هآرتس: الجيش الإسرائيلي يقدر بأن الضغط العسكري حسّن شروط الصفقة
هآرتس 17/7/2024، عاموس هرئيل: الجيش الإسرائيلي يقدر بأن الضغط العسكري حسّن شروط الصفقة
في الجيش الاسرائيلي يلاحظون مؤخرا نجاعة الضغط العسكري على حماس في القطاع. حسب هيئة الاركان فان سلسلة النجاحات العملياتية التي تم تحقيقها في هذه الفترة يزيد الضائقة في اوساط قادة الذراع العسكري في حماس، ويخلق شروط افضل للدفع قدما بصفقة تحرير المخطوفين. مع ذلك، في هيئة الاركان لا يتحدثون عن النصر القريب على حماس، ويستعدون لمواجهة طويلة ويعترفون أن أي صفقة ستكون مرهونة بتنازلات مؤلمة من ناحية اسرائيل.
في قيادة المنطقة الجنوبية يقدرون أن 14 ألف مسلح من رجال حماس قتلوا منذ بداية الحرب، بينهم تقريبا ألف في العمليات الاخيرة – احتلال جزء من رفح ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر – اضافة الى اقتحام احياء الشجاعية وصبرا في مدينة غزة. حوالي نصف القادة الكبار في الذراع العسكري قتلوا في عمليات تصفية اسرائيلية. حول مصير الشخص الاكثر اهمية في هذه الاهداف، رقم 2 في حماس القطاع محمد ضيف، لا يوجد يقين حتى الآن. اسرائيل حاولت اغتياله في يوم السبت الماضي بواسطة هجوم بقنابل ثقيلة الوزن على منشأة لحماس قرب منطقة الملاذات الانسانية في المواصي بين خانيونس ورفح. قائد لواء خانيونس في حماس الذي كان برفقته، رافع سلامة، قُتل. بخصوص الضيف كانت توجد معلومات دقيقة عن تواجده هناك فوق الارض. وقد تمت مشاهدة اصابة دقيقة للهدف، لكن حتى أمس لا يوجد أي دليل على أنه قُتل.
قرار الضيف المخاطرة والالتقاء مع سلامة فوق الارض، يعكس اضافة الى المشكلات الصحية التي يعاني منها نتيجة اصابات في السابق، يعكس صعوبة الذراع العسكري في تشغيل منظومة القيادة والسيطرة المتشعبة من تحت الارض. بعد اكثر من تسعة اشهر على القتال فان جزء كبير من مراكز القيادة والسيطرة المحددة في الانفاق تضرر، وحماس اضطرت الى البحث عن بدائل. الكثير من النشطاء انتقلوا للاختباء في مدارس وكالة “الاونروا”، التي اصبحت في الفترة الاخيرة اهداف للهجمات المركزة للجيش الاسرائيلي. عشرات من رجال حماس في مستوى قيادة متوسط قتلوا في هذه الهجمات. حماس تعاني ايضا من الصعوبة في انتاج الوسائل القتالية، بدلا من السلاح الذي تم تدميره والذخيرة التي بقيت. حتى الآن ما زالت توجد لحماس قدرة على اطلاق الصواريخ على تل ابيب والقدس، لكن حجمها محدود مقارنة مع بداية الحرب.
رئيس “سي.آي.ايه” وليام بيرنز قال أمس بأنه يتم استخدام على رئيس حماس في القطاع، يحيى السنوار، ضغط كبير من قبل قادة الوية حماس من اجل التنازل والتوصل الى الصفقة مع اسرائيل. بيرنز يؤكد بذلك الاقوال التي نشرت هنا قبل شهر تقريبا. ثلاثة قادة من بين الخمسة قادة للذراع العسكري قُتلوا اثناء الحرب، وتم تعيين اشخاص بدلا منهم. بيرنز يعكس الصعوبة المتزايدة لدى حماس ازاء الخسائر واستمرار الحرب والتحسين المحدود لفعالية نشاطات الجيش الاسرائيلي.
فرصة عابرة
الجيش الاسرائيلي يشغل الآن ثلاث قيادات بمستوى فرقة في القطاع. فرقة غزة في محيط الجدار والمؤشر الملاصق لها في داخل القطاع؛ الفرقة 162 في العملية الهجومية في رفح – فرقة احتياط (هذا الاسبوع استبدلت الفرقة 252 الفرقة 99) في محور نتساريم، الذي يقسم القطاع الى قسمين. مع ذلك، تحت القيادات بمستوى الفرق لا يعمل الآن حجم كامل من القوات. بعض الطواقم القتالية اللوائية خرجت من القطاع لفترة انتعاش والاستعداد لنشاطات هجومية محتملة اخرى لاحقا. في السابق خطط الجيش الاسرائيلي لعرض نهاية العمليات في رفح، المتوقعة خلال بضعة اسابيع، كنهاية للمرحلة القوية في الحرب في القطاع واستغلال ذلك للاعلان بأن الذراع العسكري لحماس تمت هزيمته، وأنه حان الوقت للتقدم نحو صفقة التبادل.
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عارض ذلك بشدة (عمليا، الحديث لا يدور عن انتصار أو عن هزيمة واضحة). يبدو أن الخط البديل الذي تتبعه هيئة الاركان هو اظهار نتائج الضغط العسكري، مع التأكيد على الحاجة الى التقدم في صفقة تبادل المخطوفين.
وزير الدفاع يوآف غالنت قال أمس في الاحتفال بالذكرى العاشرة لشهداء عملية “الجرف الصامد” إنه “الآن وجدت نافذة فرص محدودة لاعادة المخطوفين الى البيت. هذه فرصة عابرة. يوجد لدولة اسرائيل واجب قيمي واخلاقي ووطني لاعادة المخطوفين الى بيوتهم. الجيش الاسرائيلي واجهزة الامن الاخرى توجد لها القدرة، وحرية في العمل، على العودة الى عملية قوية بعد كل صفقة. في كل مكان وفي كل وقت حسب الحاجة”. رئيس الاركان، هرتسي هليفي، قال اقوال مشابهة في هذا الاسبوع في تصريح قدمه للمراسلين.
لكن نتنياهو، وبالتأكيد الجناح اليميني المتطرف في الحكومة، لا يظهر أي اشارة على المرونة في المفاوضات. فهو يظهر طلباته، مواصلة الاحتفاظ بشكل دائم بممر نتساريم ومحور فيلادلفيا، بشكل يتجاوز التفاهمات التي تم الاتفاق عليها مع الرئيس الامريكي قبل شهر ونصف تقريبا. العائق الرئيسي أمام الاتفاق يتعلق بطلب رئيس الحكومة منع انتقال المسلحين الى ما بعد ممر نتساريم، الى شمال القطاع. في حين أن وزراء حزب الصهيونية الدينية يتنافسون فيما بينهم في التصريحات حول خلفية المفاوضات. رئيس القائمة، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قال أول أمس بأنه يعارض اطلاق سراح سجناء لهم وزن ثقيل في الصفقة. والوزيرة اوريت ستروك قالت بأنها ستعارض اخلاء نتساريم ومحور فيلادلفيا. يبدو أن القائمة لم تعد تحاول اخفاء نهائيا معارضتها الشديدة للصفقة.
على خلفية الاحباط من تملص نتنياهو وقيود اليمين المتطرف فان عائلات المخطوفين تحاول زيادة الاحتجاج قبل زيارة رئيس الحكومة في واشنطن والقاء الخطاب في الكونغرس بعد اسبوع. عائلات المراقبات الخمسة المخطوفات نشرت صور صادمة لهن في الايام الاولى للاسر. في حين أن آباء مراقبات اخريات، قتلن في المعركة في موقع ناحل عوز، التقوا مع نتنياهو أمس وحدثوه عن بناتهم. رئيس الحكومة رفض طلب بعض الآباء الثكلى، الموافقة الآن على تشكيل لجنة تحقيق رسمية في اخفاقات الحرب.