هآرتس: الجيش الإسرائيلي يُفعل دعاية سياسية تدعو الجمهور الى الضفة
هآرتس 2/12/2025، نوعا شبيغل ونير حسون: الجيش الإسرائيلي يُفعل دعاية سياسية تدعو الجمهور الى الضفة
الجيش الإسرائيلي يقوم بحملة في الشبكة تدعو الجنود والجمهور الى القدوم الى مواقع اثرية والى بؤر استيطانية غير قانونية في الضفة، بما في ذلك في مناطق أ وب الموجودة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية. مشروع “من اجل يهودا” يعمل بواسطة مجموعات على الواتس اب والتلغرام وصفحات انستغرام ويوتيوب، وفي تموز الماضي حتى أن هذا المشروع اصدر كتاب. الى جانب معلومات حول نقاط سقط فيها جنود وكذلك مشاريع لاحياء ذكرى، فان هذا المشروع يستخدم أيضا كقناة دعاية للمستوطنين. ضمن أمور أخرى، الأفلام التي تنشر فيها تتضمن توصيات لزيارة مواقع مختلفة، ومنشورات دعائية لمشاريع خاصة، ودعاية سياسية وروايات دينية واثرية، التي بعضها لا أساس علمي له. المضمون يقدمه ضباط وجنود ومرشدين ورجال اثار مدنيين وشخصيات سياسية من المستوطنات.
المشروع أقيم على يد جندي يعيش في المنطقة وخدم في لواء يهودا وواصل قيادته حتى اثناء وجوده في خدمة الاحتياط، مع دعم كامل من قادته الكبار. في الفيلم الذي نشر مؤخرا في اليوتيوب يظهر قائد لواء يهودا شاحر بركاي، وقائد لواء شومرون اريئيل غونين ونوابهما. في هذا الفيلم تقول قائدة وحدة الهندسة في يهودا والسامرة بأنه “بعد الجولات أنا أرى كيف ان الرابطة تتعزز والقدرة على تنفيذ المهمة من خلال فهم واسع لما يعنيه هذا المكان”. في نهاية الفيلم يقول ضابط آخر: “نحن هنا لان هذه هي المعالم المجيدة لشعب إسرائيل”.
في موقع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نشر في تموز 2024 مقال حول المشروع، الذي كتب فيه: “ضابط الصف إيليا كان له حلم كبير – ربط كل محارب ومواطن وسائح يوجد في لواء يهودا بالتراث وتاريخ المنطقة”. في الموقع يتم وصف كيف ان هدفه “شق شارع يمر في نقاط المعالم الخاصة في المنطقة – بدءا من احداث تاريخية في عهد التوراة ومرورا بروايات قبل قيام الدولة وانتهاء بالمعارك التي وقعت في عهد دولة إسرائيل، التي تربط اكبر قدر ممكن من الجنود بجوهر المهمة وإعطاء إجابة على سؤال: لماذا نحن هنا؟”.
في القنوات المختلفة هناك عشرات كثيرة من الأفلام الذي تدعو الجنود والجمهور لزيارة المواقع، من بينها يمكن إيجاد “الضريح السامري” في قلب مدينة نابلس. في الفيلم يشرح المرشد بان المكان يوجد “على بعد 80 – 100 متر عن قبر يوسف”. فيلم آخر يوصي بزيارة بركة توجد في قلب قرية كرمل الموجودة في مناطق أ. المرشد يشرح بان الامر يتعلق ببركة من العهد الانتدابي، لكنه يدعي انها بنيت على أساس بركة أقدم، وحتى انه يربط البركة السابقة بقصة توراتية عن نيفيل هكرميلي، بدون أي دليل اثري على ذلك. أفلام أخرى تدعو الى زيارة بؤر استيطانية غير قانونية، وزيارة ينابيع استخدمها الفلسطينيون الى ان سيطر المستوطنون عليها، وكذلك زيارة كنس توجد في قرى فلسطينية وما شابه.
القناة التي تشغل من قبل لواء يهودا تعطي منصة أيضا لقيادة المستوطنين. ايال غلمان، رئيس المجلس المحلي حيفرون، يتحدث في احد الأفلام عن معجزة، التي يحسبها أبونا إبراهيم جاء من اجل استكمال النصاب في كنيس يوجد في قلب الخليل قبل بضع مئات من السنين. في فيلم آخر، الذي تم نشره في صفحة الفيس بوك التابعة لمركز زوار الخليل يظهر نوعام ارنون، وهو دكتور في التاريخ والمتحدث باسم الاستيطان اليهودي في الخليل، وهو يشرح عن يعقوب في مغارة الماكفيلا (الحرم الابراهيمي). على خلفية جنود يتجولون في المكان يقول ارنون ان “اسم يعقوب تحول الى إسرائيل. اسم إسرائيل هو المصدر لكل التطورات التاريخية لشعب إسرائيل وارض إسرائيل وتوراة إسرائيل، وفي أيامنا – دولة إسرائيل وحكومة إسرائيل والجيش الإسرائيلي والكنيست.
في فيلم آخر يبدأ كلامه بـ “سلام عليكم، يا سكان وجنود ارض يهودا”.
في احد الأفلام تظهر توصيات لاماكن لقاءات وعروض زواج. من يعرض الفيلم يرتدي الزي العسكري، الذي تم عرضه على انه عضو في “طاقم من اجل يهودا”، يوصي ضمن أمور أخرى، بمزرعة نهغوت في جنوب جبل الخليل، وهي بؤرة استيطانية أقيمت في 2018. ويوصي أيضا بمواقع أخرى التي بعضها أقيم على أراضي فلسطينية خاصة. في فيلم آخر يظهر مرشد مسلح يرتدي الزي العسكري وهو يشرح عن تمرد باركوخبا. “هل كان من المجدي التمرد؟”، يتساءل في بداية الفيلم ويشرح بالتفصيل عن مئات آلاف القتلى في اعقاب التمرد. “حسب رأيي كل هذا كان مجد من اجل ان نكون شعب حر في بلاده، من اجل الحرية”، لخص أقواله على خلفية علم إسرائيل وهو يرفرف في قرية فلسطينية.
القناة تشمل أيضا منشورات دعائية لاعمال تجارية خاصة، احدها هو عربة القهوة الموجودة في موقع سوسيا القديمة – موقع اثري يوجد في جنوب جبل الخليل. “اذا ذهبتم الان الى سوسيا القديمة يمكنكم العثور على موقع تاريخي رائع. كنيس محفوظ في وضع رائع، وافلام صوت وضوء، ومغارات للزحف فيها وبالطبع عربة قهوة ممتعة”، كتب في الفيلم. فيلم آخر هو دعاية لمصنع طحينة في هار براخا على جبل جرزيم.
في فيلم آخر يؤبنون في القناة زئيف (جابو) ارليخ، الذي قتل قرب الجندي غور كاختي في حادث مختلف عليه في موقع اثري في لبنان. في فيلم آخر يدعى السكان والجنود للقدوم من اجل اشعال شمعة عيد الانوار لذكرى ارليخ في الكنيس القديم في قرية السموع الموجودة في مناطق ب في جنوب جبل الخليل. في احد الأفلام نائب لواء شومرون يقول انه يوجد في قرية نصف جبيل في محافظة نابلس. ويقول انه ربما هذا احد الأماكن التي عمل فيها النبي الياهو. هو يروي الرواية الإسلامية عن الشيخ الذي عاش هناك ويقول: ما هو الصحيح؟ أنا لا أعرف. حسنا، لكن لا يهم، هذا يروي هنا رواية تناسب جدا روايتنا حول هذا الموضوع. وبدون صلة، ماذا تعود جابو ان يقول، “حتى لو كان هذا غير صحيح الا انه يوجد هنا الكثير من الناس الذين جاءوا الى هذا المكان لسنوات طويلة، لذلك فان هذا أيضا جزء من التاريخ هنا”.
أيضا لواء شومرون يشغل قناة مشابهة باسم “من اجل شومرون”، هناك يمكن إيجاد فيلم من الموقع الاثري في سبسطيا الذي فيه يشرح احد المرشدين، الذي هو أيضا يرتدي الزي العسكري، بان منشآت استحمام، التي عملت بمحاذاة الهيكل الروماني، كانت في الواقع مطاهر يهودية. المشروع تسارع خلال الحرب، لكن نيتع كسبيم، ضابطة الاحتياط التي خدمت في اللواء، قالت للصحيفة بأنه في 2022 نشرت أفلام من المشروع في مجموعة الواتس اب على مستوى الكتيبة. “من الغريب وصف هذا بالتطبيع، لانه لم يكلف احد نفسه حتى عناء ارسال انتقاد”، قالت عن الارتياح الذي استقبل فيه هذا الامر. “هناك مستوطن يخدم في الاحتياط ضمن اللواء، وهو المسؤول عن المشروع السياحي. يرسلون الينا كل أسبوع برنامج تعليمي، ويمكن للجنود اختيار الذهاب الى جولة في المنطقة اثناء تواجدهم في الاحتياط، واذا لم تقم باختيار الذهاب الى جولة في المنطقة، فقد تجد نفسك في فعالية لكتيبة أو لواء في موقع اثري. او قد يخرج قادة الكتائب لتامين صلاة في قرية فلسطينية. يصعب حقا وصف ذلك بالتطبيع، لانه ببساطة تجاهل كامل لحقيقة ان الأيديولوجيا التي تكمن خلف هذا المشروع تلحق ضرر كبير بالفلسطينيين في المنطقة”.
منظمة علماء الاثار عيمق شفيه، المعنية بحقوق التراث واستخدام علم الاثار في اطار الصراع، صرحت بان “العلاقة بين أيديولوجيا الجيش الإسرائيلي وايديولوجيا المستوطنين معروفة سلفا. والجديد في الامر هو ان الطريقة العلنية والسافرة التي يستخدمها المستوطنون من اجل التاثير على الجمهور الماسور – الجنود الشباب الذين يتم تلقينهم تلقين يميني وديني من خلال المواقع التراثية من قبل شخصيات ذات سلطة يخضعون لها”. وأكدت المنظمة ان “كل أم يهودية يجب ان تعرف بان السيطرة استكملت وان الجيش الإسرائيلي اصبح أداة في خدمة قطاع سياسي واحد فقط. من الان فصاعدا هي لا ترسل ابناءها فقط لتامين جابو أو البرسلافيين الذين ياتون الى قبر يوسف، بل أيضا من اجل ان ينضموا هم انفسهم الى هذه المواقف”.
من الجيش الإسرائيلي جاء: “هدف الأفلام هو عرض معلومات تاريخية عن المواقع الاثرية في المنطقة فقط، من اجل تعزيز المعرفة والارتباط بتاريخ منطقة يهودا والسامرة. نحن نؤكد على أن السياسة في هذا الموضوع واضحة، ولا يوجد أي تشجيع أو توجيه من اجل الوصول الى أماكن محظور التواجد فيها بدون مصادقة كل الجهات ذات العلاقة وتامين من قبل قوات الجيش الإسرائيلي”.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لم يتطرق في رده على سؤال لماذا سمحوا بإدخال اجندات سياسية ودينية الى الأفلام، وسمحوا لجهات سياسية بالمشاركة فيها.



