعدة دونالد ترامب والولايات المتحدة والدول الغربية، فرصة ذهبية لتشكيل الشرق الاوسط والاستفادة من انجازات الحرب رغم محدوديتها، من اجل الدفع قدما بترتيبات تضمن بقاءها على المدى البعيد، خلافا لتقدم الساعة الايرانية.

اسرائيل تحارب منذ 7 اكتوبر في ست ساحات: غزة، الضفة الغربية، لبنان، سوريا، اليمن وايران. يمكن التوصل الى تفاهمات واتفاقات، حتى اتفاقات سلام، على الاقل مع معظمها. عمليا، المفتاح مزدوج. الاول هو حل، جزئيا أو بالتدريج، المشكلة الفلسطينية، الامر الذي يمكن أن يحدث رد ايجابي متسلسل سينعكس على العالم العربي والاسلامي. الثاني هو التوصل الى تفاهمات، حتى لو كانت غير رسمية، مع ايران، تمنعها من مواصلة ارسال وكلائها للمس باسرائيل.

من اجل ذلك يجب على القيادة العليا في اسرائيل أن تتوقف عن الجمود الفكري الذي تعاني منه، الذي يجعلها ترى الاحتفاظ ببضع عشرات من الكيلومترات من الاراضي والقطاعات الامنية، مؤشر، أو أي اسم آخر يتم اخذه من القاموس العسكري الاسرائيلي، وضمانة لأمن اسرائيل. وحتى لو توصل جهاز الامن الى الاستنتاج الصحيح الذي يقول بان الاراضي لا تضمن الامن بالضرورة، فانه ما زالت توجد حاجة الى زعيم يتخذ القرار الشجاع. الكثير من المحللين يعتقدون أن نتنياهو يخاف من التسويات والحلول السياسية لاعتبارات سياسية وانتخابية، بكونه في جوهره شخص انتهازي ولا توجد لديه ايديولوجيا.

هذا صحيح بدرجة معينة. تغييرات الاتجاه لنتنياهو كانت دائما تكتيكية، واستهدفت كسب الوقت وتأخيره، مثلما في الأدب والسينما. ولكن في جوهره في صلب ايمانه نتنياهو هو شخص ايديولوجي متشدد، يحصل على الالهام من عقيدة والده بن تسيون. مثله هو لا يؤمن بالاتفاقات مع الجيران. اضافة الى ذلك مع مرور السنين اضيف الى عقيدته عامل مسيحاني. ومثل والده هو متشائم ويعتقد أنه “حكم علينا بالعيش في وضع حرب دائمة”. بالصدفة أو لا، هذا ايضا يخدم اهدافه السياسية.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى