ترجمات عبرية

هآرتس: الجيش الإسرائيلي نفذ اطلاق النار الذي قتل منه العشرات قرب منطقة الإغاثة في غزة

هآرتس 5/6/2025، شيرين فلاح صعب وآخرين: الجيش الإسرائيلي نفذ اطلاق النار الذي قتل منه العشرات قرب منطقة الإغاثة في غزة

شهادات لغزيين وافلام فيديو وتغيير في روايات الجيش الإسرائيلي تعزز الادعاء بأن اطلاق النار الذي قتل العشرات في الأسبوع الماضي قرب منشأة الطعام التابعة للصندوق الإنساني لغزة (جي.اتش.اف)، اطلق على يد جنود الجيش الإسرائيلي وليس على يد مسلحين فلسطينيين، كما ادعى متحدثون رسميون إسرائيليون. حسب الشهادات فان المنطقة التي اطلقت فيها النار، من مسافة كيلومتر عن منطقة الإغاثة في رفح، ومسيرات وسيارات مصفحة تابعة للجيش الإسرائيلي، وجدت في المنطقة في زمن اطلاق النار. الشهادات تضاف الى شهادات أطباء وطواقم طبية فلسطينية واجنبية في المستشفيات في جنوب القطاع التي تحدثت عن عشرات القتلى والجرحى بسبب اطلاق النار الذين تدفقوا الى المستشفيات في المنطقة.

امس وضع الجيش الإسرائيلي اكوام تراب في محيط مركز التوزيع لمنع الاحتكاك بين الجنود والسكان. هذا في اعقاب ادعاءات السلطات في غزة التي تقول ان الجيش اطلق النار على السكان الذين وصلوا الى المكان. في الجيش رفضوا هذه الادعاءات، لكنهم قرروا إقامة اكوام التراب لان الاحداث تثير اهتمام كبير في العالم ومن شانها ان تضر بشرعية الحرب.

في المرة الأولى التي اطلقت فيها النار في منطقة توزيع والعشرات قتلوا يوم الاحد، نفى الجيش الإسرائيلي أي علاقة باطلاق النار. مع ذلك، في محادثة مغلقة، اعترفوا في الجيش بانه كان اطلاق نار في المنطقة. اول امس تقلصت الفجوة بين الرواية الفلسطينية والرواية الإسرائيلية، والجيش اعتراف بان الجنود اطلقوا النار لابعاد الناس. حسب وزارة الصحة في غزة فقد قتل باطلاق النار هذا 27 شخص.

اطلاق النار من اجل ابعاد الناس يتناسب مع الشهادات التي قدمها للصحيفة ضابط له صلة بما يحدث في منطقة منشآت التوزيع، الضابط حذر من ان عدد من كبار الضباط أرادوا ترتيب الجمهور الذي وصل الى المنشاة بواسطة استخدام النار. “القصد كان توجيه السكان عن طريق النار”، قال الضباط. في الجيش تعاملوا مع ذلك كوضع عادي للتعامل مع مشبوهين الذين دخلوا الى منطقة القتال، لكن لا يمكن توجيه سكان بهذا الحجم عن طريق النار اذا كنت تريد ان يشعروا بالأمان من اجل الوصول الى المناطق التي فتحتها”.

هذه الشهادات تضاف الى شهادات منظمة “أطباء بلا حدود”. “الناس تشاجروا على 5 رزم غذاء، قالوا لنا ان ناخذ الغذاء، بعد ذلك اطلقوا النار من كل الاتجاهات. ركضت 200 متر قبل ان افهم بانهم اطلقوا النار علي، هذا ليس مساعدة هذا كذب. هي يجب علينا احضار الغذاء لاولادنا ونموت؟”، قال منصور سامي عبادي في شهادته.

أ. احد سكان رفح الذي انتقل الى المواصي في خانيونس وصل الى المركز في رفح عندما حدث الحادث الأول في بداية الأسبوع. هو نفى ادعاء الجيش بأن المسلحين المحليين هم الذين اطلقوا النار. “هذه فرية لا أساس لها”، قال للصحيفة. “لم يكن هناك مسلحون، كانت طائرات، مدفعية ومسيرات. الناس الذين كانوا هناك كانوا مدنيين أبرياء جاءوا للحصول على المساعدات”.

حسب اقوال أ. فان ما شاهدته هناك يصعب استيعابه – اطلاق نار لبضع دقائق من كل الجهات. كان هناك الة رماية وضعت على رافعة وشاهدت انهم يطلقون النار منها وكان الامر يتعلق بروبوت، إضافة الى المسيرات. اطلاق النار كان من كل الجهات وكان الناس الذين جاءوا الى المنشاة خططوا لعملية غزة، وليسوا جائعين يريدون الغذاء”.

فاطمة، مواطنة من خانيونس، استعادت ما سمعته من أصدقاء احد جيرانها، فؤاد أبو الخير (34 سنة)، الذي قتل اول امس في المنشأة. حسب قولها هو يعيش مع والدته وشقيقه في خيمة اقاموها فوق انقاض بيتهم. “والدته قالت انه لم ياكل لثلاثة أيام. فقط كان يشرب الماء. أولاد شقيقه كانوا يبكون بسبب الجوع. هذا جعله يخاطر ويفعل كل ما في استطاعته للوصول الى رفح”، قالت للصحيفة.

اصدقاؤه قالوا انهم وصلوا في الخامسة صباحا الى المنطقة وكان هناك في حينه الالاف الذين وقفوا قرب نقطة التوزيع. وحسب قولهم كانت دبابات في المنطق. لقد قيل لهم في مكبر الصوت بانه اليوم لا يوجد توزيع للمساعدات وانه يجب عليهم الرجوع الى الخلف. من كثيرة الناس لم يكن بالإمكان الرجوع الى الخلف وواصلوا التقدم الى الامام، الجيش بدأ يطلق النار في الهواء لجعل الناس يتراجعون، لكنهم كانوا جائعين وفعلوا كل ما في استطاعتهم للحصول على المساعدات ولم يرغبوا في العودة. بعضهم استلقوا على الأرض وحاولوا الزحف على البطن للتقدم. فؤاد اطلقت النار على صدره، صديقه اياد قام بحمله على اكتافه وفي الطريق اطلقت النار عليه ونزف حتى الموت. زوجته حامل في شهرها الخامس. كلاهما ماتا بدون طحين وبدون غذاء”.

 معظم الإصابات كانت في الراس والصدر  

 حسب الصندوق الإنساني لغزة فانه منذ بداية نشاطه في يوم الاثنين الماضي وزع 107.520 صندوق غذاء، فيها حسب شهادته اكثر من 7 ملايين وجبة غذاء. حسب اعلان الصندوق فانه معظم الأيام عمل مركز واحد في تل السلطان في جنوب رفح قرب الحدود المصرية. في يوم الأربعاء الماضي عمل مركز اخر في محور موراغ، وفي يوم الخميس عملت حسب شهادة الصندوق ثلاثة مراكز في تل السلطان وفي محور موراغ وفي مخيم البريج قرب ممر نتساريم.

 هذا الأسبوع، طوال ثلاثة أيام متتالية، ابلغ الصليب الأحمر بانه تم احضار الكثير من المصابين الى المستشفى الميداني التابع له في رفح. حسب الصليب الأحمر فان جميع الجرحى شهدوا بانهم أصيبوا اثناء المحاولة للوصول الى مركز توزيع المساعدات، وحسب التقرير في يوم الاحد تم احضار 179 مصاب، بينهم 21 تقرر موتهم، وفي يوم الاثنين احضر 50 مصاب، بينهم 2 تقرر موتهما، في يوم الثلاثاء احضر 184 شخص، بينهم 19 اعلن موتهم فور وصولهم، و8 تم الإعلان عن موتهم بعد ذلك.

 محمد، رجل اسعاف يرافق الطواقم الطبية، كان حاضرا في احداث يوم الاحد ويوم الثلاثاء. هو قال ان اطلاق النار وجه للمدنيين الذين امتثلوا للتعليمات، لكن ربما خرجوا عن المسار بسبب الضغط. “الجيش اعطى تعليمات للجميع بالذهات في الطريق المفتوحة، والجميع ساروا حسب التعليمات”، قال محمد. “في مرحلة معينة اطلقت النار الحية على الجمهور. معظم الإصابات كانت باطلاق مباشر على الراس والصدر. اطلاق النار كان من سفن  ومسيرات ودبابات. الجيش لم يتوقع ان يأتي هذا العدد الكبير جدا، والمكان لم يكن معد لاستقبال الجميع. معظم الضحايا كانوا من النساء والأطفال”.

 سامي (32 سنة)، احد سكان رفح الذي انتقل الى خيمة في خانيونس، قال انه شق الطريق نحو منطقة الإغاثة في ليلة يوم الثلاثاء. “اجتزت ما كان ذات يوم مطعم اسماك في خانيونس. على الفور سمعت اطلاق نار بدون توقف”، قال. هو استمر وتقدم الى ان وصل الى مسجد في المواصي في منطقة رفح. “الناس تجمعوا هناك، حاولنا التقدم الى الامام على امل ان نكون في اول الطابور”. عندما تقدموا، قال ازدادت النيران وكان واضح انها موجهة اليهم. “استلقيت على الأرض. الشخص بجانبي صرخ: انا لا اشعر بقدمي. اصدقاءه استمروا في القول له بأنه على ما يرام، وحاولوا مساعدته كي ينهض، لكنه لم يقدر. عندما رفعوا قميصه شاهدوا انه اطلقت النار على عموده الفقري”.

 رغم استمرار اطلاق النار استمر سامي في التقدم. في النهاية وصل الى ما كان ذات يوم مقهى. “قمت بالدوس على احد ما بالخطأ واعتذرت، لكن الشاب الذي بجانبي نظر لي وقال: مع من تتكلم، هو ميت. سامي نظر حوله، كانت جثث في كل مكان، كان قتلى وآخرون جرحى. هو قال انه في الساعة 4:45 هدات المنطقة وهو واخرون عادوا للتقدم، لكن اطلاق النار استؤنف. “هذه المرة اطلقت النار عليها طائرات الاباتشي من اعلى، لم يكن مكان لنختبيء فيه. افضل ما كان يمكن عمله هو الاستلقاء على الأرض وجعل الناس يسقطون فوقك. عندها لم استطع معرفة من هو المصاب ومن الميت”.

 بعد 15 دقيقة مرة أخرى هدأ اطلاق النار. سامي واخرون واصلوا السير بحذر، ومرة أخرى ووجهوا باطلاق النار. “الدبابات بدات تطلق النار علينا مباشرة” قال. “صرخنا وركضنا، أتذكر انني قمت بالصلاة والقول: يا الله، انا لا اريد الغذاء، لا اريد المساعدة، انا فقط لا اريد الموت وجعل امي تحزن”.

 في نهاية المطاف وصل سامي الى منطقة التوزيع. “كل شيء كان قد انتهى، لم تبق مساعدة، لكني شكرت الله لأنني ما زلت على قيد الحياة. في طريق عودته التقى مع شخص يعرفه، نجح في الحصول على كيس فيه غذاء، وطلب ان يساعده في حمله. “هو صرخ، انت تنزف”، يتذكر سامي. “نظرت الى نفسي، ملابسي كانت ملطخة بالدم، لكنه ليس دمي. اقسمت بانني لن اعود الى هناك ولا يهم كم نحن جائعون”.

 أفلام من مراكز التوزيع التي نشرت مؤخرا تعزز ادعاءات الفلسطينيين بان الحديث لا يدور عن توزيع منظم، لكن عن فوضى مهينة تخلق منافسة بين الناس على الطعام لاولادهم. من الشهادات والأفلام يظهر ان معظم الغذاء تم اخذه من قبل اشخاص أقوياء يمكنهم الركض وجر وزن ثقيل، في حين أن النساء والأولاد والشيوخ يكتفون بما بقي او يعودون بايدي خالية. في احد الأفلام يظهر اشخاص وهم يفتحون الصناديق في منطقة التوزيع وياخذون منها فقط السلع ذات السعر المرتفع.

 أ، احد سكان رفح الذي انتقل الى المواصي في خانيونس، قال انه ذهب الى مركز التوزيع في التاسعة والنصف في الليل حسب قوله. اطلاق النار استمر تقريبا حتى الساعة الخامسة صباحا. بعد ذلك قال “نجحنا في الوصول الى منطقة التوزيع واكتشفنا انه لا يوجد شيء هناك”. سامي يقول ان الحدث الذي شاهده في يوم الثلاثاء كان المرة الثالثة التي حاول فيها الحصول على المساعدات من صندوق غزة. في كل المرات عاد بايدي خالية.

 مصطفى عصفور، احد سكان غزة الذي يعيش خارج القطاع ومعارض شديد لحماس، نشر فيلم من ساحة الحدث. جاء غزي اسمه امين خليفة، ووثق نفسه هناك وهو يستلقي على الأرض والى جانبه شباب، حيث في الخلفية سمع اطلاق نار. الى جانب الفيلم كتب عصفور: امين خليفة قبل دقائق من قتله. في الفيلم يقول خليفة، كما ترون نحن محاصرون ولا يمكننا الحركة، نحن نحاول احضار الطعام ولكنه غارق في الدماء. نحن نموت من اجل احضار الطعام”.

 في الجيش الإسرائيلي اختاروا عدم الرد على هذا المقال.   

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى